الأماكن التاريخية خارج الحرم

تجولت مع العلامة عبد العزيز بن محمد رفيع الدين بخش، عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين، خارج الحرم؛ لأزور بعض الأماكن المقدسة، وبعض الأماكن التاريخية الأخرى. وقد تحدثنا عن جبل أبي قبيس. وهو أول جبل وُضع في الأرض لقربه من الكعبة. وعلى هذا الجبل، شاهد الناس حادثة انشقاق القمر والجبل بينهما. وحدث ذلك في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم.
وبجوار الجبل والمسعى، دار الأرقم بن أبي الأرقم. وهو المكان الذي كان يجتمع فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع الصحابة، ليناقشهم في أمور الدين.
وبجوار الصفا في الجهة المقابلة، بجوار المروة، دار أبي سفيان؛ لأن الرسول في فتح مكة أمر أن يؤمّن الناس في فتح مكة، في ثلاثة أماكن: من دخل داره وأغلق بابه فهو آمن، ومن تعلق بستارة الكعبة فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن؛ لأنه كان سيد قريش. وعندما أسلم أبو سفيان، أسلمت قريش.
وبعد ذلك، نشاهد جبل خندمة، بجوار الحرم، وهو المكان الذي تمت فيه محاصرة المسلمين من قريش لمدة ثلاث سنوات. وعانى المسلمون كثيراً من شدة الجوع؛ لكن بعد ثلاث سنوات، استيقظ ضمير أمراء قريش لينهوا المقاطعة. وبجوار هذا المكان، يوجد بيت عبد الله بن عبد المطلب، وهو المنزل الذي وُلد فيه النبي، عليه الصلاة والسلام.
وبجوار هذه الأماكن، يقع جبل قيقعان، وهو من الجبال الضخمة، وله اسم آخر، هو «أخشب مكة الثاني»؛ لأن رسول الله عندما عاد من الطائف أتى إليه أمين الوحي جبريل - عليه السلام – يستأذنه، ويقول له إن ملك الجبال يستأذنك أن يطبق الجبلين عليهم، أي على أهل قريش.
وبعد ذلك، يأتي جبل ثور، الذي يقع أعلاه غار ثور. وقد ارتبط بسيرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - في أهم حدث، وهو هجرة الرسول. وهذا الجبل بعد أن أصبح للمسلمين دولة، اجتمعت قريش في دار الندوة ليتدارسوا أمر رسول الله، واتفقوا على ثلاثة أمور: أن يتم حبس الرسول، أو يُنفى من مكة، أو يُقتل. وأيّدوا الرأي الأخير. وأرسل الله - سبحانه وتعالى - للرسول يخبره بتآمر قريش ويأذن له بالهجرة. وبعد ذلك، خرج الرسول في الضحى إلى دار أبي بكر، في اتجاه جنوب مكة. ومن المعروف أن أهل مكة لا يخرجون ظهراً من منازلهم. وقد تعجب أبو بكر من ذلك. وعلم أن هناك أمراً عظيماً؛ لذلك جهّز ناقتين. وعاد الرسول إلى داره. واتفق أهل قريش على أن يتم جمع كل الفرسان لضرب الرسول ضربة واحدة. وبالتالي يتم تفادي طلب بني هاشم للثأر.
وخرج الرسول من داره، وأرسل الله - سبحانه وتعالى - غشاوة على وجوه الفرسان، كي لا يروا رسول الله، عليه الصلاة والسلام. وصعد الرسول الجبل، واستغرق ذلك ثلاث ساعات. وكان عمر الرسول في ذلك الوقت 53 عاماً. ودخل الرسول الكهف، وطلب أبو بكر الدخول أولاً حتى يسد كل شقوق الكهف، ما عدا ثقباً واحداً لم يوجد معه ما يسده به.
وبعد ذلك، نأتي إلى بئر طنه. وهو المكان الذي نزل عنده الرسول في فتح مكة. وعنده قسّم الجيش إلى ثلاثة أقسام: واحد بقيادة خالد بن الوليد، والثاني بقيادة الزبير بن العوام، والثالث بقيادة الرسول، عليه الصلاة والسلام. ودخل مكة من أعلاها من منطقة تُعرف باسم شعب أزاخر.
ذلك جزء من تاريخ مكة وأماكنها المقدسة، وارتباطها بالسيرة العطرة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم.