تومي هيلفيغر يحول عرضه الراقص إلى عملية ترويج وتسويق من المستوى الرفيع

المصمم تومي هيلفيغر مع الممثلة زندانا التي تعاون معها في تشكيلته لخريف وشتاء 2019
المصمم تومي هيلفيغر مع الممثلة زندانا التي تعاون معها في تشكيلته لخريف وشتاء 2019
TT

تومي هيلفيغر يحول عرضه الراقص إلى عملية ترويج وتسويق من المستوى الرفيع

المصمم تومي هيلفيغر مع الممثلة زندانا التي تعاون معها في تشكيلته لخريف وشتاء 2019
المصمم تومي هيلفيغر مع الممثلة زندانا التي تعاون معها في تشكيلته لخريف وشتاء 2019

تتبع دار «تومي هيلفيغر» تقليداً مبتكراً منذ عام 2016، فعدا عن طرحها تشكيلات تتعاون فيها مع شخصيات مشهورة، مثل زيندايا، الممثلة الأميركية، والعارضة جيجي حديد قبلها، وغيرهما، تنظم عروضاً تُدغدغ كل الحواس، لأنها تكون على شكل حفلات موسيقية راقصة في الغالب. لم تخرج الدار عن هذا التقليد في أسبوع باريس الأخير، فقد قدمت فيه عرضاً صاخباً كان حديث الساعة، وقالت إنها استلهمته من السبعينيات؛ حقبة الديسكو والحرية المُطلقة التي ارتبطت بـ«استوديو 54». هذا على الأقل ما يتبادر إلى الذهن عند الإشارة إلى هذه الحقبة، خصوصاً أنه استعان بعارضات ارتبطن بهذا النادي الليلي الشهير في نيويورك، مثل غرايس جونز. لكن الدار تضيف على هذا بأنها استوحت فكرة عرضها هذا من عرض شهدته باريس في عام 1973، وشاركت فيه عارضات أميركيات سوبر حينها، خلف أصداء مدوية.
لخريف وشتاء 2019، لم تتخل الدار عن تقليدها الجديد. وربما حرصت هذه المرة أكثر من السابق على بث روح الشباب والطاقة الإيجابية وبعض الحماس على الحضور وكل المتابعين على شبكات الإنترنت ووسائل التواصل لسبب مهم، وهو أن كل ما عرضته على منصات العرض طُرح للبيع مباشرة عبر نظام قنوات تسويق فورية في أكثر من 70 دولة.
أطلق على الفعالية اسم «تومي × زيندايا»، إشارة إلى التعاون بين الدار وبين الممثلة الأميركية، أما رسالتها فكانت بعنوان: «أميركيون على أرض باريس»، في إشارة إلى العرض الذي شهدته عاصمة النور في عام 1973 وشاركت فيه مجموعة من عارضات الأزياء الأميركيات. هذه المرة أيضاً استعانت الدار بمجموعة كبيرة من العارضات الأميركيات، مثل جرايس جونز، التي اختتمت العرض بالرقص، والعارضات بار كليفلاند، أول عارضة أزياء سوداء شاركت في عرض عام 1973، وبيفرلي جونسون، أول عارضة أزياء أميركية من أصول أفريقية ظهرت على غلاف مجلة «فوغ»، النسخة الأميركية، بالإضافة إلى بيفرلي بيلي، الممثلة وعارضة الأزياء التي احتلت صورتها غلاف أكثر من 250 مجلة. كما شاركت في هذا العرض فيرونيكا ويت، أول أميركية من أصول أفريقية وقعت عقداً تاريخياً أصبحت بموجبه الوجه الأبرز لعلامة مستحضرات تجميل «ريفلون»، إلى جانب أشهر عارضات أزياء التسعينيات، ديبرا شاو، وكريستيل سان لويس أوجيستين، وبراندي كينونز، وغيرهن من عارضات الجيل الحالي.
رغم كل هذا كانت الصورة مختلفة عن العرض القديم، وهو ما ظهر في لون العارضات، إذ لا ننسى أننا نعيش في فترة تحتضن التنوع بكل ألوانه وأشكاله، وأيضاً في غلبة التصاميم «السبور» والملابس الرياضية التي اختصرت الأسلوب الأميركي.
اقترحت الدار الكثير من التصاميم المزينة برسمات يدوية لرموز الأبراج، وأخرى على شكل تايورات مستوحاة من البدلات الرجالية، لكن بخطوط مريحة وتفاصيل خففت من رسميتها وذكوريتها. أما السترات والفساتين فأتت نابضة بالثقة لا تضاهيها قوة سوى التصاميم المصنوعة من الجلود وقماش الدينم. لكن العرض لم يكن فقط عن الأزياء بقدر ما كان حملة ترويجية وتسويقية من نوع جديد، اعتمدت فيه الدار على وسائل التواصل الاجتماعي، وسيلة العصر، في بيع المنتجات بسرعة، من خلال تطبيق «تومي ناو سناب». فقد استخدمت فيه تقنيات بصور ثنائية وثلاثية الأبعاد تسمح للمستخدمين بتسوق جميع التصاميم مباشرة من موقع «تومي. كوم» بمجرد التقاطهم صوراً سريعة للعارضات أثناء ظهورهن على ممشى العروض.
تجدر الإشارة إلى أن العملية لم تقتصر على التسويق فحسب، بل أيضاً على الترويج للدار، بتمكين مستخدمي «السناب شات» وباقي وسائل التطبيقات من نشر التصاميم التي أعجبتهم للملايين من متابعيهم.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.