«إيرباص» تطوي صفحة طائرتها العملاقة: «380 إيه» إلى التقاعد و2021 تُسلّم آخر دفعة

«إيرباص» تطوي صفحة طائرتها العملاقة: «380 إيه» إلى التقاعد و2021 تُسلّم آخر دفعة
TT

«إيرباص» تطوي صفحة طائرتها العملاقة: «380 إيه» إلى التقاعد و2021 تُسلّم آخر دفعة

«إيرباص» تطوي صفحة طائرتها العملاقة: «380 إيه» إلى التقاعد و2021 تُسلّم آخر دفعة

بعد 11 عاماً من إقلاع أول رحلة تجارية لطائرة A380 في أكتوبر (تشرين الأول) 2007. قررت «إيرباص» التوقف عن تصنيع الطائرة العملاقة، والتي ستتم آخر عمليات تسليم طائرات A380 في العام 2021 لشركة طيران الإمارات.
ومع اتخاذ هذا القرار تطوي «إيرباص» صفحة تصنيع أحد أكثر ابتكارات الإنسان ضخامة كوسيلة نقل جوي، حيث تستوعب حتى 615 راكبا، والذي يوضح من خلال الطلبيات أن طيران الإمارات هي الشركة الوحيدة التي كانت تأمل في استمرار البرنامج نظراً لفاعلية الطائرة مع الرحلات التي توفرها الناقلة الإماراتية.
وأعلنت طيران الإمارات أمس عن طلبية لشراء 70 طائرة من شركة إيرباص، وذلك وفقاً لاتفاقية وقعتها مع الشركة الأوروبية، حيث قالت إن القيمة الدفترية للصفقة تبلغ نحو 72 مليار درهم (21.4 مليار دولار).
ووفقاً للمعلومات الصادرة أمس فإن الصفقة تتضمن 40 طائرة إيرباص من نوع A330 - 900 و30 طائرة A350 - 900. على أن تبدأ طيران الإمارات في تسلم الجيل الجديد من طائرات إيرباص A330 - 900 وA350 - 900 اعتباراً من عامي 2021 و2024 على الترتيب. وبالإضافة إلى ذلك، توصلت طيران الإمارات وإيرباص إلى اتفاقية حول تسلم ما تبقى من طلبية طائرات A380، حيث ستتسلم الناقلة 14 طائرة A380 من الآن وحتى نهاية العام 2021. ما سيصل بطلبيتها من هذا الطراز إلى 123 طائرة.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: «بعد شهور عديدة من المباحثات، توصلنا إلى اتفاق مع إيرباص ورولز رويس».
وأضاف: «دعمت طيران الإمارات بقوة طائرة A380 منذ أن كانت مخططاً على الورق. وفي الوقت الذي نشعر بخيبة أمل جراء تقليص طلبيتنا وبالأسى لأن هذا البرنامج لا يمكن أن يستمر، فإننا نتقبل هذه الحقيقة».
وأضاف: «لا شك في أن A380 طائرة رائعة يحبها عملاؤنا وطاقمنا، كما أنها تمنح طيران الإمارات تميّزاً عن غيرها، وقد أظهرنا كيف يمكن للناس أن يسافروا بتميّز دائم، وأرسينا معايير رفيعة من خلال تقديم تجارب مختلفة على متن الطائرة A380، مثل تجربة الاستحمام والصالون الجوي، وسوف تحافظ هذه الطائرة على مكانتها كأحد أعمدة أسطولنا دخولاً إلى ثلاثينات هذا القرن. وكعادتها على الدوام، فإن طيران الإمارات ستواصل الاستثمار في منتجاتها وخدماتها الجوية لكي نؤكد أن تجربة طائرة الإمارات A380 ستكون متميزة دائماً وعلى أعلى المستويات».
وحول قرار طيران الإمارات شراء طائرات إيرباص A330 - 900 وA350 - 900، قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: «لا نزال في طيران الإمارات محافظين على استراتيجيتنا القائمة على تشغيل أسطول حديث وعصري وفعّال من طائرات الجسم العريض، وستساهم طلبيتنا اليوم، لشراء 40 طائرة A330neo و30 طائرة A350، في تعزيز تنوع أسطول طيران الإمارات، ودعم نمو شبكة خطوطنا، ومنحنا المزيد من المرونة لخدمة الطلب الموسمي أو الطارئ بصورة أفضل. كما سيلعب هذان الطرازان دوراً مهماً في وضع الخطط المستقبلية لأسطولنا وشبكة خطوطنا».
