تفاؤل في الأسواق مع الإعلان عن لقاء ترمب بنائب رئيس الوزراء الصيني

أعلن البيت الأبيض أمس عن استقبال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، نائب رئيس وزراء الصين، ليو هي، ضمن المحادثات القائمة بين الجانبين لتجنب الحرب التجارية المتصاعدة منذ العام الماضي.
وقالت وكالة بلومبرغ الإخبارية إن اللقاء مع نائب رئيس الوزراء تم إدراجه على جدول أعمال البيت الأبيض ليوم الجمعة، وإن هذا اللقاء يعكس مؤشرا على التفاؤل بأن المحادثات تحقق تقدما كافيا يسمح بعقد مثل هذا الاجتماع المباشر.
وناقش الرئيس الأميركي ونائب رئيس الوزراء الصيني أبعاد النزاع التجاري بين البلدين في البيت الأبيض أواخر الشهر الماضي.
وسلم الضيف الصيني الرئيس ترمب رسالة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، جاء فيها أن العلاقات بين البلدين «تمر بنقطة حرجة».
وقال الرئيس الصيني في رسالته: «آمل أن يواصل الجانبان العمل على مستوى الاحترام المتبادل».
وفي مقابل التوقعات الإيجابية من لقاء ترمب بالمسؤول الصيني رفيع المستوى، قال مسؤول بارز بوزارة الزراعة الأميركية أمس إن المفاوضين الصينيين في محادثات التجارة لم يقدموا حتى الآن إجابات واضحة بشأن كيف ستعالج بكين مطالب واشنطن لمزيد من الحماية للملكية الفكرية الأميركية وهي مسألة جوهرية في المفاوضات لإنهاء النزاع التجاري بين البلدين.
وأبلغ تيد ماكيني، وكيل وزارة الزراعة لشؤون التجارة الصحافيين: «هل كل الإجابات القادمة تقول بوضوح إننا سنوقف سرقة الملكية الفكرية، وإننا سنوقف النقل القسري للتكنولوجيا، وإننا سنجري تغييرات هيكلية؟ هذا لم يحدث حتى الآن. لكننا لم ننته بعد».
ومنذ يوليو (تموز)، فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات سلع صينية للسوق الأميركية بقيمة 50 مليار دولار و10 في المائة على واردات أخرى بقيمة 200 مليار دولار، وردت الصين بخطوات مماثلة.
وهددت الولايات المتحدة برفع الرسوم المفروضة بنسبة 10 في المائة إلى 25 في المائة في أول مارس (آذار) إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. وقالت وكالة الآسيوشتد برس إن أداء الأسهم خلال أمس الجمعة عكس ترقبا من مجتمع الأعمال الدولي لتطورات المحادثات بين أميركا والصين.
وارتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي بـ0.3 في المائة خلال التعاملات وداكس الألماني 0.6 في المائة وفوتسي 100 بـ0.5 في المائة، مما يعطي مؤشرا على تفاؤل المستثمرين بتطورات التفاوض التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وافتتح مؤشر داوجونز الأميركي تعاملاته على ارتفاع بـ0.5 في المائة.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 0.22 في المائة، بينما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز500 0.21 في المائة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع 0.29 في المائة. وقال جيفري هالي، محلل الأسواق، إن محادثات التجارة تبدو أنها تحقق تقدما، ولكن البيانات الاقتصادية الضعيفة من اليابان وأوروبا والولايات المتحدة أول من أمس أثرت سلبا على سوق الأسهم.
وكانت وكالة رويترز قالت إن المحادثات بين أميركا والصين بدأت تسفر عن الخطوط العريضة لما يمكن أن يشكل توافقا، مع سعي الجانبين للتوصل إلى اتفاق بحلول أول مارس (آذار)، قبل أن تنتهي الهدنة المعلنة من واشنطن وينفذ ترمب تهديداته بزيادات جديدة في الرسوم المفروضة على الواردات الصينية.
وبحسب بلومبرغ، فإن مفاوضين أميركيين وصينيين يعملون على عدة مذكرات تفاهم من شأنها أن تشكل الأساس لاتفاق تجاري نهائي بين البلدين، والتي تشمل مجالات من بينها الزراعة ونقل التكنولوجيا والملكية الفكرية. موضحة أن من المتوقع أن تقترح الصين إنفاق 30 مليار دولار إضافية على واردات زراعية من الولايات المتحدة.
من جهة أخرى قال وكيل وزارة الزراعة الأميركي، ويليام نورثي، إن الوزارة دفعت 7.7 مليار دولار حتى الآن إلى المزارعين لتعويضهم عن الأضرار الناتجة عن فرض رسوم جمركية.
وتعهدت إدارة الرئيس دونالد ترمب بدفع مساعدات بقيمة 12 مليار دولار للمساعدة في تعويض خسائر في صادرات المحاصيل الزراعية التي تضررت بشدة من رسوم جمركية فرضتها بكين ردا على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات من الصين.