الأمير متعب بن عبد الله يتفقد وحدات الحرس الوطني برفحاء

قال إن تطبيق التجنيد الإجباري غير وارد حاليا

وزير الحرس الوطني لدى زيارته التفقدية لوحدات الحرس الوطني في رفحاء أمس (تصوير: عبد الله آل محسن)
وزير الحرس الوطني لدى زيارته التفقدية لوحدات الحرس الوطني في رفحاء أمس (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

الأمير متعب بن عبد الله يتفقد وحدات الحرس الوطني برفحاء

وزير الحرس الوطني لدى زيارته التفقدية لوحدات الحرس الوطني في رفحاء أمس (تصوير: عبد الله آل محسن)
وزير الحرس الوطني لدى زيارته التفقدية لوحدات الحرس الوطني في رفحاء أمس (تصوير: عبد الله آل محسن)

أكد الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني السعودي، عدم تطبيق فكرة التجنيد الإجباري في البلاد، وقال «إن هذا غير وارد حاليا»، مؤكدا أن هناك فكرة لتطوير الأفواج في الحرس الوطني عسكريا، جاء ذلك ضمن رده على أسئلة الصحافيين بعد جولته التفقدية أمس التي شملت وحدات الحرس الوطني في محافظة رفحاء.
وأضاف «نجد الإقبال الكبير من جميع المواطنين للالتحاق بالقطاع العسكري، سواء من الكليات أو المعاهد أو مراكز التدريب، وهي بأعداد كافية وتفوق الاحتياج الفعلي والتشكيلات لجميع القطاعات العسكرية».
وفي سؤال بشأن ملف البدون، قال إن «كل ما يشغل المواطن هو في وجدان خادم الحرمين الشريفين، وملف البدون من الملفات التي تدرس، ويتم التعاطي معه من مختلف الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة الداخلية».
وكان الأمير متعب بن عبد الله وقف ميدانيا على وحدات الحرس الوطني بمحافظة رفحاء ضمن جولته التفقدية بمنطقة الحدود الشمالية، وألقى الأمير كلمة عبر فيها عن سعادته البالغة، بزيارة المنطقة التي وصفها بـ«الغالية على قلوبنا جميعا»، معربا عن سروره بوجوده في محافظة رفحاء، ناقلا تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وولي ولي العهد ومشاعرهم الصادقة لأبنائهم «الذين نذروا حياتهم للدفاع عن وطننا الغالي»، وقال «حملوني، وفقهم الله، نقل مشاعرهم الصادقة تجاهكم جميعا، وهي مشاعر المحبة والاعتزاز بجهودكم الكبيرة في سبيل خدمة دينكم ووطنكم، والدفاع عن أرض وإنسان هذه البلاد المباركة، أطهر البقاع، ومهبط الوحي، وأرض الرسالة، التي حباها الله بمقدساتنا الإسلامية، حيث تهفو إليها قلوب الملايين يوميا، ونعتز بخدمتها، ونتشرف بالدفاع عنها بالغالي والنفيس». وأضاف أننا «نعيش في عالم يموج بالأحداث والصراعات، وكما تعلمون أن مسؤولية المواطن تجاه وطنه في مثل هذه الظروف عظيمة، ولا شك أن الحفاظ على أمنه واستقراره واجب علينا جميعا، نتقاسمه على حد سواء، للوقوف في وجه من يحاولون زرع الفتنة، والتأثير على أفكار شبابنا، وتوجهاتهم واستغلال مشاعرهم، وحماسهم، ليتورطوا في مناطق الصراع، ويكونوا بذلك أدوات سهلة وموجهة لتنفيذ مخططات وتنظيمات مشبوهة، بهدف الإساءة لهذا البلد الطاهر وأهله، وتشويه صورة الإسلام دين الرحمة والاعتدال». وأضاف الأمير متعب بن عبد الله «لا يخفى عليكم ما يعانيه إخواننا في الكثير من البلدان، من اختلال في الأمن، وصراعات، ومواجهات محزنة، بين أبناء الدين الواحد ، والبلد الواحد، في صورة مؤلمة، خلفت القتل، والتدمير، والتشريد، وهو ما دعا حكومتنا الرشيدة، أيدها الله، لبذل جهود دبلوماسية، وسياسية متواصلة، في سبيل احتواء هذه الصراعات، والخلافات، انطلاقا من واجبها الأخلاقي، والإنساني، ودورها المحوري، وثقلها في العالمين العربي والإسلامي، ومكانتها العالمية، وهي جهود نتمنى لها التوفيق والنجاح».