وستشغل طيران الإمارات طائراتها الجديدة A330neo لخدمة الوجهات الإقليمية القائمة، كما ستتيح لها خدمة مطارات أصغر، ما يفتح المجال لإضافة محطات جديدة إلى شبكة خطوطها العالمية. أما طائرات A350، فسوف تعزز عمليات الناقلة على الخطوط الطويلة، ما سيوفر لطيران الإمارات مرونة إضافية في تخصيص السعة المطلوبة لخدمة الرحلات التي تستغرق ما بين 8 إلى 12 ساعة انطلاقاً من مقرها الرئيس في دبي.
في المقابل قالت شركة «إيرباص» في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه بعد مراجعة متطلبات عملياتها ولمواكبتها أحدث تقنيات الطائرات والمحركات، قررت طيران الإمارات تخفيض عدد طلبياتها من طائرة A380 من 162 إلى 123 طائرة، مما يصبح عدد طائرات A380 المتبقية التي ستسلمها إيرباص للناقلة الإماراتية 14 طائرة.
وقالت الشركة الأوروبية، نتيجة لهذا القرار ولعدم وجود العديد من الطلبيات المتراكمة مع شركات الطيران الأخرى، فإن عمليات تسليم طائرة الـA380 ستنتهي في 2021.
وقال توم أندرز الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص: «نتيجة لهذا القرار فإنه لا توجد أسس لاستدامة برنامج الـA380 لعدم وجود العديد من الطلبيات المتراكمة رغم الجهود الجماعية التي بذلتها فرق مبيعاتنا مع شركات الطيران الأخرى في السنوات الأخيرة». وأضاف: «استناداً لهذه المعطيات، ستتم آخر عمليات تسليم طائرات A380 في العام 2021. إن تفاصيل هذا القرار مدرجة في النتائج السنوية لعام 2018».
وتابع أندرز: «لم تكن طائرة A380 إنجازا هندسيا وصناعيا استثنائيا فحسب، فالمسافرون من جميع أنحاء العالم يحبون الطيران على متن هذه الطائرة الرائعة، وإن هذا القرار مؤلم جداً بالنسبة لنا ولمحبي طائرة الـA380 في جميع أنحاء العالم. مع العلم أن الطائرة ستبقى تحلق في الأجواء للعديد من السنوات القادمة، وستواصل إيرباص تقديم الدعم الكامل لمشغلي طائرات A380».
من جهته قال جيوم فوري، رئيس شركة إيرباص للطائرات التجارية والرئيس التنفيذي المستقبلي للشركة: «لطالما كانت الـA380 الطائرة الأيقونة ضمن أسطول طيران الإمارات وساهمت في نجاحاتها المستمرة لأكثر من عشر سنوات». وأضاف فوري: «قرار طيران الإمارات بإدخال طائرات A330neo وA350 إلى أسطولها المستقبلي هو بمثابة تأكيد على ريادة عائلة طائرات إيرباص ذات الهيكل العريض ونحن ممتنون للثقة الكبيرة التي تضعها طيران الإمارات في إيرباص».
ومن المقرر أن تبدأ شركة إيرباص إجراء الاجتماعات مع شركائها في الأسابيع القليلة القادمة بخصوص 3000 إلى 3500 وظيفة قد تتأثر خلال السنوات الثلاث القادمة، مع العلم أن الخطة المستمرة لزيادة إنتاج طائرة A320 والطلبية الجديدة من طيران الإمارات ستوفر عدداً كبيراً من فرص التنقل الداخلي ضمن منظومة شركة إيرباص.


