حكومة بريطانيا متفائلة بعد تأجيل الطلاق... وتوقف خطط طوارئ بـ5 مليارات دولار

فاراج يطلق حملة «حزب بريكست» استعداداً لانتخابات البرلمان الأوروبي

الصحافية أنانزياتا ريس موغ شقيقة جيكوب ريس موغ الذي يقود الجناح المتشدد ضد أوروبا في حزب المحافظين الحاكم تلقي كلمتها في بداية الحملة التي أطلقها «حزب بريكست» الذي يتزعمه نايجل فاراج (يسار) استعداداً للانتخابات الأوروبية (أ.ف.ب)
الصحافية أنانزياتا ريس موغ شقيقة جيكوب ريس موغ الذي يقود الجناح المتشدد ضد أوروبا في حزب المحافظين الحاكم تلقي كلمتها في بداية الحملة التي أطلقها «حزب بريكست» الذي يتزعمه نايجل فاراج (يسار) استعداداً للانتخابات الأوروبية (أ.ف.ب)
TT

حكومة بريطانيا متفائلة بعد تأجيل الطلاق... وتوقف خطط طوارئ بـ5 مليارات دولار

الصحافية أنانزياتا ريس موغ شقيقة جيكوب ريس موغ الذي يقود الجناح المتشدد ضد أوروبا في حزب المحافظين الحاكم تلقي كلمتها في بداية الحملة التي أطلقها «حزب بريكست» الذي يتزعمه نايجل فاراج (يسار) استعداداً للانتخابات الأوروبية (أ.ف.ب)
الصحافية أنانزياتا ريس موغ شقيقة جيكوب ريس موغ الذي يقود الجناح المتشدد ضد أوروبا في حزب المحافظين الحاكم تلقي كلمتها في بداية الحملة التي أطلقها «حزب بريكست» الذي يتزعمه نايجل فاراج (يسار) استعداداً للانتخابات الأوروبية (أ.ف.ب)

أوقفت الحكومة البريطانية العمل بخطط طوارئ كانت قد وضعتها استعداداً للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) من دون اتفاق في القطاعات المختلفة، خصصت لها 4 مليارات جنيه إسترليني (5 مليارات دولار)، بعد أن حذرت الكثير من وكالات رسمية تعمل في مجالات سياسية واقتصادية ولوجيستية مختلفة من تأثيرات طلاق مفاجئ مع التكتل الأوروبي في حال فشل البرلمان البريطاني تبني الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع المشرعين في ويستمنستر.
وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير، أمس (الجمعة): إن قرار الاتحاد الأوروبي منح بريطانيا فترة أطول للخروج من التكتل يظهر أن الزعماء الأوروبيين قادرون على إيجاد حل مشترك. وأضاف لإذاعة «دويتشلاند فونك» العامة: «وفي النهاية وقفنا معاً عندما تعلق الأمر بالتمديد حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) وتعاوننا مع الحكومة البريطانية جيداً». وأشار التماير إلى أنه متفائل بإمكانية تفادي سيناريو الخروج دون اتفاق في المستقبل، قائلاً إنه ليس هناك من يعلم مدى استعداد لندن لخروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي، لكن إجراء مناقشات حزبية بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وحزب العمال للمرة الأولى مؤشر إيجابي.
ووضعت لندن خططاً على المستوى الوطني لامتصاص أي تداعيات لخروجها. ووفقاً لبريد إلكتروني مسرب اطلعت عليه شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، تم اتخاذ قرار وقف التخطيط العملياتي لـ«بريكست» دون اتفاق خلال اجتماع برئاسة مستشار رئيسة الوزراء البريطانية لشؤون الأمن القومي مارك سيدويل. وورد في البريد الإلكتروني، الذي تردد أنه أُرسل إلى جميع موظفي الخدمة المدنية أنه «بشكل مشترك مع باقي الحكومة، فإننا قد تخلينا عن التخطيط العملياتي وتطبيقه بأثر فوري». وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن الحكومة أعادت تعيين 6 آلاف موظف خدمة مدنية معارين من إدارات أخرى للإعداد للخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 5.‏1 مليار جنيه إسترليني. وقالت الحكومة البريطانية إن الادارات كانت تتخذ «قرارات حساسة» بشأن موعد الاستعدادات لعدم وجود اتفاق في أعقاب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع قادة الاتحاد الأوروبي الخميس بتمديد أجل الانسحاب حتى 31 أكتوبر المقبل. وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية لـ«الغارديان»: «وفي ضوء التطورات
التي حدثت هذا الأسبوع، ستتخذ الإدارات قرارات حساسة بشأن توقيت ووتيرة سير هذه الأعمال، في ظل تغيير موعد مغادرتنا الاتحاد الأوروبي، لكننا سوف نستمر بشكل مطلق في العمل على الاستعدادات الضرورية».
وفي سياق متصل، تعود إحدى الشخصيات السياسية الأكثر إثارة للجدل في بريطانيا، نايجل فاراج، إلى تصدر مشهد الترويج من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). ويقود فاراج، الزعيم السابق لـ«حزب استقلال المملكة المتحدة»، وسيلة جديدة، هي «حزب بريكست»، الذي أطلق أمس حملته لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة الشهر المقبل. ولا ترغب الحكومة البريطانية في المشاركة في الانتخابات الأوروبية المقرر في الفترة من 23 - 26 مايو (أيار)، حيث إن البلاد بصدد مغادرة الاتحاد الأوروبي. لكن ماي أقرت بأنه ستكون هناك حاجة إلى المشاركة في الانتخابات إذا لم يصادق البرلمان، في وقت مناسب، على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي توصلت إليه مع التكتل.
ويخشى المتشككون في جدوى الاتحاد الأوروبي، مثل فاراج؛ لأنه جرى حتى الآن تأجيل خروج بريطانيا من التكتل مرتين. ومن المقرر أن تظل المملكة المتحدة حالياً داخل الاتحاد الأوروبي حتى يوم 31 أكتوبر، حال لم يوافق البرلمان البريطاني على اتفاق الانسحاب قبل ذلك. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن فاراج القول: «منذ ثلاث سنوات صوّتنا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. قيل لنا إنه سيتم تنفيذه. لقد تعرضنا للخيانة، وتبدأ معركة الدفاع اليوم». وكان السياسي البالغ من العمر 55 عاماً بمثابة شوكة في خاصرة حزب المحافظين الحاكم بقيادة رئيسة الوزراء ماي منذ تولي ديفيد كاميرون السلطة عام 2010.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.