شيزوفرينيا النظام القطري

شيزوفرينيا النظام القطري واضحة في ازدواجية الخطاب الرسمي لديه وتصرفاته وأفعاله التي تهدف في مجملها إلى العمل على زعزعة استقرار المنطقة بتمويل الإرهاب ورعايته فيها.
قطر التي يسعى «الإخوان» فيها باستماتة إلى الهيمنة والوصول إلى الحكم في كل بلاد العرب؛ بل كل العالم الإسلامي، وتسخير كل عوامل التقتيل والترهيب، مطية هذا التنظيم الشرس الذي بعث الفوضى في المنطقة، مثله مثل النظام الإيراني.
النظام في قطر الذي يديره «الإخوان» تنقّل بين الداعم للتطرف والإرهاب والمتآمر على جيرانه؛ فقطر دعمت «حماس» وطبعت علاقاتها مع إسرائيل، وهي التي دعمت «ثورات» الربيع العربي، وقالت إنها انحازت للشعوب والديمقراطية، بينما الواقع أن نظامها لا علاقة له بالديمقراطية مطلقاً، بل هو نظام قمعي بامتياز. لقد انحازت قطر لمرسي كونه مرشح «الإخوان» لا غير عندما خرج الشارع المصري يطالبه بالرحيل، وكذلك تفعل اليوم مع البشير عندما خرج الشعب السوداني يطالبه بالرحيل، متحججة بالشرعية، التي تنكرت لها، ودعمت ميليشيات «الإخوان» في ليبيا للانقلاب على نتائج الانتخابات البرلمانية فيها، بعد خسارة تنظيم «الإخوان» لها، فما تقوم به قطر لا يمكن تفسيره بالمنطق والعقل، إلا أن يوصف بأنه حالة شيزوفرينيا سياسية وتخبط لدى التنظيم الإخواني.
قطر هي التي دعمت طالبان الأفغانية، و«جبهة النصرة» الإرهابية، و«قسد» و«داعش» وباقي المسميات الإرهابية، وهي أيضاً من تحضر في المحافل الدولية زاعمة محاربة الإرهاب... ففي مؤتمر وارسو كانت إيران الغائب الحاضر على أجندة المؤتمر، حيث حضرت عشر دول عربية، أصبحت تسعاً بالحساب القطري، الذي لم يكن صوته عالياً خشية إيران؛ الحليف القطري، لكون المؤتمر يجري في غير ما تريد إيران ومشروعها الإرهابي، فمؤتمر وارسو اجتماع دولي لردع إيران، حيث سعت واشنطن إلى تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي (MESA)» وتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى الأربعين للثورة الخمينية، قد يكون رسالة واضحة لنظام ولاية الفقيه في إيران، الذي دأب على تصدير الإرهاب.
وفي سياق التضليل القطري، يغرد حمد بن جاسم آل ثاني عن مؤتمر وارسو قائلاً: «عرس في وارسو أتم خطوبة سابقة»، بينما يعلن النظام القطري موقفه من إيران والإرهاب على عكس حقيقة أن النظام القطري في حالة تحالف بل في تناغم مع النظام الإيراني.
لقد صبّ الإعلام القطري جام غضبه على الحاضرين من العرب في مؤتمر وارسو، وتجاهل إعلام الدوحة حضور وذكر اسم قطر ووزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في المؤتمر، بينما كانوا يطلقون سيلاً من الانتقادات للدول العربية المشاركة في مؤتمر وارسو، واختزلوا المؤتمر في الحديث عن التطبيع مع إسرائيل، في حين أن الاجتماع كان يناقش الخطر الإيراني على المنطقة، وتشكيل تحالف عربي يمكن أن يوقف المد الإيراني الصفوي، الذي يسعى إلى تصدير آيديولوجيا النظام الإيراني للجيران، بل تعدى الأمر إلى من هم أبعد؛ حيث طال حتى ليبيا.
مؤتمر وارسو قال عنه وزير الدولة السعودي عادل الجبير: «حضرت مؤتمر وارسو حول مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، وأجمع الجميع على أن التحديات التي تواجهنا يتصدّرها الدور الإيراني في زعزعة أمن واستقرار المنطقة».
في مؤتمر وارسو حاول الإعلام القطري إخفاء حضور النظام القطري للمؤتمر، بسذاجته المعتادة؛ حيث حاول الاختباء خلف أصبعه، متناسياً أنه ليس الوحيد أو الأوحد في تغطية الخبر.
حالة الشيزوفرينيا أو فصام العقل، ليست الحالة الأولى لدى النظام القطري في التعاطي السياسي، فقطر تحكمها دولة «الإخوان» العميقة، الذين تمكنوا من مفاصلها وهيمنوا عليها، وجعلوا منها مطية لسياسات التنظيم، مما أوقع السياسة القطرية في كثير من العبث السياسي، وجعلها مسخرة عالمية في ظل وجود إعلام آخر مضاد استطاع كشف الصورة الزائفة والمجتزأة التي يروج لها النظام القطري.