مباراة العميان المبصرين

قرأت في صحيفة «اليوم السابع» المصرية عن القضية المعروفة إعلامياً باسم؛ فضيحة فريق المكفوفين لكرة الجرس في بولندا.
وفعلاً قبضوا على 4 متهمين سهلوا للمتورطين هذه المهمة، وتجري محاكمتهم الآن.
ولكيلا أطيل عليكم، فالحكاية وما فيها أن هذه المسابقة الدولية تتم دورياً، وتجري كل سنة في دولة مختلفة.
وسافر 12 كفيفاً مع إداريّيهم إلى هناك، وخاضوا المباريات على أكمل وجه، وكان من المفروض أن يعودوا في اليوم الأخير إلى بلادهم، غير أنهم تسللوا بالليل من الفندق، «وهذا هو وجه الضيف»، أي أنهم أصبحوا فصوص ملح وذابت.
من هنا بدأ التحقيق، بعد أن قبضوا على أحد الإداريّين، واتضح أن اللاعبين لم يكونوا عمياناً، وإنما هم مبصرون، بل إن نظر بعضهم 6 على 6.
والعجيب أنهم أدّوا أدوارهم باحترافية عالية، ولكيلا ينكشف أمرهم كانوا يتخبطون باللعب، وتعمدوا أن يهزموا في جميع المباريات لكيلا ينفضحوا.
وأرسلت القيادة العامة المصرية إخطاراً «للإنتربول»، على أساس أنهم هاربون ومرتكبو مخالفات خادعة، تصل إلى مرتبة الجريمة، وشوهد بعضهم يعملون في مطاعم وورش للسيارات ومحلات ديكور، غير أنهم سرعان ما يتنقلون من مكان إلى مكان، وإلى الآن لم يتسنَّ للإنتربول القبض عليهم، رغم مرور 3 أعوام على هذه الحادثة التي لا تخطر على البال.
***
هناك امرأة أميركية من فلوريدا، أخذت معها ابنها البالغ من العمر عاماً ونصف العام، إلى أحد المطاعم لتناول الغداء، وطلبت من «الغرسون» أن يحضر لابنها زجاجة عصير ليمون ليتلهَّى بها، وفعلاً أحضر لها ما طلبت، وأخذت هي تتناول غداءها بكل راحة؛ خصوصاً أن ابنها كان هادئاً ومنسجماً مع عصيره، وبعد فترة إذا بالغرسون يأتي لها راكضاً ومعتذراً بأنه أخطأ وأحضر للطفل زجاجة نبيذ أبيض، بدلاً من الليمون، وصعقت الأم، ومدت يدها لكي تأخذ الزجاجة من الطفل، غير أنه تشبث بها وعض يدها، وانطلق هارباً يبكي و«حاس مرير» المطعم والزبائن، فالطفل المسكين شرب 3 أرباع الزجاجة وسكر، ولا تقع يده على طبق أو كأس في أي طاولة إلا ألقاه على الأرض وكسره.
المهم أنهم سيطروا عليه بعد جهد جهيد، وأخذته والدته على أقرب مستشفى، وأجروا له غسيل معدة، والحمد لله أن عقله رجع له بعد ذلك.
رفعت الأم قضية على ذلك المطعم، ولكن انطبق على الطفل ذلك المثل الشعبي القائل: «ذاقت الصقها حلاته».
***
هل صحيح أن المرأة تصمت، إما قليلاً وإما رغماً عنها؟!