خطة لرفع قطاع المقاولات في السودان بعد استقرار الأوضاع الاقتصادية

تأسيس {بنك المقاول}... ومحاولة لاستقطاب استثمارات أجنبية

يواجه قطاع المقاولات في السودان العديد من التحديات التي تحد من قدرته على التوسع والانتشار خارج البلاد (الشرق الأوسط)
يواجه قطاع المقاولات في السودان العديد من التحديات التي تحد من قدرته على التوسع والانتشار خارج البلاد (الشرق الأوسط)
TT

خطة لرفع قطاع المقاولات في السودان بعد استقرار الأوضاع الاقتصادية

يواجه قطاع المقاولات في السودان العديد من التحديات التي تحد من قدرته على التوسع والانتشار خارج البلاد (الشرق الأوسط)
يواجه قطاع المقاولات في السودان العديد من التحديات التي تحد من قدرته على التوسع والانتشار خارج البلاد (الشرق الأوسط)

في وقت يعول فيه اتحاد المقاولين السوداني على الإصلاحات الاقتصادية المرتقبة التي ستصدر بموجب قانون الطوارئ، خلال الفترة المقبلة، أعلن عن جاهزيته لتطبيق مشروع متكامل لرفع قطاع المقاولات وقدرات العاملين، وتطبيق معادلة جبر الضرر مع وزارة المالية، وتأسيس بنك المقاول.
وقال أمس الدكتور مالك علي دنقلا الأمين العام لاتحاد المقاولين السوداني لـ«الشرق الأوسط» بأن بلاده تستشرف هذه الأيام ما سيتمخض عن الإجراءات الاقتصادية للإصلاح المرتقبة من الدولة، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات ستحقق الاستقرار الاقتصادي، ما يمكن الاتحاد من تطبيق سياساته الجديدة، خاصة أن القطاع يتوقع حلولا لمشاكل الاقتصاد واستقرار سعر الصرف للعملة الوطنية.
ويترقب الشارع السوداني حاليا الإجراءات الجديدة للإصلاح الاقتصادي، والتي ستصدر الأسبوع الجاري، بموجب «الطوارئ» التي تعمل بها البلاد من يوم الجمعة قبل الماضي. وتركز الإجراءات على ما أعلنه وزير العدل السوداني أمام المجلس الوطني (البرلمان) الخميس الماضي، بأن هناك فسادا ممنهجا في اقتصاد البلاد، أدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية ومعاناة المواطنين، وما صاحبهما من احتجاجات شعبية واسعة.
وشمل الفساد الذي كشفته الدولة، عمليات مصرفية تمت بدون مرجعيات قانونية، وعمليات تهريب واسعة للذهب والنقد الأجنبي، وصفها بالأبشع في تاريخ البلاد، بجانب اكتشافهم فسادا وسرقة في وضح النهار، وعمليات تجارية مريبة، أفضت إلى الكسب السريع والحرام، بجانب استغلال الوظيفة العامة لأغراض شخصية.
وأكد الدكتور مالك علي دنقلا رئيس اتحاد المقاولين السوداني أمس، أن قطاع المقاولات والإنشاءات في السودان يعتبر من أكبر القطاعات الخدمية، ويساهم بنصيب وافر في الناتج المحلي الإجمالي، علاوة على مساهمته في التشغيل والعمالة.
ورغم ذلك يواجه قطاع المقاولات في السودان العديد من التحديات التي تحد من قدرته على التوسع والانتشار خارج السودان، أهمها ارتفاع تكلفة البناء، والتي ترجع للعديد من العوامل مثل تغير سعر الصرف، والذي يؤثر بصورة مباشرة على مواد البناء المستوردة، بالإضافة إلى العديد من الرسوم المفروضة على سلسلة العمليات التي تكون قطاع الإنشاءات من قبل المؤسسات الحكومية المختلفة.
