مسجد وتكية {هالة سلطان} يوحد القبارصة

في قلب لارنكا التي لا تنام

واجهة مسجد {هالة سلطان»  -  شاهد قبر داخل المسجد  -  محراب المسجد
واجهة مسجد {هالة سلطان» - شاهد قبر داخل المسجد - محراب المسجد
TT

مسجد وتكية {هالة سلطان} يوحد القبارصة

واجهة مسجد {هالة سلطان»  -  شاهد قبر داخل المسجد  -  محراب المسجد
واجهة مسجد {هالة سلطان» - شاهد قبر داخل المسجد - محراب المسجد

مسجد لارناكا الكبير ويعرف أيضا بمسجد «أم حرام» أو مسجد التكية (Hala Sultan Tekkesi) بالقرب من مطار لارناكا بجزيرة قبرص، وهو مسجد تاريخي، وبعض الروايات تشير إلى أن «أم حرام» يعود إلى زوجة عبادة بن الصامت الصحابي، التي وقعت من فوق بغلة في هذا المكان إبان الفتح لإسلامي لجزيرة قبرص، ودفنت في البقعة التي بني عليها المسجد. واكتشف قبر الصحابية أم حرام عام 1760 من قبل رجل يُدعى الشيخ حسن. ويعد مسجد هالة سلطان (أم حرام)، الذي يقع على شاطئ البحيرة المالحة بمدينة لارناكا، أحد أهم المواقع الأثرية في جزيرة قبرص، فضلاً عن أنه يعد المزار الديني الأكثر أهمية للمسلمين في الجزيرة، ويتألف هذا المكان من مسجد وضريح ومئذنة، بالإضافة إلى أماكن للمعيشة لكل من الرجال والنساء. وقد بني بصورته الحالية في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، واكتسب مكانة خاصة قبرا وضريحا «لأم حرام». وتعد «هالة سلطان» (تعني بالتركية العثمانية «الخالة الجليلة»)، طبقًا لأحد المعتقدات والروايات، أو «أم حرام» (تعني بالعربية «الأم المُبجلة أو المُوقرة»). وتذكر رواية أخرى أنها كانت من إحدى النساء اللاتي هاجرن مع الرسول، في طريقه من مكة إلى المدينة، وتضيف هذه الرواية، أنه وفي عام 649 ميلادياً - وبعد أن غزا العرب جزيرة قبرص - أصيبت أم حرام بجروح قاتلة، وذلك بعد أن سقطت فجأة من على ظهر بغلها، حيث دُفنت في نفس المكان الذي توفيت فيه.
وجاء في أحد المصادر العربية في القرن التاسع أن أم حرام رافقت رجلاً من بني أُمية وهو معاوية والي الشام (كزوجة لأحد قادته يدعى عبادة بن الصامت أثناء حملته على قبرص عام 649 ميلادياً، إلا أنها لم تشر أو تتطرق إلى تلك الظروف التي أحاطت بموتها». وبنى الأتراك المسجد في القرن الثاني عشر الهجري ويقع على ساحل مسمى ساحل ماكنزي غير بعيد من مطار لارناكا.
وتعد مدينة لارناكا هي البوابة الرئيسة للوصول إلى جزيرة قبرص التي لا تنام في الصيف وتتصف بطقسها المعتدل على مدار العام، أو مطار إرغان في الجانب التركي. وعلى الرغم من مساحتها الصغيرة نسبيا، فهي من أهم الوجهات السياحية في منطقة البحر المتوسط، وهي تجمع بين الماضي والحاضر؛ إذ يكفي لعشاق التاريخ والآثار أن منظمة اليونيسكو وضعتها على قائمة المواقع التي تمثل تراثا للإنسانية جمعاء. وتتوفر لعشاق الشمس والبحر شواطئ لا نهاية لها، بمياه تنافس في زرقتها لون السماء، وهناك عوامل كثيرة للجذب السياحي في قبرص يمكن تلخيصها في كلمة واحدة: «التنوع» بما في ذلك توفر منتجعات صحية في كثير من الفنادق، والشعب القبرصي المضياف سواء التركي أو اليوناني يعتبر هو بذاته ثروة سياحية. فقد حافظ على أصالة تقاليده في الترحيب بالزوار على الرغم من أنه في الوقت ذاته واكب روح العصر وإيقاعه السريع.
وعلى شاطئ لارناكا القريب من مسجد هالة سلطان، تخيل نفسك مسترخيا على مصطبة من الرمال‏ الناعمة..‏ أمام أمواج المتوسط الهادئة، والقمر ينشر أشعته الفضية الخالصة ليخفف من عتمة السواد‏..‏ والنجوم تضوي‏..‏ وهي تقطر حليبها الصافي‏..‏ قطرة..‏ قطرة، وبعيدا عن صخب المدن وتلوثها وتهورها عشت أياما في هذه الحالة منتشيا بسكون الطبيعة..‏ متوحدا معها‏..‏ وفي قبرص التركية، ‏وفي مكان يسمى «آراب كوي» أو قرية العرب على امتداد شواطئ شاتالكا بالقرب من قبر عمر تورباشي أو الإمام عمر. وأينما تذهب في مدن قبرص التركية يقابلك الناس بالابتسامة، ويشعرونك وهم يتحدثون إليك بأنك جزء منهم، إنهم أناس طيبون في أرض طيبة. ومعظم القرى القبرصية مبنية على سلسلة جبال في مواجهة مياه المتوسط ‏ سواء الجانب التركي أو اليوناني، وهناك لا سرقة‏..‏ لا كذب‏..‏ لا أبواب مغلقة بالترابيس‏..‏ بل وجوه مبتسمة‏..‏ لسانها لم ينفلت‏..‏ وأعصابها لم تنكسر‏..‏ وسكونها النفسي لم ينفجر‏..‏ وتطلعاتها المادية المجنونة لم تجبرها على الفساد‏، أكلات متوسطية في كل مكان تبدأ بعشرات الأطباق الصغيرة من «المزة»، ثم أطباق المشاوي و«لحم عجون» والختام بـ«قهوة تركية سادة» أو «أورتا» متوسطة المذاق، أو «شكر لي» وتعني بسكر زيادة. ‏ لقد منحت هضاب قبرص الفرصة كاملة للتوفيق بين المتناقضات. هناك تجد في «آراب كوي» أو القرية العربية فيللات الإنجليز والأثرياء الهاربين من منغصات المدن، جاءوا إلى قبرص للتقاعد، بحثا عن حياة هادئة آمنة من دون تعقيدات».
وثمة خلافات وتباينات تاريخية ممتدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي، وتحمل ذاكرة القبارصة الأتراك إرثا تاريخيا ثقيلا. وعلى الرغم من ذلك، لم أستمع من الشخصيات الرسمية في الشمال إلى أي حديث مرتبط بهذه الذاكرة، وكل ما عرفته عن هذا الأمر تكوّن لدي من قراءات خاصة. وقد لمست لدى الشخصيات القبرصية التركية حرصا واضحا على طي صفحة الماضي والتطلع إلى الأمام، حيث يحدوهم الأمل في إعادة توحيد الجزيرة على أساس فيدرالي، وبحيث تغدو قبرص جزءا موحدا من الاتحاد الأوروبي».
وتجدر الإشارة إلى أن نيقوسيا، وتسمى «لافكوشا» لدى القبارصة الأتراك، قد غدت مقسمة على جانبي الخط الأخضر الذي يفصل شطري الجزيرة. وقبرص جزيرة لا تنام في الصيف، وتمتلك مقومات سياحية كثيرة، تجتمع في وجهة واحدة.
ولا يزيد سكان قبرص التركية كثيرا على المائة وخمسين ألف نسمة، ولديها الكثير من الطلبة الذين يتلقون تعليمهم في جامعات أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة، فضلا عن جامعات تركيا المختلفة. وقد علمت أثناء وجودي في الشطر القبرصي التركي من كبار المسؤولين عن التعليم أن كتب التاريخ المدرسية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية قد تم تغييرها مؤخرا لتتواكب مع التوجه الجديد في هذا الشطر، والقاضي بالتركيز على القواسم المشتركة والنقاط المضيئة في التاريخ القبرصي، والابتعاد عن كل ما من شأنه خلق ذاكرة مريرة لدى الأجيال الصاعدة. وفهمت كذلك أن مناهج التاريخ الجديدة التي دخلت مرحلة التطبيق تبتعد عن أسلوب التلقين والحفظ، وتركز على التحليل والاستنتاج الذاتي. وقيل لي إن إعادة كتابة مناهج التاريخ ستبقى مستمرة حتى المراحل العليا. وللإنصاف، فإن هذه قضية تحسب للقبارصة الأتراك. في المقابل، فإن قبرص التركية لديها ست جامعات بعضها دولية، يحتوي بعض منها على عدد من الطلبة الوافدين من دول مختلفة، من ضمنهم بعض الطلبة العرب. ومن الواضح أن الدراسة هناك لا تكلف كثيرا، كما أن مستوى المعيشة يبقى ضمن المعقول.
وعودة إلى مسجد هالة سلطان، وبعد أحداث عام 1974 وانقسام قبرص إلى شطرين تركي في الشمال ويوناني قبرص في الجنوب، أغلق المسجد إلا أن الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، سمح بفتح المسجد بعد زيارة قام بها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وطلب فيها رسميا من الرئيس بفتح ثلاثة مساجد. وقد تم ترميم مسجد هالة سلطان عام 2002 بدعم من الأمم المتحدة وبإشراف صالح لمعي مصطفى المدير العام لمركز إحياء تراث العمارة الإسلامية.