مقالات ذات صلة

«مجموعة الإمارات» تسجل أرباحاً نصفية قياسية بقيمة 2.8 مليار دولار

الاقتصاد طائرة «إيرباص 380 إيه» تابعة لـ«طيران الإمارات» (الشرق الأوسط)

«مجموعة الإمارات» تسجل أرباحاً نصفية قياسية بقيمة 2.8 مليار دولار

قالت «مجموعة الإمارات» إنها سجَّلت أفضل نتائج مالية نصفية لها على الإطلاق للسنة المالية 2024 - 2025، وإن أرباحها قبل احتساب الضريبة وصلت إلى 10.4 مليار درهم (2…

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد قطاع الطيران يدعم 630 ألف وظيفة في دبي ومن المقدر أن يضيف 185 ألف وظيفة أخرى بحلول عام 2030 (الشرق الأوسط)

قطاع الطيران يُسهم في ناتج دبي بـ53 مليار دولار بحلول 2030

أظهرت دراسة حديثة صدرت، الخميس، دعم قطاع الطيران في دبي لاقتصاد الإمارة الخليجية خلال عام 2023، بما قيمته 137 مليار درهم (37.3 مليار دولار) من القيمة المضافة.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد طائرة شحن تابعة لـ«طيران الإمارات» (الشرق الأوسط)

«طيران الإمارات» تطلب شراء 5 طائرات شحن من طراز «بوينغ أف 777»

تقدمت «طيران الإمارات» بطلبية شراء مؤكدة لـ5 طائرات شحن أخرى من طراز «بوينغ أف 777»، ليتم تسليمها بين عامي 2025 و2026.

«الشرق الأوسط» (دبي)
العالم العربي طيران الإمارات (رويترز)

«طيران الإمارات» تواصل إلغاء رحلاتها من وإلى بيروت حتى 15 أكتوبر... وتستأنف خدماتها للعراق

أعلنت خطوط «طيران الإمارات» مواصلة إلغاء رحلاتها من بيروت وإليها حتى 15 أكتوبر (تشرين الأول).

الخليج أجهزة «بيجر» معروضة في غرفة الاجتماعات بمبنى شركة «غولد أبولو» في تايبيه (رويترز)

«طيران الإمارات» تحظر أجهزة «البيجر» و«الوكي-توكي» بعد هجمات لبنان

حظرت شركة «طيران الإمارات» على الركاب حمل أجهزة «البيجر»، و«الوكي-توكي» على رحلاتها، وذلك بعد الهجمات التي استهدفت جماعة «حزب الله» اللبنانية الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

كندا: خطّة الهجرة الجديدة محرّك للنمو الاقتصادي

صورة لعلم وجواز سفر كنديين (نقلاً عن japaabroad.com).
صورة لعلم وجواز سفر كنديين (نقلاً عن japaabroad.com).
TT

كندا: خطّة الهجرة الجديدة محرّك للنمو الاقتصادي

صورة لعلم وجواز سفر كنديين (نقلاً عن japaabroad.com).
صورة لعلم وجواز سفر كنديين (نقلاً عن japaabroad.com).

تُعتبر كندا أرض التّرحيب بالمهاجرين، وقد استقبلت السكان الذين طردوا من بلادهم بسبب الأزمات، وتهدف خطّة الهجرة الفيدرالية الكنديّة الجديدة لاستقبال 900 ألف عامل إضافيّ في عامي 2023 و2024، يتمّ اختيارهم وفقاً لنظام النقاط، بحسب تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسيّة.

أرض الترحيب بالمهاجرين

يشير التّقرير إلى أنّ لكندا تقليدا تاريخيا للترحيب بالمهاجرين: واحد من كلّ خمسة كنديين هو من أصول مهاجرة (من الهجرة حديثة)، وأنّ كندا تستمرّ بفتح ذراعيها للهجرة على مصراعيها، ورغم ذلك، هي تختار الآن المهاجرين الذين تودّ احتضانهم بدقة.

فوفق الإحصاء السكاني الأخير في عام 2016، كان المهاجرون «الاقتصاديون» إلى كندا يمثلون 60 في المائة من الوافدين الجدد، الغالبية العظمى مقارنة باللاجئين أو أولئك الذين قدموا للمّ شمل الأسرة.

