العراق يقترب من تأمين حدوده مع سوريا

أعلن مسؤول أمني عراقي أن القوات العراقية تقترب من إكمال خططها الخاصة بتأمين الحدود البرية الطويلة مع سوريا (أكثر من 600 كيلومتر) التي كانت بدأتها قبل شهور. وقال المسؤول الأمني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالباً عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، إن «عملية تأمين الحدود البرية مع الجانب السوري بدأت منذ فترة؛ لكن ظهر عند التقييم أنها بحاجة إلى إعادة نظر في بعض الجوانب والصيغ، واستكمال في مناطق أخرى لم تكن قد جرت عملية تأمينها بشكل كامل».
وأضاف المسؤول الأمني أن «الخطة التي تم اعتمادها لتأمين الحدود مع سوريا أثبتت نجاحاً خلال الفترة الماضية، لجهة إيقاف عمليات التسلل من الجانب السوري إلى العراق وبالعكس؛ لكنها تحتاج إضافات سواء على صعيد استخدام أجهزة إضافية من كاميرات وأجهزة إلكترونية، أو تأمين مناطق جديدة لم تكن مشمولة بالخطة السابقة؛ حيث تبين أن هناك مناطق تحتاج إلى إجراءات أكثر».
وأوضح المسؤول الأمني أن «العمل جارٍ على أن تكون عملية التأمين 100 في المائة، بما في ذلك تأمين الطريق البرية بين البلدين؛ بينما الآن نستطيع القول إن نسبة التأمين تتعدى الـ80 في المائة».
وكان مصدر أمني عراقي قد صرح أمس بأن «العراق يُنسق مع الحكومة السورية لتأمين حدود البلدين»، مبيناً أن «الحدود من جهة العراق مؤمنة بشكل كامل، وتعمل الحكومة على أن تبقى آمنة، وإن حدثت اضطرابات في الجانب السوري أو خلافات بين الجيش هناك و(قوات سوريا الديمقراطية)».
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت عن تحشيد قوات على الحدود العراقية السورية، للرصد والمراقبة، استعداداً لمواجهة كل التداعيات المحتملة، ومنع تسلل العناصر الإرهابية بشكل منفرد. وفي هذا السياق يقول الخبير الأمني المتخصص فاضل أبو رغيف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك عدة خطط، منها خطط محلية ومنها خطط دولية، على صعيد تأمين الحدود مع سوريا»، مضيفاً أن «الخطط المحلية تتمثل في مساعي العراق لتنشيط قيادة قوات الحدود، ودعمها من خلال التجهيز بأسلحة متطورة وأجهزة متطورة، مثل أجهزة حرارية وأخرى رقابية، وكذلك أيضاً دور (الحشد العشائري) من العرب السنة في تلك المناطق، فضلاً عن (الحشد الشعبي) الذي في حال تمركز على الشريط الحدودي، فضلاً عن قيادة العمليات التي تلعب دوراً مهماً في هذا المجال». وأوضح أبو رغيف أنه «فيما يتعلق بالجانب الدولي، فإن التحالف الدولي يضطلع بدور جيد عبر طائرات المراقبة المسيرة (درون) التي تقوم بعمليات مراقبة على مدار الساعة، فضلاً عن ذلك فإن هناك شبه اتفاق بين الجانب السوري من جهة وبين (قوات سوريا الديمقراطية) من جهة أخرى، فضلاً عن ذلك، فإن الساحة السورية سيتم تفريغها من الإرهابيين، خصوصاً إذا تم الانتهاء من نقل ساكني مخيم الهول».
إلى ذلك، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب مقتل أربعة قياديين بارزين في تنظيم «داعش»، وتدمير عدد من المضافات لهذا التنظيم. وقال الجهاز في بيان أمس، إنه «بالاستناد إلى معلومات استخبارية للتحالُف الدولي، نفذت قوات جهاز مُكافحة الإرهاب، قيادة العمليات الخاصة الثانية، فوج مكافحة الإرهاب، عملية أمنية بإسناد جوي من الطائرات الاستطلاعية القاصفة للتحالف الدولي، في السلسلة الرابطة بين قضاء الحويجة - قضاء مخمور». وأضاف البيان أن «العملية أسفرت عن مقتل 4 قياديين بارزين في تنظيم (داعش)، وتدمير 5 مضافات تحتوي على أعتدة وأسلحة شرقية الصنع، ومواد غذائية جافة».
في السياق نفسه، نفذ الجيش العراقي عملية استباقية في صحراء الأنبار غرب بحيرة الثرثار. وقال بيان لوزارة الدفاع، إن «هذه العملية كانت من ثلاثة محاور، اشتركت فيها فرقة المشاة السابعة بمحورين، ولواء مغاوير، قيادة عمليات الجزيرة بمحورها الثالث، وبإسناد من طيران الجيش والحشد العشائري، وتم خلال هذه العملية العثور على كثير من مخلفات تنظيم (داعش) الإجرامي، وتدمير مضافات كان يستخدمها، وتم تأمين كثير من المناطق والقرى، منها أم دبس وأم جمل وأم المد وشطيحية وقرية المناخ، وقرى أخرى في المحاور المتعددة».