القضاء العراقي يحقق مع 14 «داعشياً» فرنسياً

ألف من أطفال عناصر التنظيم الأجانب في رعاية الحكومة

TT

القضاء العراقي يحقق مع 14 «داعشياً» فرنسياً

أعلنت السلطات القضائية العراقية أنها شرعت في التحقيق مع 14 فرنسياً ينتمون إلى تنظيم «داعش»، في وقت تزداد فيه المخاوف من عودة التنظيم إلى المناطق الرخوة في شمال وغربي العراق.
وقالت نشرة خاصة للقضاء العراقي أمس، إن «محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب، أجرت التحقيقات مع 14 فرنسياً (داعشياً) وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب العراقي»، مبينة أن «من بين الإرهابيين جندياً في الجيش الفرنسي خدم في أفغانستان عام 2009». وأضافت أن «الإرهابيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية وبعضهم من أصول عربية، تلقوا التدريبات العسكرية و(الشرعية) في سوريا عند انخراطهم في صفوف (داعش) بحسب اعترافاتهم». وأشارت إلى أن «السلطات العراقية تسلمت الإرهابيين بعد متابعة وجهود من قبل جهاز المخابرات الوطني العراقي، وقاضي التحقيق المختص بنظر قضايا الجهاز».ويأتي الإعلان عن بدء التحقيق مع هؤلاء، بعد يوم من إعلان الرئيس العراقي برهم صالح أن مقاتلي «داعش» الأجانب الذين يحاكمون في العراق، قد تصدر عليهم أحكام بالإعدام إذا تمت إدانتهم.
وفي هذا السياق، يقول الخبير القانوني العراقي أحمد العبادي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القانون العراقي يقول إنه إذا تم ارتكاب الفعل داخل العراق، أو أن النتيجة التي تترتب على هذا الفعل ستكون داخل العراق، أو يراد لها أن تكون داخل العراق، حتى لو تم التخطيط لها في الخارج، فإنه يحاكم طبقاً للقانون العراقي».
وكان العراق قد تسلم مؤخراً من «قوات سوريا الديمقراطية» نحو 280 «داعشياً» مطلوبين للقضاء العراقي بموجب المادة «4 إرهاب»، من بين أكثر من 500 «داعشي» من بينهم أجانب ارتكبوا أو خططوا لارتكاب أعمال إجرامية داخل العراق.
من جهته، أكد عضو مفوضية حقوق الإنسان، علي البياتي، أن «عدد أطفال تنظيم (داعش) الأجانب الموجودين في مراكز إيواء خصصت لهم من قبل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بلغ نحو 1000 طفل من الذكور والإناث». وأضاف البياتي أن «جنسيات هؤلاء الأطفال أغلبها من تركيا وأذربيجان»، مشيراً إلى «وجود دول أخرى عربية وأوروبية وإقليمية وآسيوية». وأوضح البياتي أن «شرط العراق في تسليم أطفال (داعش) إلى دولهم، هو إجراء فحوصات الحمض النووي (DNA)، لمطابقة الفحص الجيني للأطفال مع ذويهم، لإثبات نسبهم في حال رغبت الدول في تسلمهم».
إلى ذلك، ألقت قوة أمنية في مديرية الاستخبارات العسكرية، القبض على مجموعة إرهابية في محافظة نينوى، شمالي العراق، تسللت من سوريا. وقال بيان للمديرية أمس، إن مفارزها «تمكنت من رصد تحركات مجموعة إرهابية مكونة من 7 إرهابيين قادمين من سوريا، قاموا بالتسلل إلى العراق، حاملين مستمسكات مزورة، وألقت القبض عليهم في قرية تل حيال بناحية ربيعة - الموصل». وأضاف البيان أن «أربعة من هؤلاء الإرهابيين كانوا من العناصر البارزة العاملة بما يسمى ديوان الجند، في ولاية الأنبار، قبل التحرير»، لافتاً إلى أن «الإرهابيين السبعة من المطلوبين للقضاء، بموجب مذكرات قبض وفق المادة (4 إرهاب)». وفي محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، أطلقت قوات مشتركة عملية أمنية لتعقب «داعش» شمال شرقي المحافظة. وطبقاً لمصدر أمني، فإن «القوة الأمنية نفذت عمليات تعقب لخلايا (داعش) في منطقة الحفاير، ضمن حمرين، شمال شرقي ديالى».
يأتي ذلك في وقت بدأت فيه مخاطر ازدياد نشاط «داعش» بمناطق مختلفة من العراق، تسبب قلقاً للسلطات العسكرية والسياسية معاً، بعد سنتين من إعلان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي النصر العسكري على تنظيم «داعش» في العراق.
ويتركز نشاط تنظيم «داعش» في العراق حالياً، في المناطق المحصورة بين وادي حوران في الأنبار وجنوب محافظة كركوك.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.