وأشار مالك دنقلا رئيس اتحاد المقاولين إلى أن الاتحاد يسعى لتطوير قدرات عضويته من خلال التواصل مع العالم الخارجي، وتأسيس شراكات مع المنظمات العالمية المعنية بإمر البناء والتشييد، مشيرا إلى أن مشاركتهم الأخيرة في معرض البناء والمعمار الأميركي الذي حضرته 100 شركة عالمية، تأتي ضمن حرص اتحاد المقاولين على تأسيس شراكات مع المؤسسات والشركات الأميركية، بما يسمح له الاستفادة من برامج تطوير القدرات، علاوة على التعرف على التقنيات الأميركية في مجال البناء قليل التكلفة.
وبين علي دنقلا أن الاتحاد لديه خطة في إطار استعداداته لطرح سياسات طويلة الأجل بعد استقراء واستقرار الأوضاع الاقتصادية، وهو الآن يجهز نفسه ويستعد لتنفيذها.
وعلى رأس هذه الخطط، تطبيق معادلة جبر الضرر التي تضمنتها الوثائق النموذجية لإدارة الشراء والتعاقد بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي لإقامة وتأسيس بنك المقاول، تلافيا لمشاكل التغيير المستمر لسعر الصرف وعدم استقراره.
وقال إن تعديل سعر الصرف وتعديل السياسات بعد توقيع العقود، يعتبران مشكلة كبرى ومعقدة للقطاع ويتم حلها عن طريق تطبيق معادلة جبر الضرر، مشيرا إلى أن تطبيق هذه المعادلة بطريقة عادلة، سيمكن من حل مشاكل المقاولين، حيث إن قطاع المقاولين بوضعه الحالي وبما لديه من إمكانيات، يمكن له العمل على تكوين جسم جديد وتكوين اتحاد خاص به، ليصبح اتحاد غرف المقاولات كالاتحادات القطاعية الأخرى المكونة للاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني.
وأوضح علي دنقلا في هذا الصدد إلى أنه تلقى وعودا حقيقية من أعضاء اتحاد الغرف التجارية واتحاد أصحاب العمل بالسعي إلى إقامة وتكوين اتحاد غرف المقاولات السوداني، كجسم منضوٍ تحت مظلة الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني.
وأشار دنقلا إلى أن اتحادهم لديه خطة واضحة ومحددة لتوسيع عضويته وتنشيط العمل بالشُعب المختلفة. مبينا أن تطوير وتأهيل العنصر البشري يظل هو مفتاح الدولة لاستكمال تقدمها في مختلف المجالات، حيث بإمكانها أن تمتلك ثروة حقيقية في الاستثمار في عمالة قطاع المقاولات وتأهيلها ورفع قدراتها، حتى يتحقق هدف الاتحاد في تصدير مهنة المقاولات للخارج، والذي يتصدر أجندته خلال الفترة المقبلة
وكشف دنقلا أن عضوية الاتحاد تشكو من الدولار الجمركي، رغم تخفيضه الأخير من 18 إلى 15 جنيها، والتغيير المستمر لسعر الصرف وعدم استقراره، مشيرا إلى أن تعديل سعر الصرف وتعديل السياسات، بعد توقيع العقود، يعتبران مشكلة كبرى ومعقدة للقطاع. وبين أن هذه المعضلة يتم حلها عن طريق تطبيق معادلة جبر الضرر، التي تضمنتها الوثائق النموذجية لإدارة الشراء والتعاقد بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بطريقة عادلة وهي الحل الأمثل لمشاكل المقاولين.
ولفت رئيس اتحاد المقاولين إلى أن هناك مشاكل ظلت تواجه قطاع المقاولين، تتمثل في بند ومحور عقود الإذعان ودفع مستحقات المقاولين في وقتها المحدد ومدى استجابة الدولة لما تضمنته العقود من معادلات لجبر ضرر المقاولين، في حالة تعديل السياسات بالدولة، مشيرا إلى أن هذه السياسة ستعمل على فتح الطريق والتسهيل لتصدير وتمكين شركات المقاولات من المنافسة في المشروعات إقليميا ودوليا.
