جيفري في أنقرة مجدداً لبحث الانسحاب و«خريطة» منبج

TT

جيفري في أنقرة مجدداً لبحث الانسحاب و«خريطة» منبج

أرسلت تركيا تعزيزات عسكرية جديدة إلى حدودها مع سوريا وسط تصريحات متكررة عن عملية عسكرية باتت وشيكة في منبج وشرق الفرات، وذلك عشية مباحثات يجريها المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي للحرب على «داعش» جيمس جيفري في أنقرة اليوم حول التطورات في سوريا.
ويلتقي جيفري نائب وزير الخارجية التركي لشؤون الشرق الأوسط سادات أونال، ومسؤولين عسكريين أتراك، لبحث الانسحاب المرتقب للقوات الأميركية من سوريا، وتطبيق خريطة الطريق في منبج والمنطقة الآمنة في شمال سوريا.
كانت قوة المهام المشتركة التي تشكلت في إطار المباحثات الثنائية لتنسيق انسحاب القوات الأميركية من سوريا، ‏عقدت اجتماعات في أنقرة، في الفترة بين 28 فبراير (شباط) الماضي والأول من مارس (آذار) الجاري، تناولت خطط سحب الولايات المتحدة قواتها من مناطق شرق الفرات، ومنطقة «منبج» ‏وتفاصيل المنطقة الآمنة المزمع إقامتها، وسبل سحب الأسلحة التي قدمتها واشنطن لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية.
وتوصلت أنقرة وواشنطن في يونيو (حزيران) 2018، إلى اتفاق خريطة طريق حول «منبج»، شمال شرقي محافظة ‏حلب، يتضمن إخراج عناصر الوحدات الكردية من المنطقة والإشراف المشترك على توفير الأمن والاستقرار فيها لحين تشكيل مجلس محلي من سكانها لإدارتها، على أن تنفذ الخريطة خلال 90 يوماً من تاريخ توقيع الاتفاق.
في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده «ماضية قدماً نحو تطهير المناطق السورية الواقعة شرق نهر الفرات من مسلحي الوحدات الكردية»، قائلاً: «لا خيار آخر لتركيا سوى القضاء على الإرهابيين المتمركزين في تلك المناطق».
وشدد جاويش أوغلو، في كلمة خلال زيارته أمس مخيم تركمان منطقة الباير والبوجاق السورية في هطاي جنوب البلاد، على أهمية الأمن والاستقرار في سوريا بالنسبة للاستقرار في تركيا، قائلاً إن «تحقيق مستقبل مستقر لسوريا بالغ الأهمية بالنسبة لتركيا، عند تحقيق الأمن بإمكان إخوتنا السوريين العودة لمنازلهم بما فيهم تركمان الباير والبوجاق».
وأضاف أن تركمان الباير والبوجاق يعيشون منذ عصور في هذه البقعة الجغرافية، وسيستمرون بالعيش فيها، وأن تركيا ستواصل الوقوف بجانبهم أينما وجدوا، مشيرا إلى أنه «عندما نحقق الاستقرار في سوريا، سيعود إخوتنا التركمان إلى منطقة الباير والبوجاق وسيعيشون بأمان في ديارهم». وتابع جاويش أوغلو أن تركيا تبذل جهوداً كبيرة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
في غضون ذلك، أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى ولاية هطاي جنوب البلاد، بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا. وتضمنت التعزيزات قوات خاصة وشاحنات محملة بمركبات عسكرية مدرعة، وصلت أمس إلى مناطق مختلفة في الولاية الواقعة قبالة محافظة إدلب السورية.
وكثف الجيش التركي في الآونة الأخيرة من تعزيزاته في المنطقة الجنوبية من البلاد قرب الحدود السورية، وسط ترقب لإطلاق عملية عسكرية في منبج وشرق الفرات تم إعلان تأجيلها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره سحب القوات الأميركية من سوريا.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أول من أمس، أن القوات التركية استكملت استعداداتها للعملية العسكرية التي تستهدف الوحدات الكردية في منبج وشرق الفرات، مشدداً على أن بلاده لن تسمح بإقامة ما سماه بـ«الممر الإرهابي» على حدودها الجنوبية.
في سياق موازٍ، كشفت تقارير تركية عن استمرار الغموض بشأن وجهة المئات من عناصر تنظيم «داعش» الذين سلموا أنفسهم مؤخراً لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الذي تشكل الوحدات الكردية قوامه الرئيس في ريف دير الزور شرق سوريا وتم إطلاق سراحهم.
وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية إن كلاً من قسد و«داعش» توصلا من قبل إلى اتفاق ينص على تسهيل عبور عناصر «داعش» إلى تركيا بعد إطلاق سراحهم.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.