تضارب الروايات حول مواجهة بين الشرطة و«الحشد» في الموصل

TT

تضارب الروايات حول مواجهة بين الشرطة و«الحشد» في الموصل

تضاربت الروايات بشأن الاشتباك الذي وقع أول من أمس بين عناصر من الشرطة المحلية وأفراد من «الحشد الشعبي» في الجانب الغربي من مدينة الموصل، وأسفر عن إصابة شرطيين ومدني واحد بجروح. وفي حين تؤكد مصادر من الموصل أن «الاشتباكات اندلعت إثر منع قوة من الشرطة العراقية لعناصر (الحشد الشعبي) من الدخول إلى المنطقة التي لا تقع ضمن مهامهم وأعمالهم»، قالت مديرية عمليات «الحشد الشعبي»، في بيان أصدرته، إن «مجموعة من منتسبي (لواء 40 - الحشد الشعبي) كانوا في طريق عودتهم إلى منازلهم لتمتعهم بالإجازة، فصادف جلوسهم في أحد المطاعم بأيمن الموصل حدوث مشاجرة بين شرطي وأحد المواطنين، فتدخلوا لفض المشاجرة، مما دفع الشرطي إلى الاعتداء على منتسبي (الحشد الشعبي)»، وأضافت أنه «في تلك الأثناء، قام الشرطي نفسه بإطلاق النار، مما أدى إلى إصابة منتسبين اثنين بـ(الحشد)».
وأشار البيان إلى أن «قوة من (الحشد الشعبي) وصلت مكان الحادث، وقامت بإجلاء المصابين ونقلهم إلى المستشفى، ويجري التنسيق الآن مع العمليات المشتركة لفتح تحقيق مشترك في الحادثة، ومحاسبة المقصرين».
لكن مصادر مطلعة في الموصل تؤكد «عمليات الاعتداء المتكررة على المواطنين التي تصدر عن بعض عناصر (الحشد)». وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن ما حدث أول من أمس «ليس المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ الجميع يتذكر حادث مقتل الشرطي على يد عناصر من (الحشد) في غابات الموصل عام 2018». لكن المصدر يرى أن «من غير المناسب تعميم الاتهامات على الجميع؛ هناك عناصر سيئة في (الحشد) وفي الشرطة. ومع ذلك، فغالباً يتحدث الموصليون عن عدم ارتياحهم لعناصر (عصائب الحق) و(لواء 30) التابع لـ(حشد طائفة الشبك) و(كتائب الأمام علي)».
كانت «عصائب أهل الحق» قد اتهمت الشهر الماضي بمسؤوليتها عن حادث العبّارة في الموصل، التي انقلبت في نهر دجلة، وأغرقت عشرات الأشخاص، الشهر الماضي، نظراً لارتباطها بشبكة مصالح اقتصادية مع الجهة المستثمرة لمنتجع غابات الموصل.
وبدوره، يرى الناشط المحامي زيد الطائي أن أغلب الحوادث التي تقع في الموصل مؤخراً تعود في جانب منها إلى عودة ما سماه «التعطش للسلطة». ويقول الطائي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيل الجديد من الشباب، ومن الموصل تحديداً، المنتمين لفصائل (الحشد) والشرطة، وغيرهما من القوى الأمنية، بدت تظهر عليه مؤخراً علامات تعطش كبير للسلطة، يظهر على شكل استهتار واعتداءات يقومون بها هنا وهناك»، ويرى أنه «على السلطات وضع حد لطيش أولئك الشباب، وإلزامهم باتباع الأساليب القانونية في أثناء تأدية مهامهم الأمنية».
ومن جهة أخرى، أعلن مجلس محافظة نينوى عن فتح باب الترشيح لاختيار محافظ جديد.
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد رفع طلباً إلى مجلس النواب العراقي نهاية مارس (آذار) الماضي لإقالة محافظ نينوى نوفل العاكوب، لاتهامه بالفساد والتقصير، بعد حادث غرق العبّارة، فاستجاب المجلس لطلب عبد المهدي، وصوت بالإجماع على إقالة العاكوب.
وقال مجلس نينوى، في بيان، أمس: «بالنظر لخلو منصب محافظ نينوى، بعد إقالته من قبل مجلس النواب العراقي، واستناداً إلى قانون مجالس المحافظات غير المنتظمة في إقليم، يعلن مجلس محافظة نينوى فتح باب الترشيح لشغل منصب محافظ نينوى، اعتباراً من الاثنين ولغاية نهاية الدوام الرسمي ليوم (الأربعاء)، الموافق 24 أبريل (نيسان) الجاري».
واستناداً إلى نص البيان، يشترط القانون في المرشح لمنصب المحافظ أن يكون حاصلاً على شهادة جامعية أولية على الأقل، متمتعاً بالمؤهلات الأساسية اللازمة لقيادة المرفق الإداري، إلى جانب أن تكون لديه خبرة في مجال عمله لا تقل عن 10 سنوات، وأن يكون عراقياً، ومن المحافظة، وغير مشمول بإجراءات «المساءلة والعدالة»، وغير محكوم عليه بجنحة مخلة بالشرف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».