المغرب يضخ استثمارات في قطاع الطاقة بأكثر من 13 مليار دولار

عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن المغربي يتوسط محمد غزالي وكيل وزارة الطاقة والمعادن وسعيد ملين مدير الوكالة المغربية للنجاعة في مجال الطاقة
عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن المغربي يتوسط محمد غزالي وكيل وزارة الطاقة والمعادن وسعيد ملين مدير الوكالة المغربية للنجاعة في مجال الطاقة
TT

المغرب يضخ استثمارات في قطاع الطاقة بأكثر من 13 مليار دولار

عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن المغربي يتوسط محمد غزالي وكيل وزارة الطاقة والمعادن وسعيد ملين مدير الوكالة المغربية للنجاعة في مجال الطاقة
عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن المغربي يتوسط محمد غزالي وكيل وزارة الطاقة والمعادن وسعيد ملين مدير الوكالة المغربية للنجاعة في مجال الطاقة

أعلن عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن المغربي، أن حجم الاستثمارات الجاري تنفيذها في المغرب تناهز 130 مليار درهم (13.7 مليار دولار)، مشيراً إلى أن الحكومة اعتمدت قاعدة «الأفضلية الوطنية» في اختيار المشاريع.
وقال الرباح، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس بمراكش خلال لقاء مع الصحافة المتخصصة في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة، إلى أن الحكومة بصدد تقييم عشر سنوات من اعتماد استراتيجية الطاقة بالمغرب، والتي تهدف إلى الانتقال التدريجي نحو الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسدود المائية.
وقال: «نحن الآن نتفاوض مع وزارة المالية بشأن تدقيق الأرقام»، مشيراً إلى أن القطاع شهد تحولات كبيرة وسريعة، ذكر من بينها توسع الإنتاج المحلي للمكونات والمعدات، وانخفاض أسعار التجهيزات المستعملة في إنتاج الطاقة النظيفة بنحو 40 في المائة خلال ثلاث سنوات.
وأوضح الرباح أن هذه التطورات غيرت زاوية الرؤيا بالنسبة للإجراءات التحفيزية وتدابير دعم القطاع. وأشار إلى أن النقاشات أبرزت عدة خيارات، وأن هناك تأييداً لدعم اقتناء معدات الطاقة الشمسية من طرف الأفراد والشركات والضيعات الزراعية عن طريق الإعفاءات الجبائية.
وأشار الرباح أيضاً إلى تجربة إدخال استعمال المضخات الشمسية في مجال الري الزراعي. وقال إن الحكومة كانت تخطط لإطلاق صندوق دعم خاص باقتناء هذه التجهيزات الزراعية، غير أن انخفاض أسعار المعدات جعل المزارعين يتجهون إلى الأسواق لاقتناء المضخات الشمسية دون انتظار الصندوق الحكومي. وقال: «حتى الآن أحصينا 28 ألف ضيعة زراعية تستعمل المضخات الشمسية، وهذا فقط ما وصلنا لأن العدد الحقيقي أكبر من ذلك».
وأوضح الرباح أن الحكومة تواصل إصلاح الإطار القانوني للقطاع، مشيراً إلى أن قانوناً جديداً يناقش في البرلمان سيسمح للأسر بالاستثمار في منظومات للطاقة الشمسية لتلبية حاجياتها الذاتية وبيع الفائض عبر ضخه في الشبكة الكهربائية الوطنية. كما أشار الرباح إلى إعداد قانون جديد يضع اشتراطات على الشركات التي تقدم خدمات الطاقة، من حيث الموارد البشرية من مهندسين وتقنيين وكفاءات، وجودة الإدارة والمنتجات، إضافة إلى قانون ينظم فتح محطات التزويد بالوقود وشرط استيراد المحروقات والمنتجات النفطية. وقال: «القاعدة التي نعتمدها تتلخص في تحرير السوق وإفساح المجال أمام المنافسة مع تشديد المراقبة».



فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)

تتحرك دولة فيتنام حالياً لتعزيز التعاون متعدد الأوجه واستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعَي العمالة والسياحة في السعودية، حيث تنوي تزويد الوزارات والوكالات والمدن والمحافظات والجمعيات والشركات بنشرة اقتصادية لرفع وعي الجهات المعنية لديها بالسوق السعودية خصوصاً، وأسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عموماً، وفق معلومات لـ«الشرق الأوسط».

