مقتل 167 حوثياً في معارك مع الجيش اليمني في الضالع

الميليشيات تخسر رجلها الأول في مديرية عبس بحجة

TT

مقتل 167 حوثياً في معارك مع الجيش اليمني في الضالع

أكدت مصادر عسكرية يمنية رسمية مقتل نحو 167 حوثيا على الأقل إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى خلال معارك مع قوات الجيش اليمني وضربات لطيران تحالف دعم الشرعية في محافظة الضالع (جنوب).
جاء ذلك في وقت اعترفت الميليشيات الحوثية في محافظة حجة الحدودية بخسارة رجلها الأول في مديرية عبس غرب المحافظة وذلك بعد تأكد مقتله خلال عملية واسعة أطلقها الجيش اليمني لتحرير المديرية الخميس الماضي.
وأفادت مصادر حوثية وناشطون موالون للجماعة بأن القيادي الحوثي مالك ثواب المعين مديرا لمديرية عبس لقي مصرعه خلال المعارك التي بدأت الخميس شمال المديرية مع الجيش اليمني الذي يواصل الزحف باتجاه مركز المديرية وتطهير المناطق المحررة في عزلة بني حسن من ألغام الميليشيات.
ويعد القيادي الحوثي مالك ثواب من وجاهات منطقة عبس الذين نجحت الميليشيات الحوثية في استقطابها منذ أكثر من 10 سنوات إلى صفوفها، وقامت بعد الانقلاب على الشرعية في 2014 بتعيينه مديرا لمديرية عبس وأوكلت إليه مهمة حشد المجندين واستقطاب السكان للقتال معها في مواجهة القوات الحكومية.
وكان المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني أعلن أسر 45 مسلحا حوثيا وقعوا في قبضة الجيش، منهم 5 جرحى، منذ بداية العملية التي انطلقت الخميس والتي تمكن الجيش خلالها من تحرير عدد من القرى والمواقع في منطقة بني حسن التابعة لمديرية عبس.
وسقط خلال المعارك العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي ما بين قتيل وجريح، بينهم قيادي ميداني يدعى «مهدي عبد الله المؤيد»، بجانب مرافقيه.
وذكر شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الحوثية منعت سكان القرى في عزلة بني حسن وقرى البداح والمناطق المجاورة لها من النزوح في مسعى منها لجعلهم دروعا بشرية أثناء عملية التقدم لقوات الجيش الوطني.
وقال شهود إن «مئات الأسر في قرى بني حسن شمال مديرية عبس بدأت النزوح باتجاه مركز المديرية، وباتجاه مديريتي أسلم وخيران إلا أن عناصر الميليشيات الحوثية قامت بمنعهم من مغادرة مناطقهم وهددت باعتقالهم وتفجير منازلهم».
وفي سياق ميداني متصل أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن نحو 267 حوثيا قتلوا وجرحوا بينهم مجندون أفارقة خلال خمسة أيام من المعارك المشتعلة شمالي محافظة الضالع.
وذكر الموقع أن القوات صدت عدة هجمات لميليشيات الحوثي التي تستميت من أجل استعادة السيطرة على مواقع فقدتها في جبهات مريس ودمت، شمالي المحافظة، حيث أحبطت تلك الهجمات وأجبرت عناصر الميليشيات على التراجع والفرار.
وأسفرت المعارك - بحسب الموقع الرسمي للجيش اليمني - عن مقتل 167 من عناصر الميليشيات بينهم القيادي الميداني المدعو إبراهيم علي قايد الأقرع، و30 أفريقيا قامت الميليشيات بتجنيدهم في صفوفها في حين أصيب 100 آخرون من عناصرها، علاوة على تدمير دبابة، وعدد من العربات العسكرية.
وبحسب شهود في المنطقة، نقلت الجماعة الحوثية قتلاها على متن سبع عربات وصلت إلى مدينة دمت، شمالي الضالع فيما شيعت الميليشيات في قرية «الأحرم» بدمت عشرات القتلى من عناصرها الذين لقوا مصرعهم في مواجهات جبهات الضالع المختلفة.
وكان طيران التحالف الداعم للشرعية وجه الأحد سلسلة ضربات لمواقع الجماعة الحوثية في منطقة مريس في سياق إسناده لقوات الشرعية التي استقدمت تعزيزات ضخمة لحسم المعارك في الضالع والبدء في عمليات لتحرير محافظة إب المجاورة.
وفي محافظة الجوف اليمنية أفادت مصادر حكومية يمنية أمس بأن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف الميليشيات خلال مواجهات مع الجيش في جبهة مديرية المصلوب غربي المحافظة.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر عسكرية قولها إن «مجموعة من عناصر ميليشيات الحوثي حاولت، التسلل إلى مواقع للجيش الوطني في منطقتي الحلو والغرفة بمديرية المصلوب، إلا أن أبطال الجيش أفشلوا المحاولة وأوقعوا عدداً من العناصر المتسللة بين قتيل وجريح، فيما لاذ من تبقى منها بالفرار».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».