عادل عبد المهدي: قلنا لأميركا وإيران لا نريد أي صراع على أرض العراق

غداة إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة الإرهاب الأميركية

TT

عادل عبد المهدي: قلنا لأميركا وإيران لا نريد أي صراع على أرض العراق

قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إن بلاده تريد النأي بنفسها عن الصراع الدائر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
جاءت تصريحات عبد المهدي غداة القرار الأميركي بإدراج «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية.
وكشف عبد المهدي خلال مؤتمره الأسبوعي الذي يعقده كل ثلاثاء عن أنه تحدث مع الإدارة الأميركية، بهدف «إيقاف القرار الأميركي، لأن قرارات كهذه تكون لها امتدادات سلبية في العراق والمنطقة، لكنهم (الأميركان) ساروا في هذا القرار».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بلاده ستمسك العصا من المنتصف في إطار علاقتها بالدولتين المتناحرتين؛ إيران والولايات المتحدة الأميركية، قال: «لسنا مضطرين إلى مسك العصا من المنتصف... نحن اليوم بلد قوي، لا نمسك من النصف لنلعب على الحبلين أو مع طرف على حساب آخر؛ إنما نريد لبلادنا والمنطقة الاستقرار». وقال عبد المهدي: «تكلمت مع الأميركيين والإيرانيين وقلت لهم بصراحة: لا نريد أن يجري على أرضنا أي صراع، سواء من منظمات ضد دول، أو من دول فيما بينها، كفى العراق صراعاً، ولا توجد دولة في المنطقة دفعت ثمن الصراعات كما دفع العراق منذ عقود طويلة. نسعى لاستثمار علاقاتنا الجيدة بجميع الأطراف لتهدئة الأمور».
من جهتها، عدّت وزارة الخارجية العراقية أن «قرار الولايات المتحدة الأخير بشأن (الحرس الثوري) لا يأتي في سياق استقرار المنطقة». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان مقتضب، أمس: «نتمسك بموقفنا الثابت، ولن نسمح بأن تكون أراضي العراق مقرّاً، أو ممرّاً، لإلحاق الضرر بأي من دول الجوار».
في غضون ذلك، قال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «الولايات المتحدة الأميركية، أبلغت الجهات العراقية المقربة والصديقة لإيران بعدم التدخل وإصدار البيانات المعادية ضدها، لأنها ستعمد إلى متابعة أصولها المالية وتعدّها شريكة لـ(الحرس الثوري) الإيراني... من هنا؛ يلاحظ أن كثيراً من تلك الجهات لم تصدر أي تعليق على القرار الأميركي ولزمت الصمت، لأن القصة هنا تتعلق وتلامس مصالحها المالية الضخمة في العراق ودول الإقليم».
وعن القرار الأميركي وتداعياته وموقف العراق منه، يقول رئيس «المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية» واثق الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»: إن «رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تحدث بمسؤولية كبيرة وعلى طريقة رجال الدولة الذين يحرصون على مصالح بلادهم حين أعلن نأي العراق بنفسه عن الصراع الأميركي - الإيراني». ويعتقد الهاشمي أن «كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وإيران ستتفهمان موقف العراق الحيادي من صراعهما».
إلى ذلك، عدّ نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، أمس، إدراج أميركا «الحرس الثوري» الإيراني على قائمتها لـ«المنظمات الإرهابية»؛ «قراراً أحمق»، وأنه يهدف إلى مزيد من التوتر والصراعات الإقليمية، وأنه سيعود على أميركا بـ«الضرر البالغ».
وقال «المهندس»، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع إيران، في بيان، إن القرارات الأميركية «تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة وجرها إلى مزيد من بؤر التوتر والصراعات الإقليمية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.