بدأت وزارة الآثار المصرية مشروعا لتطوير منطقة معبد فيلة الأثرية في أسوان (جنوب مصر)، بتكلفة تقديرية تصل إلى مليوني جنيه مصري، (الدولار الأميركي يعادل 17.6 جنيه مصري)، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للزائرين، وإعادة كشف المعبد للسّياح المارين في نهر النيل بعد أن أخفته الحشائش والأشجار عن الأنظار، ويأتي المشروع ضمن خطة متكاملة تنتهجها وزارة الآثار لتطوير المواقع الأثرية.
وقال المهندس وعد الله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات في وزارة الآثار، في بيان صحافي أمس، إنّ «أعمال التطوير شملت إزالة الحشائش والمخلفات وإصلاح ورفع كفاءة مرسى المعبد المطل على نهر النيل، وتطوير مدخل المعبد، ووضع لافتات إرشادية حديثة، في جميع أرجاء جزيرة فيلة، بما يضمن ظهورها بوضوح أمام الزائرين، ووضع خريطة كاملة للموقع، وإصلاح وتطوير الحمامات الموجودة في المنطقة، ووضع أكشاك حديثة للحراسة والأمن، ووضع نظام حديث للتأمين متصل بغرفة للتحكم».
وأوضح أبو العلا، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «تنفيذ هذا المشروع يأتي في إطار جهود الوزارة لتطوير المواقع الأثرية»، مشيرا إلى أنّه «لم يُنفّذ أي مشروعات لتطوير معبد فيلة منذ سنوات، مما جعل البدء في تنفيذ مثل هذا المشروع ضروريا بعد أن غطّت الحشائش والأشجار واجهة المعبد، ولم يعد من الممكن رؤيته من النيل»، وقال إن «مشروع التطوير سينتهي خلال الشهر الحالي بتكلفة تقديرية تصل إلى مليوني جنيه مصري».
وقال عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «الوزارة بدأت تنفيذ المشروع قبل نحو 15 يوماً، وأزالت جميع المخلفات والحشائش حول المعبد، كما انتهت من تهذيب وتقليم الأشجار المحيطة به، إضافة إلى تغيير المدخل الخارجي، ورفع كفاءة المرسى النيلي الخارجي، وتشغيل المرسى الثاني، ووضع 10 أكشاك حراسة حول المعبد».
وأضاف سعيد أن «المشروع يتضمن توفير خدمات للزائرين، من بينها لوحات إرشادية، ومظلات في منطقة الصوت والضوء للوقاية من أشعة الشمس، في شهور الصيف الحارة، وحمامات، ومصدات وحواجز عند الحواف القريبة من النيل لتنبيه السياح، وحماية الأطفال من السقوط، إضافة إلى ترميم وتنظيف جدران المعبد وأعمدته من السناج، وتثبيت ألوان النقوش على جدران المعبد، وتطوير نظام الإضاءة».
وتضمّ جزيرة فيلة في أسوان مجموعة من المعابد المخصّصة لعبادة الإلهة «إيزيس»، وإحياء أسطورة إيزيس وأوزوريس الشهيرة، وبني المعبد الكبير في القرن الثالث قبل الميلاد، تلاه معابد أمنحوتب، وأرسنوفيس، وحتحور، وتعرضت المعابد للغرق بفعل فيضان النيل، فتم نقلها من جزيرة فيلة إلى جزيرة «أجيلكا» المجاورة لها، ضمن مشروع لإنقاذ الآثار نفذته «يونيسكو»، في الفترة بين عامي 1972 و1982.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الآثار المصرية أمس، الانتهاء من تنفيذ عدد من الوحدات الخدمية داخل منطقة أهرامات الجيزة، بالتعاون مع البنك الأهلي المصري، وأوضح أيمن سعيد، معاون وزير الآثار لتطوير المواقع الأثرية، أنّ «هذه الوحدات تشمل مكتب استعلامات، واستراحة للزوار، وغرفة خاصة لمفتشي الآثار المسؤولين عن التواصل مع الزوار، ومساعدتهم أثناء زيارتهم داخل المنطقة، ملحقا بها مظلة صغيرة مزودة بمقعد للاستراحة، وبها مصدر كهرباء لشحن الهواتف المحمولة والكاميرات».
وأشار سعيد إلى أنّه «يجري تنفيذ هذه الخدمات، في كل من معابد أبو سمبل وفيلة، والكرنك ومنطقة آثار دهشور وسقارة، إضافة إلى تزويد المناطق بلوحات إرشادية، وأكشاك للأمن وبوابات استقبال».
مصر لإنقاذ معبد فيلة من حصار الحشائش بأسوان
المشروع يتضمن توفير خدمات جديدة للسائحين
مصر لإنقاذ معبد فيلة من حصار الحشائش بأسوان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة