نمو الأجور في بريطانيا بأسرع وتيرة منذ 2008

خلص تقرير لمكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني إلى أن الأجور تنمو الآن بأسرع وتيرة لها منذ عقد من الزمان، وذلك في وقت تعمل فيه الشركات جاهدة لسد الشواغر لديها.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن المكتب القول، أمس (الثلاثاء): إن متوسط الأجور، باستثناء الحوافز، نما بنسبة سنوية قدرها 3.4 في المائة خلال أول آخر ثلاثة أشهر من عام 2018.
وتؤكد النتائج قوة سوق العمل في المملكة المتحدة مع وصول معدلات التوظيف إلى مستويات قياسية، رغم تراجع النمو بصورة حادة منذ الصيف الماضي وسط مخاوف من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وتظهر البيانات المتوالية منذ نهاية العام الماضي انخفاض معدل البطالة في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوياته في 44 عاماً، في حين تجاوز سوق العمل عدم اليقين الذي سببه «بريكست». وأكد هاورد أركير، المحلل في وكالة «إي واي» الاقتصادية، أن «سوق العمل حالياً متينة، وصامدة بشكل ممتاز، في مواجهة تباطؤ الحركة الاقتصادية البريطانية وشكوك (بريكست) المرتفعة».
ولفتت «بلومبرغ» إلى أن إحدى النظريات التي قد تفسر الزيادات، هي أن الشركات تفضل توظيف عمال وليس الاستثمار في الآلات والمعدات، لكونه من الأسهل لها أن تقوم بشطب الوظائف في حال حدوث انكماش على خلفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال جوناثان بويز، المختص في المعهد: «أرباب الأعمال يقولون إن التوظيف أصبح صعباً، ويتعاملون مع صعوبات التوظيف برفع الراتب المبدئي».
وقد بلغ عدد العاملين مستوى قياسياً؛ مما أدى إلى تراجع معدل البطالة. وكان عدد العاملين قد ارتفع بواقع 450 ألف موظف على مدار العام الماضي. وأشارت «بلومبرغ» إلى أنه من المرجح أن يرفع بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) من معدلات الفائدة في ظل اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بهدف التخفيف من ضغوط التكاليف.
ورغم نمو الأجور، فإن دراسات حديثة تشير إلى أن رواتب النساء لا تزال تقل بنسبة الربع عن مثيلاتها للرجال في بعض مناطق بريطانيا.
وفي مطلع العام الماضي، تفجرت قضية فجوة الأجور «الجندرية» في بريطانيا، حين كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، عن أن أكثر من 500 شركة، من بينها «لادبروكس» و«إيزي جيت» و«فيرجن موني»، لديها فرق في الرواتب بين موظفيها من النساء والرجال يصل إلى أكثر من 15 في المائة لصالح الرجال لما يحصلون عليه من أجر في الساعة.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، تصدّر بنك «إتش إس بي سي» الأكبر في أوروبا، قائمة كبرى الشركات البريطانية التي تشهد فجوة بين ما يتقاضاه الموظفون من الرجال والنساء، حيث زادت رواتب الرجال عن النساء بمعدل 59 في المائة، وهو أعلى معدل في شركة يعمل بها أكثر من 5000 موظف في بريطانيا. وجاءت في المرتبة الثانية شركة «فيرجن أتلانتيك»، حيث يتقاضى الرجال رواتب تزيد على ما تتقاضاه النساء بنسبة 58 في المائة.
وجاءت تقارير فجوة الأجور، مع بيانات تشير إلى ارتفاع عدد الأمهات العاملات في بريطانيا بنحو 50 في المائة في الأربعين سنة الماضية، التي رصدت «تغيراً كبيراً في أنماط العمل»؛ إذ أصبحت النساء أقل ميلاً للتوقف عن العمل بعد الإنجاب.