وزيران إسرائيليان ينفيان الاتفاق على تبادل الأسرى مع {حماس}

عائلة أسير لدى الحركة تعتبرها {خدعة انتخابية}

TT

وزيران إسرائيليان ينفيان الاتفاق على تبادل الأسرى مع {حماس}

نفى وزيران إسرائيليان عضوان في «الكابنيت» (المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن والسياسة في الحكومة)، هما وزير المخابرات والمواصلات القائم بأعمال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، ووزير الإسكان، يوآف غالانت، أن يكون اتفاق التهدئة الجديد بين إسرائيل وحماس يشمل تفاهمات على صفقة تبادل أسرى.
وقال كاتس، في حديث للإذاعة الإسرائيلية الرسمية «كان»: «لا أعتقد أن هذا الموضوع مدرج على جدول الأعمال، فهذه تقارير وهمية». وأضاف: «أنا لا أؤمن بأي اتفاقات مع حماس، فآيديولوجيتها واضحة في العداء لنا». فيما قال الوزير غالانت، إن «إعادة رفات الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول، مطلب إسرائيلي ويفترض أن يكون جزءا من الاتفاق المتبلور، ولكن المفاوضات بهذا الشأن معقدة، وأستبعد جدا إتمام صفقة بشأنها في القريب العاجل».
وكانت محطة التلفزيون الفضائية «القدس»، المقربة من حماس، قد ذكرت في نشرتها الإخبارية، مساء الاثنين، أن التفاهمات حول التسهيلات ووقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، تشمل أيضا مفاوضات متقدمة لإبرام صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل، وأنه سيتم خلال ساعات الحسم بشأن الصفقة وتفاصيلها. وبموازاة ذلك، ذكرت تقارير صحافية، أنه من المتوقع أن يصل وفد قطري إلى غزة هذا الأسبوع، لبحث تحويل المنحة المالية القطرية إلى غزة، فيما التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، نيكولاي مالدينوف، في القدس المحتلة قبل دخوله إلى قطاع غزة مع وفد المخابرات المصري، وكبار المسؤولين الإسرائيليين، بهدف إنجاز التفاهمات حول التهدئة. ولكن في الجانب الإسرائيلي لم يصدر أي تصريح يشير إلى احتمال تضمين الاتفاق تفاهما حول تبادل الأسرى.
وانضمت عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، هدار غولدن، إلى التعليقات على الأنباء حول صفقة تبادل، فقالت والدته إن «هذه الأنباء هي مجرد خدعة انتخابية». وأضافت: «لو كان هناك بصيص أمل حول تبادل أسرى لكنا أول من سيعرف بذلك، حيث إن الجيش على اتصال دائم بنا. لكن هذه الأنباء تصدر بالأساس عن سياسيين من إسرائيل أو قطاع غزة معنيين بالتغطية على قصور الحكومة وإظهارها وكأنها تعمل على إطلاق سراح أولادنا. لكن الحقيقة أن هذه الحكومة لا تقوم بواجبها تجاه أبنائنا. وهي تخشى أن يعاقبها الناخبون على ذلك في يوم الثلاثاء القادم (موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في إسرائيل)».
المعروف أن غولدن كان قد وقع في أسر حماس سوية مع الجندي أورون شاؤول، في موقعين مختلفين في قطاع غزة، خلال الحرب في يوليو (تموز) 2014. الأول شرقي مدينة رفح والثاني شرقي مدينة غزة. وقد اعتبرتهما إسرائيل رسميا قتيلين، لكن حماس ترفض الكشف عن مصيرهما. وهناك ثلاثة مواطنين آخرين يحملون الجنسية الإسرائيلية دخلوا قطاع غزة بإرادتهم واعتبروا أسرى لدى حماس، هم: المواطن من أصول إثيوبية أبراهام منغيستو، ومواطنان عربيان من النقب (فلسطينيي 48)، هشام السيد وجمعة أبو غنيمة. وتطلب حماس أن تطلق إسرائيل سراح جميع الأسرى المحررين في صفقة شليط، الذين تم اعتقالهم في السنوات الأخيرة، كشرط للتفاوض حول صفقة تبادل أسرى ومن ثم إطلاق سراح الأسرى من الأطفال والنساء والقدامى وبضع مئات غيرهم. وهي شروط ترفضها إسرائيل. وتنطلق حماس في مطالبها من نتائج الصفقة الأخيرة التي تم إبرامها مع حكومة نتنياهو، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2011. بوساطة مصرية، والتي سميت «وفاء الأحرار»، وتم بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيرا مقابل قيام حماس بإطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي كان أسيرا لديها. لكن إسرائيل أعادت في يونيو (حزيران) 2014 اعتقال 67 أسيرا من قادة حماس الميدانيين المفرج عنهم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.