وأكد أن للاتحاد علاقات وطيدة وجيدة مع الدولة في كل أركانها ومؤسساتها ومستوياتها، ويسعى لحل المشاكل المشتركة، متوقعا استجابة وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي لتطبيق معادلة جبر الضرر للمقاولين حتى ترى المشاريع النور في القريب العاجل، معتبراً أن الصندوق القومي للإسكان والتعمير يعتبر من أكبر وأميز الشركاء مع اتحاد المقاولين، وتوجد معه شراكات متعددة في كثير من البرامج الناجحة، كما نعمل معهم لخدمة قضايا ومشاريع الإسكان التي يديرها الصندوق بمهنية عالية، مبينا أن اتحادهم ممثل حاليا في مجلس إدارة الصندوق.
وأضاف أنهم يعملون مع الصندوق لتنفيذ المشاريع وخدمة قضايا التشييد والإسكان في السودان، والتي نتطلع في هذه الدورة للتعاون الجاد والمستمر في تنفيذ برامج تدريبية وورش تخدم قضايا الإسكان.
تجدر الإشارة إلى أن قطاعات العقارات والمقاولات والصندوق القومي للإسكان في السودان، قد أعدوا العام الماضي استراتيجية جديدة لتطوير قطاع التنمية العقارية في البلاد، بما يجعلها قبلة للمستثمرين، بعد التأكد من وجود فرص استثمارية واسعة في تلك القطاعات.
وتركز الاستراتيجية على تنفيذ المشروعات ذات الحجم الكبير، ونقل وتوطين المعرفة، من خلال تأسيس شبكة تواصل مع المؤسسات النظيرة من مختلف دول العالم. إضافة إلى إطلاق جوائز للابتكار والجودة وإدارة العمليات والمشروعات، وإعداد برامج محفزة لنمو الصناعات المرتبطة بالتطوير العقاري، بجانب إطلاق محافظ التطوير العقاري الخاصة لتمويل المشروعات.
كما تتضمن الاستراتيجية مصفوفة لمعالجة قضايا الإسكان في البلاد، التي يقودها الصندوق القومي للإسكان، وذلك بالتركيز على دعم الولايات وتمويل مشاريع إسكانها، بجانب حث الجامعات والمعاهد التعليمية على تبني البرامج الدراسية سواء على مستوى البكالوريوس أو الماجستير، لتتخصص في مجال التطوير العقاري، إضافة إلى مراجعة وتطوير المناهج التعليمية الفنية والهندسية القائمة على مستوى المدارس والمعاهد الفنية والجامعات.
وتعول الاستراتيجية كثيرا على البنك العقاري في تمويل مشاريع القطاعين العام والخاص، خاصة بعد رفع رأسماله أخيرا إلى 500 مليون جنيه سوداني (نحو 20 مليون دولار)، ما سيجعله يقوم بدوره الطليعي في قيادة التطوير العقاري في المرحلة القادمة.
ويتوقع أن تجذب الاستراتيجية الجديدة للتنمية العقارية في السودان، رؤوس أموال واستثمارات أجنبية خاصة مع تداعيات رفع الحظر الاقتصادي والمالي عن البلاد، بجانب رفع الحظر عن البنك العقاري السوداني والسماح له بالتمويل العقاري وتمويل المغتربين.
كما تجدر الإشارة إلى أن الصندوق القومي للإسكان شرع في تنفيذ خطة حتى العام 2020 لتمليك كل مواطن منزلا بنظام الإيجار المنتهي بالتمليك. وتتوقع شركات عقارية في السودان أن يشهد نهاية العام الجاري تدفقات استثمارية من قبل شركات العقارات والمقاولات العالمية، وذلك بعد إعلان وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان عن تسهيلات وضمانات لاستقطاب مؤسسات التمويل الخارجي، لتنفيذ مشروعات الإسكان الريفي وسكن الفقراء في البلاد.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.