واعتبر التّقرير أنّه يمكن لكندا الافتخار بكونها أرض الترحيب بالسكان الذين طُردوا من بلادهم بسبب أزمة، فقد وجد أربعون ألف سوري ملاذاً هناك منذ عام 2015، وتعهّدت حكومة جاستن ترودو الليبرالية (الحكومة الكنديّة) باستقبال أكبر عدد من الأفغان بحلول عام 2023، ودفع الغزو الروسي لأوكرانيا ﺑ205 آلاف أوكراني لطلب اللجوء هناك.

خطّة لمكافحة شيخوخة المجتمع

قال وزير الهجرة شون فريزر في فبراير (شباط) 2022 أثناء إعلانه خطّة الهجرة الجديدة: «نحن بحاجة إلى الهجرة لوضع الأسس لنموّنا الاقتصادي طويل الأجل».

أفاد التّقرير بأنّه في مواجهة شيخوخة سكّانها والتي تؤدّي إلى نقص متزايد في العمالة، ليس أمام كندا خيار سوى استدعاء الأذرع والأدمغة من مكان آخر، وبالفعل، فإنّ عدد الأشخاص الذين سيتقاعدون قريباً لعامل السنّ، آخذ في الازدياد ست مرات أسرع من عدد الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 14 عاماً.

قدّرت هيئة الإحصاء الكندية في أبريل (نيسان) أنّ مليون وظيفة ظلّت شاغرة بسبب نقص العمّال، وحدّدت الحكومة الفيدرالية لنفسها هدفاً لاستقبال 435645 مهاجراً جديداً هذا العام، بزيادة قدرها 900 ألف مهاجر إضافي ستستقبلهم البلاد في العامين المقبلين.

يعلّق الوزير فريزر أنّ أولويّته «التّأكد من أنّ كندا لديها العمّال الذين تحتاجهم لسدّ النقص الحاد في العمالة».

ولفت التّقرير إلى أنّه منذ عام 2015، استخدمت كندا ما يسمّى بإجراء «الدخول السريع» لجذب واختيار واستبقاء العمال المهرة الذين تحتاجهم الدولة، ففي عام 2021، استفاد من هذا الإجراء 156 ألف أجنبي.

شروط برنامج الهجرة

أشار التقرير إلى أنّه يجب على المرشّح الذي يجذبه الحصول على وضع الإقامة الدائمة، أن يقدم إلى استبيان عبر الإنترنت يهدف إلى تقييم ملفه الشخصي، فيُقيّم على أساس المهارات اللغوية، ومستوى التعليم، والخبرة المهنية، وعرض العمل المصادق عليه من قبل شركة، ومن قبول مسبق صادر عن مقاطعة كندية (إذا كان حاصلاً عليه)، فكلّ عنصر من هذه العناصر تعطي المرشّح عدداً معيّناً من النقاط من إجمالي 100.

وبحسب خطّة الهجرة الجديدة، تضمن درجة الدكتوراه 25 نقطة تلقائياً عندما تكون شهادة البكالوريا تساوي 15 فقط، بينما يكسب من سنّه أقلّ من 35 عاماً 12 نقطة، فيما الأكبر سناً يخسرون نقاطا، كما أنّ قيام المرشّح بالدراسة في كندا توفّر له أيضاً مكافأة إضافيّة من النّقاط.

ووفق النظام الّذي يتّبعه البرنامج، في حال حصل المرشّح للهجرة على أقلّ من 67 نقطة، عندها لا تكلّف كندا نفسها عناء فحص الملف، وبالتالي يكون الطلب مرفوضاً.
أمّا من يحصل على نقاط تفوق 67، فيمكن لكندا حينها إرسال «دعوة» إلى المرشّح إذا كان اختصاصه ضمن المهن الـ347 المؤهلة للبرنامج، ومن هذه المهن: مهندسو الفضاء، ومبرمجو كمبيوتر، ومديرو بنوك، ومندوبو مبيعات أو حتى الكيميائيين وعلماء الأرصاد الجوية...

وسيسمح الإصلاح في البرنامج الذي تمّ تبنّيه في الرّبيع، للسلطات الكنديّة بتوجيه أفضل لاحتياجات الشركات والمقاطعات الكنديّة من الأيدي العاملة.