وحول لقائه الضباط والأفراد، قال وزير الحرس الوطني إن «ما وجدته اليوم منكم في رفحاء، وما رأيته بالأمس في عرعر، وما شهدته في زياراتي السابقة لزملائكم في مختلف المناطق، ليدعو للفخر والاعتزاز، بهذا الاستعداد، والعزيمة الكبيرة بين أبناء الحرس الوطني، ورجاله المخلصين، وكذلك جميع القطاعات العسكرية الأخرى، التي تقف جميعها للدفاع عن ديننا ووطننا بكل أمانة وإخلاص». وثمن لكل المسؤولين والأجهزة الحكومية على ما تجده وحدات الحرس الوطني من تعاون، وكذلك على الحفاوة والترحاب من أهالي المحافظة الأوفياء.
وكان في استقبال الأمير متعب بن عبد الله لدى وصوله لمعسكر قوة الواجب، عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري نائب وزير الحرس الوطني، والفريق فيصل بن عبد العزيز بن لبدة المستشار بمكتب وزير الحرس الوطني، والفريق محمد بن خالد الناهض رئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني، ومحمد بن عبد الله بن هايف الفغم أمير الفوج الثاني عشر، ورؤساء الهيئات وأمراء الأفواج وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
واستعرض الأمير متعب وحدات الحرس الوطني مستقلا سيارة مكشوفة، واستمع إلى موجز عن مهام وواجبات وحدات الحرس الوطني قدمها العميد مهذل بن فايز القحطاني قائد قوة الواجب.
بينما ألقى الدكتور سعد بن سويف المضياني عميد كلية العلوم والآداب بجامعة الحدود الشمالية كلمة نيابة عن الأهالي، رحب خلالها بقدوم الأمير متعب لمحافظة رفحاء وتفقده وحدات الحرس الوطني، مضيفا أن بلاده تعيش عصرا استثنائيا ولحمة وطنية فريدة بين الراعي والرعية في زمن تلاطمت فيه الفتن وتفاقمت المحن وهي لحمة لم تأت مصادفة، «وإنما يقف خلفها قيادة حكيمة وأمة عظيمة»، مشيرا إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين «التي لم تخش في الله لومة لائم حول الفتن التي أصابت عالمينا العربي والإسلامي»، التي عبر خلالها بشفافية عما يدور في نفسه ونفس شعبه من الهموم، فيما تناول الجميع طعام الغداء على مائدة وزير الحرس الوطني تكريما للأهالي والمسؤولين ووحدات الحرس الوطني والقطاعات العسكرية بمحافظة رفحاء.
من جانب آخر، التقى الأمير متعب بن عبد الله بضباط وأفراد الحرس الوطني بمحافظة رفحاء نقل لهم تحيات القيادة السعودية، واعتزازهم وتقديرهم لجهودهم الكبيرة وما يقدمون من تضحيات للمحافظة على أمن واستقرار هذه البلاد. وأكد مخاطبا منسوبي الحرس الوطني برفحاء، عظم الرسالة التي يحملونها والأمانة التي يؤدونها خدمة للدين ودفاعا عن الوطن ومقدراته ومكتسباته، معبرا عن سعادته لما وجد من روح معنوية عالية لدى جميع الضباط والأفراد ومنسوبي الأفواج سواء في عرعر ورفحاء وكما هو الحال في بقية مناطق المملكة، مشيرا إلى أن جميع القطاعات العسكرية: وزارة الدفاع ووزارة الحرس الوطني ووزارة الداخلية «تتشرف بالذود عن هذا الوطن وهي تتكامل وتتعاون في سبيل هذا الواجب العظيم»، واستمع خلال اللقاء إلى اقتراحات وأسئلة منسوبي الحرس الوطني في رفحاء، ووجه بتذليل الصعوبات ودراسة الاقتراحات المقدمة منهم.
حضر الحفل بدر بن عبد الله الهزاع محافظ رفحاء، واللواء ركن فهد عبد الله المطير قائد المنطقة الشمالية، والشيخ بشير بن عاشق الشمري رئيس محاكم رفحاء، وكبار المسؤولين ومديرو الأجهزة الحكومية بالمحافظة.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.