البرلمان الجزائري يستعد لانتخاب رئيس والحراك يطالب باستبعاد البدائل التقليدية

تزايد الرفض في الشارع لتولي رئيس مجلس الأمة المنصب مؤقتاً

متظاهرون جزائريون في باريس أمس يطالبون بإدخال إصلاحات جذرية على النظام في بلادهم (أ.ف.ب)
متظاهرون جزائريون في باريس أمس يطالبون بإدخال إصلاحات جذرية على النظام في بلادهم (أ.ف.ب)
TT

البرلمان الجزائري يستعد لانتخاب رئيس والحراك يطالب باستبعاد البدائل التقليدية

متظاهرون جزائريون في باريس أمس يطالبون بإدخال إصلاحات جذرية على النظام في بلادهم (أ.ف.ب)
متظاهرون جزائريون في باريس أمس يطالبون بإدخال إصلاحات جذرية على النظام في بلادهم (أ.ف.ب)

بدأ البرلمان الجزائري، أمس (الأحد)، سلسلة خطوات لعقد جلسة، غداً (الثلاثاء)، لانتخاب رئيس مؤقت للبلاد، خلفاً لعبد العزيز بوتفليقة الذي تنحى عقب أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة.
في الوقت ذاته، دعا المحامي مصطفى بوشاشي الناشط السياسي الذي يُلقّب بـ«أيقونة الحراك»، خلال محاضرة في جامعة بجاية، إلى التفكير في آليات مباشرة المرحلة الانتقالية في أسرع وقت، لتفادي ما يمكن أن يغير مسار الحراك، الذي اعتبره أكبر مكسب حققه الشعب الجزائري في الداخل والخارج.
وركز بوشاشي في محاضرته التي استقطبت جمعاً غفيراً من الحضور، مساء أول من أمس، على الطابع السلمي للمظاهرات التي «أبهرت العالم».
وقدم بوشاشي عرضاً مفصلاً عن كيفية تسيير المرحلة الانتقالية، واقترح أن تكون البداية بتنصيب رئاسة دولة فردية أو جماعية، مفضلاً أن تكون جماعية متكونة من أربعة إلى خمسة أشخاص من غير المتورطين في الفساد وسوء الإدارة، خلال السنوات العشرين الماضية، على أن يتم اختيار هؤلاء أساساً من المجتمع المدني.
وتثير هذه المطالبات من جانب الحراك مخاوف لدى مراقبين من الخروج عن المسار الدستوري الذي يقتضي اتخاذ إجراءات من داخل البرلمان لانتخاب رئيس موقت للدولة.
وقال بوشاشي إنه ضد سياسة الإقصاء، ودعا إلى حصر مطلب الإقصاء فيمَن وصفهم «عصابة النظام» السابق الذين اتهمهم بتفضيل مصالحهم الشخصية على حساب مصالح الشعب.
واعتبر بوشاشي أن الجيش «مؤسسة قوية يمكنها أن ترافق الحراك والمرحلة الانتقالية، بشرط أن تواصل في الاستماع للشعب ولا تتدخل في السياسة وحتى تسهم في جعل الشعب هو مَن يختار الرؤساء وليس غيره».
وبرر موقفه من الجيش بإقدامه على المادة 102 من الدستور، وما تبعها من إجراءات، موضحاً رفضه في البداية للاقتصار على تطبيق المادة 102 المقترنة مباشرة بالمادة 104 التي تجعل «الباءات الثلاثة» يبقون في مناصبهم، وهو الأمر المرفوض شعبياً. وأضاف أنه متحفظ حتى على المادة 108 التي تتعلق بالمؤسسات المنتخبة التي لا تعبر اليوم عن رأي الشعب، وبالتالي وجوب حلها.
كما تحدث بوشاشي عن المدة الزمنية للفترة الانتقالية، حيث أبدى معارضة شديدة لدعاة حصرها في ثلاثة أشهر، متهماً هؤلاء بالسعي لقتل الحراك، وقال إن «خطاب هؤلاء لا يستقيم، ولا بد أن يُعطى الوقت الكافي للمجتمع المدني لينظم نفسه من جديد حتى يساير الظرف الجديد». وحذر بوشاشي من إقدام الأحزاب التقليدية على سرقة الثورة الشعبية، لأنها ظلت لأكثر من عشرين سنة وهي في خدمة النظام.
في غضون ذلك، يعقد البرلمان الجزائري بغرفتيه (مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني)، عند الساعة التاسعة صباح الثلاثاء المقبل، جلسة خاصة للمصادقة على إثبات الشغور النهائي لمنصب رئيس الجمهورية.
وقبل جلسة البرلمان، تجتمع اللجنة البرلمانية المشتركة المكلفة بإعداد مشروع النظام الداخلي لتسيير أعمال دورة البرلمان.
وقد تم تنصيب «اللجنة البرلمانية المشتركة» من قبل رئيس البرلمان الجزائري عبد القادر بن صالح خلال اجتماع مكتبي غرفتي البرلمان يوم الخميس الماضي، ويرأسها نائب رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، بصفته العضو الأكبر سنّاً.
يُذكر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعلن استقالته من منصب رئيس البلاد، الثلاثاء الماضي، على خلفية موجة من الاحتجاجات الواسعة ضد حكمه انطلقت في 22 فبراير (شباط) الماضي إثر إعلان نيته الترشح للولاية الرئاسية الخامسة. وأعقب استقالة بوتفليقة إقرار المجلس الدستوري الجزائري، يوم الأربعاء، بشغور منصب رئيس الجمهورية، بموجب الدستور.
ويتأهب الرئيس الحالي لمجلس الأمة عبد القادر بن صالح ليصبح رئيساً مؤقتاً للجزائر. لكن، شأنه شأن رئيس الوزراء نورالدين بدوي ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز الذي تلقى رسميا استقالة بوتفليقة، يواجه بن صالح ضغوطا من محتجي الحراك الذين يطالبون الرجال الثلاثة بالرحيل باعتبارهم من المؤسسة الحاكمة.
ويريد الحراك هيكلاً سياسياً جديداً بالكامل، ويعتبر بدوي وبلعيز وبن صالح جزءاً من الحرس القديم الذي ساعد على بقاء بوتفليقة في الحكم لمدة 20 عاماً. وخلال الأسابيع التي سبقت الاستقالة، تآكلت الدائرة المقربة من بوتفليقة باستقالة كثير من أقرب حلفائه من مناصب مؤثرة بقطاعي السياسة والأعمال.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.