وكان رئيس الوزراء الفيتنامي، فام مينه تشينه، الذي زار الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي للمشاركة في المؤتمر السنوي لـ«مـبادرة مستقبل الاستثمار»، قال إن بلاده تتطلع إلى جذب مزيد من الاستثمارات السعودية، خصوصاً في مجالات التحول الرقمي، والطاقة المتجددة، والحوسبة السحابية، والمدن الذكية، التي توليها اهتماماً خاصاً بصفتها جزءاً من استراتيجيتها التنموية الطموح.

وبلغت صادرات السعودية إلى فيتنام خلال العام الماضي 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، بتراجع 28.2 في المائة عن المستوى الذي كانت قد بلغته، في حين بلغت الواردات من هانوي 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)، بارتفاع قدره 31.9 في المائة.

ووفق المعلومات، فقد أبلغت وزارة الخارجية الفيتنامية سفارة السعودية في هانوي عزمها إصدار النسخة الرابعة من النشرة الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بهدف تعزيز التعاون متعدد الأوجه بينها وبين السعودية وكذلك دول الشرق الأوسط وأفريقيا، لا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والعمالة والسياحة.

الاستيراد والتصدير

ووفق المعلومات، فقد طالب اتحاد الغرف السعودية كل القطاع الخاص في السعودية بالتسجيل عبر رابط مخصص للاستيراد والتصدير في فيتنام ولفرص التجارة (فعالية تجارية ومعارض) خلال النصف الأول من 2025.

يذكر أن صادرات السعودية الرئيسية غير النفطية إلى فيتنام تتمثل في اللدائن ومصنوعاتها، والمطاط، ومنتجات الصناعات الكيماوية وما يتصل بها، وكذلك المعادن، بينما تشمل الواردات من هانوي الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزاءها، والوقود والزيوت والشموع المعدنية، والحديد والصلب (فولاذ).

وبنهاية العام الماضي، حققت فيتنام نمواً إيجابياً في رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر مع السعودية بلغت نسبته 21.3 مليون ريال، مقارنة بنهاية عام 2022 حيث كانت النسبة 18.3 مليون ريال.

من جهة أخرى، تقلّصت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلة إلى الاقتصاد السعودي في العام السابق بـ3.1 مليون ريال؛ أي بنسبة 67.5 في المائة مقارنة بعام 2022.

وفي تلك الفترة، لم تشهد قيمة التدفقات الخارجة لشركات الاستثمار الأجنبي المباشر الموجودة في الاقتصاد السعودي أي تغيير، حيث ظلت ثابتة عند 0.0 ريال سعودي منذ 2022. نتيجة لذلك؛ وصل صافي التدفقات في 2023 إلى 3.1 مليون ريال، قياساً بالعام ما قبل الماضي، حيث بلغ حينئذ 9.4 مليون ريال.

مذكرة تفاهم

وكانت السعودية وجمهورية فيتنام الاشتراكية وقعتا في أكتوبر الماضي مذكرة تفاهم، ترتكز على تعزيز التعاون الاقتصادي في عدد من القطاعات الحيوية. كما تهدف إلى دعم التجارة الثنائية والاستثمار، مع اهتمام خاص بمجالات الاقتصاد الرقمي، والصناعة، والخدمات ذات الصلة، حيث يتمتع كلا البلدين بإمكانات كبيرة للنمو في هذه القطاعات. وتشجع مذكرة التفاهم بناء الشراكات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين.

وسينفَّذ التعاون في إطار هذه المذكرة عبر بناء العلاقات بين المنظمات المهنية، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض والاجتماعات المشتركة، مما يعزز التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الاقتصادية.

وتشمل المذكرة أيضاً الترويج لإنشاء مشروعات مشتركة وشراكات اقتصادية، مع التركيز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.

وسيعمل الجانبان على تبادل المعلومات حول التجارة والاستثمار، وتكثيف الزيارات والفعاليات المشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، وذلك بما يتماشى مع الأنظمة والقوانين المعمول بها في كلا البلدين.