وزير الاقتصاد الألماني ينتقد نقاشاً حول مصادرة ملكية شركات عقارية بغرض معالجة ارتفاع الأسعار

بيتر ألتماير قال إن بلاده تتجه إلى استثمار 10 مليارات يورو للإسكان الاجتماعي ودعم تملك الأسر للمنازل

بحسب تقديرات فإن الحكومة الألمانية ستضطر إلى إنفاق نحو 30 مليار يورو في حال استجابتها للالتماس الشعبي وقيامها بشراء منازل من عشر شركات تمتلك 240 ألف منزل
بحسب تقديرات فإن الحكومة الألمانية ستضطر إلى إنفاق نحو 30 مليار يورو في حال استجابتها للالتماس الشعبي وقيامها بشراء منازل من عشر شركات تمتلك 240 ألف منزل
TT

وزير الاقتصاد الألماني ينتقد نقاشاً حول مصادرة ملكية شركات عقارية بغرض معالجة ارتفاع الأسعار

بحسب تقديرات فإن الحكومة الألمانية ستضطر إلى إنفاق نحو 30 مليار يورو في حال استجابتها للالتماس الشعبي وقيامها بشراء منازل من عشر شركات تمتلك 240 ألف منزل
بحسب تقديرات فإن الحكومة الألمانية ستضطر إلى إنفاق نحو 30 مليار يورو في حال استجابتها للالتماس الشعبي وقيامها بشراء منازل من عشر شركات تمتلك 240 ألف منزل

انتقد وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير النقاش الدائر حول مصادرة ملكية شركات عقارية في برلين بغرض معالجة ارتفاع أسعار الإيجارات، معتبرا هذا النقاش عديم الجدوى. وقال ألتماير خلال افتتاح معرض آلات البناء «باوما» في ميونيخ إن هذا الجدل مؤسف، وأضاف: «سنستثمر خلال السنوات المقبلة نحو 10 مليارات يورو إضافية في الإسكان الاجتماعي والخاص ودعم تملك الأسر للمنازل».
وذكر الوزير أن من يتحدث حاليا عن نزع ملكية شركات العقارات يضر بالنهوض الاقتصادي و«بمصالح ملايين المستأجرين، لأن ذلك من شأنه عرقلة وإثباط أعمال البناء الخاصة».
وكان آلاف من الأشخاص احتشدوا السبت الماضي في العاصمة الألمانية برلين وعدة مدن ألمانية أخرى احتجاجا على ارتفاع أسعار الإيجارات. كما تم إطلاق حملة لجمع توقيعات على التماس شعبي للمطالبة بنزع ملكية شركات الإسكان.
ويطالب الالتماس الشعبي بنزع ملكية الشركات التي تمتلك أكثر من 3 آلاف منزل، عبر قيام ولاية برلين بشراء هذه المنازل من الشركات جبرا.
وتستهدف المبادرة مجموعة «دويتشه فونين» للإسكان على وجه الخصوص، التي تمتلك نحو 112 ألف منزل في برلين. وتواجه المجموعة الكثير من الانتقادات على خلفية تعاملاتها مع المستأجرين. وبحسب تقديرات حكومة ولاية برلين، ستضطر الولاية إلى إنفاق نحو 30 مليار يورو في حال استجابتها للالتماس الشعبي وقيامها بشراء منازل من نحو عشر شركات تمتلك نحو 240 ألف منزل. وتتحمل الولاية حاليا ديونا تبلغ قيمتها نحو 60 مليار يورو.
وأمام أصحاب المبادرة مهلة ستة أشهر لجمع الحد الأدنى من التوقيعات المطلوبة للالتماس، أي 20 ألف توقيع. تجدر الإشارة إلى أن الالتماس الشعبي ليس ملزما للحكومة المحلية في ولاية برلين، ويتعلق فقط بالمطالبة بسن قانون لنزع ملكية شركات العقارات.
وكان بضعة آلاف من الأشخاص احتشدوا في ميدان ألكسندربلاتس الشهير في العاصمة الألمانية برلين احتجاجا على ارتفاع أسعار الإيجارات. ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات: «السكن حق أساسي» و«معا ضد الطرد وجنون الإيجارات».
وسجل 6 آلاف شخص مشاركتهم في المظاهرة التي دعا إليها تحالف لاتحادات المستأجرين وعدة مبادرات. ومن المنتظر أن تشهد مدن أخرى في أوروبا حملات ومظاهرات مماثلة. وعلى هامش المظاهرة، جمع أشخاص يرتدون سترات ملونة توقيعات على التماس شعبي للمطالبة بنزع ملكية شركات الإسكان.
إلى ذلك كشف المكتب الاتحادي للإحصاء أنه تم إصدار تراخيص لبناء عدد من الوحدات السكنية الجديدة بألمانيا خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بشكل يفوق المتوسط. وبحسب أعداد المكتب التي صدرت مؤخراً، تمت الموافقة على بناء 27.1 ألف وحدة سكنية جديدة بألمانيا. وأوضح المكتب أن هذا العدد يزيد بنسبة 9.1 في المائة عما تم رصده في الشهر ذاته من العام الماضي، كما أنه يعد أعلى قيمة تم رصدها لشهر يناير منذ عام 2004.
وبحسب بيانات المكتب، فإن إجمالي 23.7 ألف وحدة سكنية من هذه الوحدات سيتم بناؤها في مبان جديدة، ومن المقرر أن يكون نصفها تقريبا، نحو 13.634 ألف شقة منها، في مبان سكنية متعددة الطوابق، ولكن المكتب أشار أيضا إلى أن عدد المنازل المخصصة لأسرة واحدة أو لأسرتين زاد أيضا.
وكان المكتب الاتحادي الألماني للإحصاء أشار إلى زيادة حجم المبيعات في قطاع أعمال البناء بنسبة 8 في المائة خلال العام الماضي، ليشهد بذلك زيادة للعام السادس على التوالي. وأوضح المكتب في مقره بمدينة فيسبادن غرب ألمانيا أن استمرار الطفرة العقارية والتوسع في شبكات وسائل النقل يسهم في توافر صفقات جيدة في قطاع البناء.
وأشار المكتب إلى أن جميع فروع الاقتصاد التابعة لقطاع البناء سجلت زيادة، لافتا إلى أنه كان هناك نمو قوي بصفة خاصة في قطاع الهندسة المدنية.
وأضاف المكتب أن عدد العاملين بقطاع البناء زاد العام الماضي بنسبة إجمالية تبلغ 2.5 في المائة. وتتوقع الرابطة الرئيسية لقطاع أعمال البناء في ألمانيا زيادة المبيعات أيضا في عام 2019.



سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.