النزاعات بين الأب والابن على ملكية «إم تي في» تتصاعد

التاريخ يعيد نفسه بين أفراد العائلة الواحدة

النزاعات بين الأب والابن على ملكية «إم تي في» تتصاعد
TT

النزاعات بين الأب والابن على ملكية «إم تي في» تتصاعد

النزاعات بين الأب والابن على ملكية «إم تي في» تتصاعد

لا تزال قضية ملكية محطة تلفزيون «إم تي في» تتفاعل في النزاع الحاصل بين غبريال المر وابنه ميشال. فقد بلغت الخلافات بينهما حداً دفع بالأب غبريال إلى الظهور على شاشة «نيو تي في»، ظهر أمس، ليعلن أن نجله يحاول استفزازه، متهماً إياه بمحاولة اغتياله، بعد أن أرسل شباباً ليحاصروا مكتبه، مانعين أي أحد من دخول المبنى. وقد تردد أن هؤلاء الشباب تم استدعاؤهم بالفعل من قبل الابن ميشال قبل يومين، خوفاً من ردود فعل حماسية قد يقوم بها أهل بتغرين (بلدة آل المر) مساندة لوالده.
وأكد أكثر من موظف في «إم تي في» أنهم نالوا أجورهم عن الشهرين الماضيين، بعد أن تم إيقافها ضمن إجراءات مبدئية حصلت في المصارف المخولة بضخ المال للابن ميشال، بعدما تم تثبيت موقع ميشال المر قانونياً وبالأوراق اللازمة.
وفي اجتماع عقده ميشال لموظفي «إم تي في» ظهر الجمعة الماضي، أكد لهم أن الموضوع انتهى لصالحه، وأن «المحكمة المدنية أصدرت قراراً قضائياً، أبقت عليه بموجبه رئيساً لمجلس إدارة شركة «استوديو فيزيون». ويبدو، حتى الآن، أن الابن ميشال لا يزال يتمتع بـ51 في المائة من أسهم الشركة، مقابل 22 منها لصالح أخيه الأصغر كارل، وأن ما تبقى من الحصص يتوزع على باقي أفراد العائلة. وكان الوالد غبريال المر، بموجب وكالة من ابنه ميشال المر تعود إلى عام 2008، قد حاول استخدامها لإعادة توزيع الحصص.
وكان الخلاف الحاصل بين أفراد العائلة الواحدة منذ أكثر من سنة قد خرج إلى العلن إثر ظهور جهاد المر (شقيق ميشال) على شاشة «إل بي سي آي» منذ نحو أسبوعين، حيث أعلن أنه، وبعد جمعية عمومية عقدتها شركة «استوديو فيزيون»، تم انتخابه رئيساً جديداً لمجلس إدارتها، بدلاً من شقيقه ميشال.
ويقف الأب غبريال المر مع ابنه جهاد، وابنته كارول، في طرف ضد شقيقهما الآخر ميشال، مما دفع بهذا الأخير إلى اللجوء إلى قاضي الأمور المستعجلة. وقد جمدت المحكمة المدنية قرار الهيئة العمومية في الشركة لنحو أسبوع، الذي كان يقضي بتولي جهاد المر رئاسة مجلس إدارة «إم تي في»، وكذلك الأمر بالنسبة إلى محضر اجتماع مجلس إدارة استوديو فيزيون، ليتبعه منذ نحو 5 أيام - كما تردد - قرار آخر يقضي بتثبيت موقع ميشال المر رئيساً لمجلس إدارة «استوديو فيزيون» ومحطة «إم تي في».
تجدر الإشارة إلى أن النزاعات بين الطرفين، وعمرها أكثر من عام، جرت محاولات لحلها، من خلال وساطة قام بها أحد المحامين من آل مدور إلا أنها باءت بالفشل.
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في هذه العائلة التي ذاقت الأمرين من نزاعات مشابهة ما بين غبريال المر الأب وشقيقه النائب الوزير الأسبق ميشال المر في فترة سابقة، فأدت يومها إلى إغلاق تلفزيون «إم تي في»، والطعن بنتيجة المركز النيابي الذي حصده في المتن في عام 2002.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».