لا يختلف أحدث جيل من سيارة شيروكو الرياضية الكوبيه التي تنتجها شركة فولكس فاغن كثيرا عن سابقتها في تصميمها الخارجي العام، باستثناء بعض اللمسات الانسيابية، ولكن السيارة الجديدة تتفوق في الإنجاز العام الذي يجمع بين التقنيات التي يسهل استخدامها ودقة الهندسة الألمانية، وتبدو ملائمة تماما لاستخدام الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي.
الشركة أتاحت تجربة قيادة هذه السيارة في ألمانيا أخيرا على مختلف الطرق في مثلث بدأ وانتهي في فرانكفورت وشمل مدينتي بون وبانسبرغ، والأخيرة أقيم فيها، بهذه المناسبة، مهرجان للسيارات الكلاسيكية، وهو مهرجان تستضيفه المدينة في شهر يوليو (تموز) من كل عام.
يأتي هذا الجيل الجديد من شيروكو بخيارات متعددة من المحركات، ولكن المحركات المتاحة لمنطقة الخليج تركز على حجمين من المحركات البترولية، بينما النموذج الأساسي من شيروكو يعتمد على محرك سعته لترين، كما تتاح أيضا فئة «آر» الرياضية.
وعلى رغم التشابه بين الجيل الجديد وسابقه، فإن هناك بعض الفروق التي تظهر لدى فحص السيارة جيدا، وهي تتركز على الخطوط الحادة في التصميم وبعض التعديلات في شكل الأضواء الأمامية والخلفية.
«الشرق الأوسط» كانت المطبوعة الغربية الوحيدة بين وفود الإعلام في المنطقة التي اختبرت شيروكو الجديدة، وقال المدير الإقليمي لشركة فولكس فاغن، توماس ميلز، الذي صاحب ممثلي الإعلام في التجربة، إن «سيارة شيروكو تجمع الأفضل بين عالمين: الهندسة الألمانية المعهودة، والسعر المعتدل»، وأضاف أن «شيروكو تمثل سيارة رياضية ذات إنجاز متفوق، ولكنها تبقى في متناول القدرة الشرائية لجيوب الشباب».
تجربة القيادة كانت مرضية، خصوصا أن السيارة تتمتع بمحرك قوي، وخيارات بين القيادة الرياضية «سبور» والمريحة «كومفورت»، ويمكن للسائق أيضا أن يترك لكومبيوتر السيارة اختيار نوع التعليق المناسب لظروف الطريق وأسلوب القيادة، ويبدو خيار «كومفورت» هو الأفضل للانطلاق الهادئ الوثير في الرحلات الطويلة، بينما يكون الخيار الرياضي هو الأفضل في حالات الرحلات السريعة.
من اللمسات الملحوظة في التصميم الداخلي مقود بقاع مسطح مثل سيارات السباق، وإضافة ثلاثة عدادات علوية فوق شاشة نظام الملاحة توضح بعض وظائف السيارة مثل نظام التوربو وضغط الزيت وحرارة الماء، كما تتاح مقابض الأبواب على شكل مثلثات مع تجويف مثلث الشكل أيضا حول موقع ذراع ناقل الحركة، وهي لمسة مستعارة من سيارات بورشه كايين التي تتبع مجموعة فولكس فاغن أيضا، ويمكن التحكم من المقود في عدد من الوظائف.
وتستخدم سيارات شيروكو كافة تقنية وقف تشغيل المحرك لدى توقف السيارة، وهي تعتمد على مصابيح «باي زينون» أماما وإضاءة دايودية خلفا، ويشمل التصميم الداخلي تركيزا على الخطوط الرياضية وأسطح الألمنيوم غير المصقول، بينما تتميز فئة «آر» بلمسات رياضية إضافية متعددة، منها المقاعد الرياضية، وبدالات التحكم المعدنية، وشعار «آر» على لوحة القيادة.
وتتسم مؤشرات القيادة بالبساطة في التصميم وسهولة التعرف على أدوات القيادة، وتعتمد أدوات التحكم على شاشة مركزية بالألوان وذات أبعاد ثلاثية، وهي واضحة تماما في تشغيل نظام الملاحة الإلكتروني ومؤشرات التحكم في المناخ الداخلي وأنظمة الترفيه.
