بريطانيا تدعم إصلاح التعليم في مصر بالتعاون مع «يونيسيف»

مدة المشروع 3 سنوات ويستهدف 80 ألف طالب و550 مدرسة

جانب من الحفل الذي نظّمته السّفارة البريطانية أول من أمس في القاهرة
جانب من الحفل الذي نظّمته السّفارة البريطانية أول من أمس في القاهرة
TT

بريطانيا تدعم إصلاح التعليم في مصر بالتعاون مع «يونيسيف»

جانب من الحفل الذي نظّمته السّفارة البريطانية أول من أمس في القاهرة
جانب من الحفل الذي نظّمته السّفارة البريطانية أول من أمس في القاهرة

أطلقت وزارة التربية والتعليم المصرية بالتعاون مع بريطانيا، ومنظمة «يونيسيف»، مشروعاً مشتركاً مدته ثلاث سنوات، تحت عنوان «مشروع الخدمات التعليمية المتكاملة للأطفال الأكثر احتياجاً في مصر». يسعى المشروع للوصول إلى أكثر من 80 ألف طالب في المناطق الأكثر احتياجاً من خلال توجيه الدّعم الفني المحدّد، إلى 550 مدرسة ابتدائية و12000 معلم و3000 مشرف ومدير مدرسة، بتكلفة 12 مليون جنيه إسترليني.
ونظّمت السّفارة البريطانية في القاهرة، مساء أول من أمس، حفلاً لإطلاق المشروع بحضور الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري، وجيفري آدامز، سفير بريطانيا لدى مصر، وبرونو مايس، ممثل منظمة «يونيسيف» في القاهرة، و«خصصت وزارة الخارجية البريطانية 12 مليون جنيه إسترليني للمشروع، أي ما يعادل 276 مليون جنيه مصري»، وفقاً لبيان صحافي أصدرته السّفارة البريطانية في القاهرة.
ويهدف المشروع إلى المساهمة في عملية الإصلاح التعليمي، وتحسين جودة الخدمات التعليمية التي بدأت في مصر مؤخراً، وبمقتضاها أُجريت تعديلات في نظام الثانوية العامة، التي تؤرق العائلات المصرية، نظراً إلى أنّ مجموعها هو الطّريق الأساسي للجامعة، فأُدخلت الحاسبات اللوحية، ونُظّمت امتحانات الكتاب المفتوح، وطُوّرت وعُدّلت المناهج والنّظام التعليمي للسنة الأولى من المرحلة الابتدائية.
وقال شوقي، في كلمته خلال الحفل، إنّ «المشروع يتلاءم مع التزام الوزارة بتحويل نظام التعليم المصري إلى نظام التعليم 2.0»، موضحاً أنّ «تقديم مناهج دراسية جديدة، وتطوير أدوات التدريس والوسائل التعليمية، والإمكانات المادية في المدارس ومعايير التقييم لتتناسب مع هذه المناهج، تمثّل كلها عمليات جوهرية، ليست سهلة، تهدف إلى تغيير وجه التعليم في مصر وتحسين التجارب التعليمية لطلابنا بطريقة إيجابية».
وبدأ إدخال النّظام التعليمي الجديد في العام الدراسي الحالي 2018-2019، وسيحل محل النّظام الحالي بشكل تدريجي، وفقاً لخطة الوزارة، التي تشير إلى أنّه «بحلول عام 2030 سيكون نظام (التعليم 2.0)، هو النّظام التعليمي الوحيد المطبق من مرحلة التعليم ما قبل الابتدائي حتى التعليم الثانوي».
وقال السفير البريطاني إنّ «هذا المشروع يعد استثماراً في طلاب مصر ومستقبلهم»، مشيراً إلى أنّ «المملكة المتحدة كانت دائماً شريكاً لمصر في هذا المجال، وما زالت ملتزمة بتوسيع هذه الشراكة، لدعم الحكومة المصرية في إصلاح النّظام التعليمي». وأوضح أنّه «من خلال هذا المشروع سيتم تزويد الطلاب المصريين بالمعرفة والمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح».
ومن المفترض أن يسهم «مشروع الخدمات التعليمية المتكاملة للأطفال الأكثر احتياجاً في مصر» في وضع السياسات المتعلقة بالتحوّل إلى نظام (التعليم 2.0)، إضافة إلى تقديم الدّعم في المدارس التي جرى اختيارها، لتحسين جودة التعليم عبر تطوير البيئة المادية، وتدريب المعلمين والمشرفين والمديرين.
وقال برونو مايس، ممثل «يونيسيف» في مصر، إنّ «نظام التعليم (2.0)، يمثّل أولوية وعملية ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى مصر، ولن تدّخر (يونيسيف) جهداً لدعم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في تحقيق هدف جودة التعليم وتساوي الفرص فيه لكل طفل».
وأضاف مايس أنّ «هذا المشروع يركّز على صقل ما يمكن للمدارس تقديمه، من تدريس، وأنشطة خارجية، إضافة إلى تفاعل الآباء والمجتمعات المحلية مع النّظام التعليمي».
وقال تقرير لمنظمة «يونيسيف» نشرته على موقعها الإلكتروني إنّ «نوعية وجودة التعليم أحد أهم التحديات التي تحول دون تنمية الأطفال، وتتسبب في انخفاض معدلات الإنجاز»، مشيراً إلى أنّ «بعض مدارس مصر غير صالحة للاستخدام، وتنقصها خدمات المياه والصّرف الصّحي»، ولفت التقرير إلى أنّ «منظمة (يونيسيف) تدعم منذ 1992، حصول الأطفال المحرومين والمهمشين على فرص تعليم أفضل في مصر».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».