إنشاء مجلس سعودي - باكستاني مشترك برئاسة ولي العهد ورئيس الوزراء الباكستاني

قررت السعودية وباكستان إنشاء مجلس تنسيق مشترك رفيع المستوى بين البلدين، يرأسه من الجانب السعودي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومن الجانب الباكستاني رئيس الوزراء الباكستاني لتطوير العلاقات الثنائية وجعلها علاقات مؤسساتية في مختلف المجالات والدفع بها إلى آفاق أرحب، وأن يعقد اجتماعه بالتناوب بين البلدين.
جاء ذلك خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لباكستان، واتفق الجانبان على الاستفادة من جميع القنوات المتاحة لتعزيز التجارة الثنائية والاستثمار وتشجيع التواصل بين الشعبين وبين رجال الأعمال، وأن تعمل اللجنة المشتركة المعنية بالتجارة والتبادل التجاري، التي أصبحت الآن جزءاً من مجلس التنسيق السعودي الباكستاني على تيسير التجارة الثنائية في قطاعات ومنتجات محددة.
واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التدابير لتشجيع التجارة والمشاركة في المعارض والفعاليات، ورحبا باللقاءات بين رجال الأعمال من كلا البلدين، وشجعا القطاع الخاص على أخذ زمام المبادرة في بناء شراكة اقتصادية قوية بين البلدين الشقيقين.
وصدر اليوم (الاثنين) بيان مشترك في ختام زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فيما يلي نصه: بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبناء على دعوة من رئيس وزراء باكستان عمران خان، قام الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على رأس وفد رفيع المستوى من الوزراء ورجال الأعمال بزيارة رسمية إلى باكستان الإسلامية.
وأكد الجانبان على العلاقات التاريخية العريقة بين السعودية، وباكستان، وأثنى رئيس الوزراء عمران خان على الدور القيادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وما تقوم به حكومته الرشيدة وتقدمه من خدمات لملايين الحجاج الذين يزورون الحرمين الشريفين كل عام، كما أشاد رئيس الوزراء الباكستاني بقيادة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للكثير من الملفات التنموية والاستثمارية التي من شأنها الدفع بالمملكة العربية السعودية إلى التقدم والازدهار السريع وذلك في ظل رؤيتها 2030. التي تهدف إلى وضع المملكة على طريق التطور في شتى المجالات.
وأشاد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز برؤية رئيس الوزراء عمران خان لتحويل باكستان إلى دولة رفاه بناء على الأسس الاقتصادية والاجتماعية الإسلامية وأكد له على دعم المملكة المستمر.
وخلال المناقشات رفيعة المستوى بين الجانبين، أشادا بالزخم الحالي في علاقاتهما الثنائية في جميع مجالات التعاون، وأجريا مناقشات واسعة النطاق في جو ودي، وأعربا عن ارتياحهما لتعزيز الاتصالات على مستوى القيادة بين البلدين.
وعبّر الجانب الباكستاني عن تقديره للدور القيادي والإيجابي للمملكة العربية السعودية في حل القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية على مستوى العالم، كما أثنى الجانب السعودي على مواقف باكستان المهمة في العالم الإسلامي ومساعيها من أجل السلام والأمن الإقليمي والعالمي.
وأكد الطرفان على رضاهما عن متانة العلاقات العسكرية والأمنية واتفقا على مزيد من التعاون في الميدان لتحقيق الأهداف المشتركة.
وجددت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية التزامهما بمواصلة مكافحة التطرف والإرهاب، وأعربتا عن تقديرهما العميق لما يحققه الجانبان من إنجازات وتضحيات في الحرب ضد الإرهاب، مشيدة بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل التصدي لهذه الآفة الخطيرة مطالبين المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته حيال تضافر كافة الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب الدولي. وشددا على الحاجة إلى تجنب تسييس نظام التصنيف في الأمم المتحدة.
وأعرب الجانبان عن أملهما في تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، التي تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إنشاء دولة فلسطين المستقلة القابلة للبقاء والاستقرار، على أساس المعايير المتفق عليها دولياً في حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وخلال المباحثات الرسمية التي جرت في إسلام آباد، أثنى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بانفتاح رئيس الوزراء الباكستاني على الحوار مع الهند وافتتاح نقطة عبور كارتاربور، وبالجهود التي يبذلها الجانبان، مؤكداً على أن الحوار هو السبيل الوحيد لضمان السلام والاستقرار في المنطقة وحل القضايا العالقة.
واتفق الجانبان على أهمية تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان حتى يتمكن ملايين اللاجئين الأفغان في الدول المجاورة من العودة إلى بلادهم، والمساهمة في تنميتها وتحقيق السلام الدائم فيها.
وأثنى الجانب السعودي على الاستضافة السخية التي قامت بها باكستان لملايين اللاجئين الأفغان وأثنى على المبادرات الباكستانية الأخرى في السياق الأفغاني.
وفي معرض تأكيدهما على العلاقات الاقتصادية المتنامية، شهد كل من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس الوزراء الباكستاني توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بلغ مجموع الفرص الاستثمارية الناتجة عنها ما يتجاوز 20 مليار دولار، والتي ستسهم في زيادة الاستثمارات البينية وحجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
وأعرب الجانب السعودي عن تقديره للمبادرات التي اتخذتها حكومة باكستان لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية في البلاد وتيسير الاستثمار الأجنبي المباشر في باكستان.
ودعا رئيس الوزراء، المملكة العربية السعودية لتكون شريكة في النمو الاقتصادي والتنمية في باكستان.
كما أشاد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بجهود رئيس الوزراء عمران خان لتطوير البنية الاقتصادية والاجتماعية في باكستان. وأكد على إمكانيات الممر الاقتصادي الصيني ـ الباكستاني (CPEC) الذي سيساهم في التنمية والازدهار في المنطقة.
ودعا البلدان إلى تعزيز الحوار والاحترام والتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة لتعزيز السلام والوئام بين الأديان. وأكدا إدانتهما بشدة للفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وفي نهاية الزيارة قدم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع جزيل شكره إلى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان على ما لقيه والوفد المرافق له من كرم ضيافة ومشاعر أخوية ليست مستغربة على باكستان والباكستانيين، من جهته أعرب رئيس الوزراء عن أطيب تمنياته بالصحة والعافية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على أمل أن يزور باكستان في المستقبل القريب.
وغادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إسلام آباد، عقب زيارة رسمية لجمهورية باكستان الإسلامية.
وبعث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد برقيتي شكر للرئيس عارف علوي رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، ولرئيس الوزراء عمران خان.