وتبلغ قدرة المحرك سعة لترين وأربع أسطوانات 210 أحصنة تزيد في حالة المحرك الرياضي آر إلى 255 حصانا، وتسجل السيارة بالمحرك الرياضي المشحون توربينيا في فئة «آر» تسارعا إلى مائة كيلومتر في الساعة في غضون 5.8 ثانية، وذلك بناقل تروس أوتوماتيكي بست سرعات، وزادت كفاءة تشغيل المحركات في الجيل الجديد بنسبة 19 في المائة.
وتعد قيادة السيارة شيروكو تجربة ممتعة نظرا لتأهب السيارة وحجمها الصغير وسهولة قيادتها، ويبدو موقع السائق منخفضا عنه في سيارة غولف المماثلة في الحجم التي تنتجها الشركة، ويمكن للسائق التحكم في مستوى المقعد يدويا بواسطة رافعة جانبية. وهي سيارة عملية بها الكثير من مساحات التخزين داخل السيارة من خزانة الوثائق إلى الكونسول الوسطي وبطانة الأبواب.
ويتيح تصميم السيارة تجربة قيادة رياضية حقيقية وتسارع يضارع أقوى السيارات على الطرق الألمانية، وتوفر السيارة المزيد من الثبات على سرعات عالية بفضل نظام التحكم الفعال في الهيكل، وهي أيضا متفوقة في جوانب الأمان بالكثير من الوسائد الهوائية وستائر الحماية الجانبية.
وتتيح شيروكو مساحة عرضية كافية في المقاعد الأمامية والخلفية تزيد قليلا على المساحات المتاحة في سيارة غولف، ولكن حتميات التصميم الرياضي بسقف منخفض يجعل المساحة الرأسية المتوافرة لركاب المقاعد الخلفية محدودة بالنسبة لطوال القامة، ويضيف إلى شعور ضيق المساحة الخلفية وجود نوافذ صغيرة الحجم لا تتيح الكثير من إمكانيات النظر إلى الخارج.
ويمكن التحكم في فتح غطاء الصندوق الخلفي عبر زر أمامي صغير الحجم أو عبر مفتاح السيارة بالريموت، أو بالفتح اليدوي من علامة «في دبليو» التي تؤدي وظيفة عملية كمقبض لفتح الباب الخلفي.
ويلاحظ أن المقاعد الخلفية لا تطوى بالكامل لإتاحة أرضية مسطحة للشحن. وتتيح السيارة مقعدين فقط في الصف الخلفي وليس ثلاثة مقاعد، ولكن هذه الملاحظات لا تنفي على شيروكو مزاياها الكثيرة التي من بينها عدم تعرض السيارة للكثير من التهالك أو فقدان القيمة بعد فترة من استخدامها.
وتمثل شيروكو الجديدة 40 عاما من هذا الطراز الرياضي الناجح؛ حيث ظهرت أول سيارة تحمل هذا الاسم، الذي يعني الرياح باللغة الإيطالية، في عام 1974، وهي في جيلها الجديد تحمل جينات تصميم واضحة تماثل فيها أحدث أجيال غولف وتبلور من خلالها لغة التصميم الجديدة من شركة فولكس فاغن.
وهي تعد واحدة من أكثر سيارات الشركة جاذبية، وتترجم ذلك أيضا بأسلوب قيادة متميز ومتأهب يجعل من شيروكو أحد النماذج المفضلة للشباب كأول سيارة رياضية يمكن أن يختبروها بميزانياتهم المحدودة. وهناك الكثير من المنافسات للسيارة شيروكو من مختلف الصانعين مثل تويوتا «جي تي 86» الجديدة، وبي إم دبليو «إم 235 اي» الباهظة الثمن، وبيجو «آر سي زد» الموفقة في تصميمها الحاد، وهناك أيضا أودي «تي تي – آر إس» التي توفر إنجازا مرموقا، ولكن أيضا بثمن مرتفع، ومقابل كل هؤلاء تتفوق شيروكو ببساطة التصميم، وصلابة الهيكل، واعتدال الثمن، واعتمادية متناهية.
ولمن يريد سيارة رياضية صغيرة في فئة المدخل مع المزايا السابقة، فعليه بتجربة شيروكو الجديدة قبل اتخاذ قرار الشراء. وسوف تتاح السيارة في الأسواق بداية من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
{فولكس فاغن} تطرح الجيل الجديد من شيروكو
حافظت على طابعها كسيارة رياضية في متناول القدرة الشرائية للشباب
{فولكس فاغن} تطرح الجيل الجديد من شيروكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة