على مدار اليومين الماضيين استضافت القاهرة المؤتمر العربي الأول عن الرعاية اللاحقة لخريجي دور الأيتام «سند»، بمشاركة عدد من المسؤولين وممثلي المجتمع المدني، من 17 دولة عربية بينها السعودية والإمارات والأردن ولبنان، لبحث سبل دعم الرعاية اللاحقة للأيتام، وأكد المشاركون في المؤتمر أهمية تأهيل مقدمي الرعاية، حتى يتمكنوا من تأهيل الأيتام للاندماج في المجتمع، مع العمل على تغيير النظرة السلبية للمجتمع عن اليتيم، من خلال إلقاء الضوء على النماذج المضيئة من خريجي دور الرعاية.
وقالت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، في كلمتها خلال المؤتمر، إن «الوزارة تسعى لتحسين الخدمة المقدمة للأيتام، وتهتم بالجانب البشري».
وتنظم وزارة التضامن الاجتماعي المصرية المؤتمر بالتعاون مع «جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام»، ويعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية، ويسعى إلى الارتقاء بنظم وخدمات الرعاية اللاحقة في المنطقة العربية عبر تبادل الخبرات وتسليط الضوء على أفضل الممارسات الرامية لدمج خريجي دور الراعية في المجتمع.
وأكدت الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية: «أهمية تأهيل الأيتام لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، وتعزيز دور الحكومات لتطوير منظومة الرعاية اللاحقة في الوطن العربي».
وقال علاء عبد العاطي، معاون وزيرة التضامن الاجتماعي المصري للرعاية الاجتماعية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المؤتمر يخدم قطاع عريض من المجتمع، ففي مصر وحدها يوجد 449 دار رعاية، تقدم خدماتها لنحو 10 آلاف طفل، وهي قضية مشتركة في الوطن العربي ككل»، مشيرا إلى أن «المؤتمر يسعى لبحث سبل تطوير الرعاية اللاحقة للأيتام، وتأهيلهم للاندماج في المجتمع».
من جانبه قال محمد عثمان، باحث اجتماعي مساعد بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالسعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «تغيير نظرة المجتمع للأيتام يتم من خلال إلقاء الضوء على النماذج المضيئة من خريجي دور الرعاية»، وقال: «لو نظرنا للسجون لوجدناها مليئة بأشخاص عاديين وليسوا من خريجي دور الرعاية».
في السياق نفسه، ناقش المؤتمر دور الحكومات في تطوير ودعم منظومة الرعاية اللاحقة، مستعرضا رؤية وتجارب بعض الدول العربية في هذا المجال، ومن بينها الأردن، ولبنان، والإمارات والسعودية، والهند والمغرب، كما طرح المشاركون في المؤتمر رؤية خريجي دور الرعاية أنفسهم في شكل الرعاية اللاحقة التي يحتاجونها، حيث قدم الأردن تجربته في تكوين شبكة داعمة للأيتام وخريجي دور الرعاية، أسسها مركز المعلومات والبحوث بمؤسسة الملك الحسين في عام 2016 وضمت 6 منظمات.
وقال عثمان إن «الرعاية اللاحقة هي تلك التي تقدم بعد دور الرعاية، والسعودية تقدم جهداً كبيراً في هذا الإطار، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تستمر في تقديم الخدمة حتى سن الـ30 من خلال مؤسسة (إخاء لرعاية الأيتام)، التي تعتني بالأيتام بعد سن الـ18، حيث يتم نقلهم في البداية إلى منزل نموذجي حتى سن الـ25 سنة، وبعد ذلك يتم تأهيلهم إلى شقق سكنية حتى سن الثلاثين».
مؤتمر عربي بالقاهرة لدعم خريجي «دور الأيتام» ودمجهم في المجتمع
بمشاركة 17 دولة بينها السعودية
مؤتمر عربي بالقاهرة لدعم خريجي «دور الأيتام» ودمجهم في المجتمع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة