استقالات في اليسار الفلسطيني على خلفية المشاركة في حكومة أشتية

TT

استقالات في اليسار الفلسطيني على خلفية المشاركة في حكومة أشتية

سلطت مشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، الضوء على خلافات ومشكلات داخل اليسار الفلسطيني الذي تراجع تأثيره إلى حد كبير على الساحة الفلسطينية، مع تنامي سيطرة حركة «فتح» والحركات الإسلامية.
ومع إعلان رئيس الحكومة المرتقبة، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد أشتية، موافقة 6 أحزاب على المشاركة في الحكومة، بدأت موجة استقالات في أحزاب اليسار التي وافقت على المشاركة في الحكومة، استهلها وليد العوض عضو المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزب الشعب. وقال العوض الذي أعلن استقالته عبر «فيسبوك» إن «إعلان الاستقالة، ليس احتجاجاً على قرار مشاركة حزب الشعب في الحكومة الجديدة، وليس احتجاجاً على انتخاب ممثل الحزب في الحكومة، بل على ما شاب وتبع ذلك من مراهقة». وتابع: «أعلن استقالتي من المكتب السياسي واللجنة المركزية لحزب الشعب».
وقرر حزب الشعب، الأربعاء، المشاركة في الحكومة التي تقودها حركة «فتح»، واختار سفير فلسطين لدى إثيوبيا نصري أبو جيش، ليكون ممثله في هذه الحكومة. واختير أبو جيش بينما كان يعتقد أن يتم اختيار العوض لهذا المنصب.
وبعد ساعات قليلة على ذلك، قدمت الأمين العام لحزب «فدا»، زهيرة كمال، استقالتها من منصبها كأمين عام للحزب، على خلفية المشاركة في الحكومة الـ18، كما قدم نائباها خالد الخطيب وسهام البرغوثي، استقالتهما من الحزب كذلك.
ولحق صالح أبو لبن عضو المكتب السياسي لحزب «فدا»، بزملائه أمس، وقدم استقالته من الحزب. وقال أبو لبن إن استقالته جاءت على خلفية تراكمات ومجموعة من القرارات الفردية.
ويفترض أن تجتمع المكاتب السياسية لهذه الأحزاب للبت في الأزمة الحالية التي تهدد وجود بعضهم. ورد الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، بقوله إن استقالة العوض من المكتب السياسي واللجنة المركزية، لا تعكس أي أزمة داخل حزب الشعب الفلسطيني وآليات اتخاذ قراراته، وهي استقالة تم رفضها من كافة هيئات الحزب، وما هي إلا سحابة صيف عابرة يجري معالجتها ومحاسبة من تسبب بها عبر تسريبات صحافية غير مسؤولة لقضايا داخلية. وأكد الصالحي أن العوض سيبقى إلى جانب رفاقه في حزب الشعب الفلسطيني مناضلاً من أجل الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية. ولا ينتظر أن تؤثر أزمة اليسار على تشكيل الحكومة التي يفترض أن تؤدي اليمين الدستورية الأسبوع المقبل.
وحتى لو امتنعت هذه الأحزاب عن المشاركة، فإن «فتح» كانت ستشكل الحكومة. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، الوزير حسين الشيخ، أمس، أن محمد أشتية سيقدم تشكيلة حكومته خلال الأسبوع القادم، بعد مشاورات طويلة. وأضاف الشيخ في تصريح مقتضب، أن سبعة فصائل فلسطينية أيدت تشكيل الحكومة الجديدة، وكذلك قطاعات واسعة من المجتمع المدني.
يذكر أن الحكومة المقبلة، التي تسيطر عليها حركة «فتح»، تستثني حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي من المشاركة، في حين قاطعتها كل من الجبهتين الشعبية والديمقراطية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.