انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب الأربعاء المقبل... والبحرين ضيف الشرف

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وبمشاركة 913 دار نشر ومؤسسة من 30 دولة

جانب من المؤتمر الصحافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2019 (واس)
جانب من المؤتمر الصحافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2019 (واس)
TT

انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب الأربعاء المقبل... والبحرين ضيف الشرف

جانب من المؤتمر الصحافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2019 (واس)
جانب من المؤتمر الصحافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2019 (واس)

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تنطلق الأربعاء المقبل فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2019، تحت عنوان "الكتاب بوابة المستقبل" بمشاركة أكثر من 913 دار نشر ومؤسسة من 30 دولة عربية وأجنبية، فيما ستحل البحرين - ضيف شرف - في نسخة المعرض هذا العام.
من جانبه، قال المشرف على وكالة وزارة الإعلام للشؤون الثقافية مدير معرض الرياض الدولي للكتاب 2019 عبد الله الكناني، إن المعرض سيفتح بواباته بمسميات مشاريع رؤية المملكة 2030 بشكلها الجديد ومن خلال مسارات ترددية وتسجيل إلكتروني عبر تطبيق سيوفر للزائر الوصول إلى المعرض في أقل مدة وأسهل طريقة، مضيفاً: "سيحظى الزائرون عبر التسجيل الإلكتروني بمزايا داخل المعرض، الذي يقدم خدمات الشاملة لشرائح المجتمع كافة بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة".
وأشار خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم (الأحد)، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، إلى أنه تم تخصيص يوم الأربعاء المقبل للافتتاح الرسمي، على أن يستقبل المعرض زواره بدءًا من يوم الخميس من الساعة العاشرة صباحاً حتى العاشرة مساءً، وذلك بتعاون ومشاركة جميع القطاعات، مفيداً بأن البحرين - ضيف شرف - نسخة المعرض هذا العام ستشارك بـ 13 فعالية متنوعة.
وبيّن الكناني أنه سيتم خلال هذا العام تكريم عدد من رواد السينما في المملكة، كما قرر وزراء الإعلام في الدول العربية تكريم الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - من خلال الاحتفاء به، وعقد الندوات التي تناقش سيرته ومؤلفاته.
وأوضح أن معرض الرياض الدولي للكتاب استقبل عدداً من طلبات دور النشر للمشاركة في المعرض عبر النظام الإلكتروني، بلغت 1465 داراً للنشر وتوكيل وجهات حكومية وأهلية وجمعيات خيرية، مضيفاً أن الشروط والمعايير انطبقت على 913 داراً للنشر وتوكيل وجهات حكومية وأهلية وجمعيات خيرية، فيما بلغ عدد العارضين والمشاركين 1750 عارضاً ومشاركاً.
وأشار إلى أن المتجر الإلكتروني من ضمن الخدمات المقدمة من قبل الوزارة للمهتمين بالكتاب تسهيلاً للشراء وإيصال الكتاب المختار إلى أماكنهم في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها، ويشارك ضمن الخدمات عدد من المؤسسات بما في ذلك البريد السعودي.
كما يوفر المعرض خدمات حافلات النقل الترددي، لهذا العام في 6 مواقع تسهيلاً للزوار للوصول إلى معرض الكتاب في وقت زمني وقياسي وسيجد ذوو الاحتياجات الخاصة الخدمات اللازمة في ذلك, كما سيتم اعتماد زي موحد لفرق العمل التنظيمية التي تضم 30 لجنة، يشارك فيها 550 من موظفي الوزارة، و300 متطوع تم اختيارهم من أصل 800 متقدم.
ويبلغ عدد الجهات المشاركة بحسب الدول 30 دولة عربية وأجنبية، توزعت نسبها كالتالي الدول العربية 62% والسعودية 33% والأجنبية 5% ، وبلغ عدد المؤلفين المتقدمين 267 مؤلفاً منهم 133 مؤلفاً و 134 مؤلفة.
وعن مبادرة المؤلف السعودي، فقد بلغ عدد المؤلفين المسجلين حتى الآن 157 مؤلفاً واستلمت الوزارة 210 كتب، ويستمر التسجيل حتى الساعة 10 مساء يوم الثلاثاء القادم 12 مارس (آذار).
ونوّه الكناني أن أكثر من 200 فعالية ستعقد على هامش المعرض منها 62 ندوة ومحاضرة، و13 جلسة ضمن برامج المجلس الثقافي، بالإضافة إلى 4 عروض مسرحية للكبار و8 أركان أساسية للطفل و18 فيلماً قصيراً يعرض لمدة ساعة يومياً، لافتاً إلى أنه من ضمن الفعاليات المستحدثة والمبادرات الثقافية "جماليات حرف" التي تهتم بالخط العربي ويشارك فيها عدد من الفنانين والفنانات، بالإضافة إلى فعالية "ترانيم ريشة" الهادفة لصقل قدرات محبي الفن التشكيلي وتطوير قدراتهم بمساعدة عدد من الفنانين والفنانات في الفن التشكيلي.
كما تتضمن المبادرات مبادرة رواق المعرفة التي تشرح تاريخ العلوم والمعرفة بشكل جذاب وشيق بهدف تعريف الزوار بأهم العلوم التي تبني معرفة الإنسان، ومبادرة مجموعة القراءات التي تستعرض أهم الكتب وتناقشها بمشاركة 9 أندية ثقافية.
ولفت النظر إلى أن فعاليات الجانب الثقافي لهذا العام، تأتي ولأول مرة برعاية من شركة أرامكو عبر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء".
من جهته أعلن رئيس لجنة جائزة الإعلام للكتاب عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الغامدي، أسماء الكتب الفائزة ومؤلفيها لعام 2019 في معرض الرياض الدولي للكتاب، وهي: في مجال الكتب الدينية والاجتماعية والقانونية فاز كتاب معرفة خطوط الأعلام للمؤلف محمد السريع، أما في الكتب التربوية والنفسية فقد فاز كتاب قيادة التدريس الاحترافي للمؤلف صالح النفيسة ومحمد النذير، وفي مجال الدراسات اللغوية والنقدية فاز كتاب التفكير واللغة والتفاعل لعبدالله المفلح، وفي مجال فازت السرد رواية زهور فان غوخ لمقبول العلوي أما في مجال الشعر فحظي بذلك كتاب المخبوء في خد القناديل لحسن الصلهبي.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».