محكمة «باركليز ـ قطر» تكشف عن عرض روسي سابق للدوحة

محكمة «باركليز ـ قطر» تكشف عن عرض روسي سابق للدوحة
TT

محكمة «باركليز ـ قطر» تكشف عن عرض روسي سابق للدوحة

محكمة «باركليز ـ قطر» تكشف عن عرض روسي سابق للدوحة

كشفت جلسات المحكمة في قضية الاحتيال التي يواجهها بنك باركليز البريطاني بشأن استدانته مئات الملايين من الدولارات من قطر إبان الأزمة المالية الدولية عام 2008، أن روسيا أيضاً كانت قد تقدمت بعرض لضخ 500 مليون جنيه إسترليني في البنك لإنقاذه من الانهيار آنذاك أو التأميم الجزئي من قبل الحكومة البريطانية.
ويواجه اليوم جون فارلي، الرئيس التنفيذي السابق لبنك باركليز، اتهامات بالاحتيال، مع ثلاثة من كبار المسؤولين في البنك، وجهها إليهم «مكتب مكافحة الاحتيال الخطير» البريطاني، بدعوى أنهم ضللوا السوق والمستثمرين الآخرين بعد أن عقدوا صفقات سرية مع قطر بقيمة فاقت 320 مليون جنيه إسترليني، مقابل أن تستثمر الدوحة مبلغاً ضخماً في باركليز فاق الملياري جنيه إسترليني. وأوضح المكتب أن اتفاقات الخدمات الاستشارية التي تم عقدها مع قطر كانت في الواقع «ستار دخان» لإخفاء عملية تحويل أموال إضافية إلى قطر، وفق ما ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية.
وهذه هي أول محاكمة في العالم تتضمن هيئة محلفين لرئيس تنفيذي لبنك رئيسي بحجم باركليز، تتعلق بالإجراءات التي اتخذها البنك خلال الأزمة المالية. ووافق توم كالاريس، الرئيس السابق لإدارة «ثروة باركلي» على عقد اتفاق خدمات استشارية مع شركة «قطر القابضة» مقابل رسوم تزيد على 42 مليون جنيه إسترليني. وسمعت هيئة المحلفين البريطانية كيف كان كالاريس قلقاً بشأن ظهور عقد الخدمات الاستشارية مع قطر.
وكان قد ورد في جلسة محاكمة سابقة أن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني طلب «رسوماً شخصية» خلال مكالمة هاتفية مع مسؤولي البنك عام 2008، بالإضافة إلى العمولة التي دفعها البنك إلى صناديق الثروة السيادية في قطر بغرض تأمين الاستثمار القطري في البنك.
وسمعت هيئة المحلفين أن حمد بن جاسم كان مثيراً للمزيد من المشكلات في ذلك الوقت، حيث كان يستثمر شخصياً في بنك باركليز إلى جانب صندوق الثروة السيادية القطري، وكان يريد الرسوم نفسها مقابل القيام بهذا الاستثمار.
وقال الادعاء الأسبوع الماضي إن المتهمين في باركليز أجروا «عملية تدقيق» مزيفة من خلال مذكرة كتبوها بعد اجتماع مع رئيس الوزراء القطري في يونيو (حزيران) 2008، وقبل أيام من أول طلب لرأس المال القطري. وذكر أن القطريين قللوا من سعرهم الأولي وكانوا سعداء بالحصول على رسوم قدرها 1.5 في المائة مقابل التزام بدفع ملياري جنيه إسترليني، ووقعوا مذكرة تفاهم لعلاقة استراتيجية أوسع مع البنك. وقال إدوارد براون، منسق قسم المراقبة لهيئة المحلفين، إن هذه المذكرة كانت «غير صحيحة أو مضللة بشكل خطير». وكان القطريون يطالبون برسوم تبلغ 3.25 في المائة من المبلغ الذي سيدفعونه، وهو ضعف المبلغ المقدم من مستثمرين آخرين من الصين وسنغافورة واليابان.
واتضح أن فارلي وقع على عقد الخدمات الاستشارية بشكل عشوائي، دون معرفة المبلغ الذي كان ينبغي دفعه للقطريين.
وأوضحت الصحيفة أن العرض الروسي رُفض من قبل البنك، بينما واصل كبار المسؤولين في باركليز اتصالاتهم السرية مع قطر التي أفضت إلى ضخ الدوحة مبلغاً ضخماً في البنك. وأبلغ مجلس إدارة بنك باركليز مجلس البنك المركزي باهتمام روسيا بالحصول على حصة في البنك، وفقاً لمحضر مكتوب على هيئة المحلفين أول من أمس في محكمة ساوثوارك كراون في لندن، كجزء من محاكمة التزوير التاريخية. وقد أخذ الاقتراح الروسي على محمل الجد من قبل البنك ليتم مناقشته في اللجنة المالية لمجلس إدارته في اجتماع أكتوبر (تشرين الأول) 2008، على الرغم من أن المحضر يوضح أيضاً أن أعضاء في البنك شعروا بأن عليهم «الحذر الشديد حيال روسيا».



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.