وبعد إعادة فتح المسجد بقي شبه مهجور بسبب قلة المسلمين في تلك الديار ولكن في الآونة الأخيرة، وصل المهاجرون العرب والمسلمون إلى لارناكا وأعادوا الشعائر الإسلامية إلى مسجد هالة سلطان.
وقد تعرض المسجد لعدة اعتداءات خلال التاريخ بسبب الصراع التركي اليوناني من قذف للحجارة وهجمات بقنابل مولوتوف مما أدى لأضرار مادية. وكان القبارصة الأتراك واليونانيون انتهوا، تحت إشراف الأمم المتحدة، من ترميم مسجد «تكية هالة سلطان» الأثري بجنوب قبرص الذي يضم ضريح الصحابية أم حرام «رضي الله عنها»، في بادرة قد تنعش الآمال بشأن إمكانية إعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ عام 1974.
ويأتي الانتهاء من أعمال الترميم في ختام أربع سنوات من العمل على هذا المشروع الذي تكلف ثلاثة ملايين دولار، وقام بتمويله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وعلى الرغم من أن المسجد يُعَد أكثر الأماكن قدسية في الجزيرة بالنسبة لمجتمع القبارصة الأتراك ذي الأغلبية المسلمة، فإن القدر شاء أن يكون موقعه في الجنوب اليوناني الأرثوذكسي من الجزيرة. وهناك موقع آخر يحظى بقداسة لدى الأتراك وهو عمر طرباشي أو قبر أحد الأولياء الصالحين واسمه عمر بالقرب من ساحل شاتلكا في الجانب التركي، ويطل على مياه المتوسط مباشرة. بالإضافة إلى كثير من المساجد العثمانية في الحي القديم من عاصمة الجزيرة نيقوسيا أو «لافكوشا» بالتركية، وتبدو على تلك المساجد الملامح الخاصة بالعمارة العثمانية والتي تجدها في مساجد إسطنبول والقاهرة القديمة بشارع المعز لدين الله الفاطمي أو حاليا شارع النحاسين.
من جهته قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: إن مباني هذا الأثر الإسلامي «مسجد هاله سلطان»، التي تضم مسجدًا وضريحًا ومنارة وبيت ضيافة للنساء وآخر للرجال، كانت قد تعرضت لأضرار بالغة بسبب «البيئة الساحلية الصعبة التي ترافقت مع عامل الزمن وغزو الحشرات وتسرب الماء داخلها». كما ساهم غياب الصيانة اللائقة إلى جانب محاولة لإحراق المسجد في زيادة الأضرار. ويقول الأثري القبرصي التركي تونجر باجيسكان: «إنه في العهد العثماني اعتادت السفن التي تحمل العلم العثماني على خفض هذا العلم إلى نصف ارتفاعه لدى اقترابها من لارناكا، تحية لتكية هالة سلطان بطلقات مدفعية». وترجع أهمية المسجد الواقع على ضفاف بحيرة مالحة جنوب قبرص بالقرب من مطار لارناكا الدولي، إلى أنه يضم ضريح الصحابية أم حرام - رضي الله عنها -.
ويرجع اكتشاف قبر الصحابية أم حرام - رضي الله عنها - إلى عام 1760، عندما عثر عليه رجل يُدعى الشيخ حسن، وأخذ يشيع في كل مكان أن لها قدرات خارقة على شفاء المرضى. وعندها بُني ضريح في المكان لأول مرة. وقد جرى بناء الموقع بصورته الحالية في عهد الحكم العثماني للجزيرة الذي انتهى عام 1816.
وكانت الصحابية أم حرام، قد توفيت خلال الفتوحات الإسلامية الأولى قرابة عام 647 ميلادية نتيجة سقوطها عن ظهر دابتها.
وقال مراقبون: إن ترميم المسجد قد ينعش الآمال في إمكانية إعادة توحيد هذه الجزيرة المقسمة منذ 1974، حيث يفصل بين المجموعتين القبرصية اليونانية والقبرصية التركية خط وقف إطلاق نار تشرف عليه الأمم المتحدة. وبمناسبة الانتهاء رسميًّا من عمليات الترميم، قال إندرو راسل مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي أشرف على أعمال ترميم المسجد: «إن المسجد ليس رمزًا للماضي فحسب، وإنما أيضا رمز للمستقبل عندما سيتمكن القبارصة اليونانيون والأتراك من الاتحاد». وأضاف أن: «الأمر يتعلق بنتائج راسخة تحققت بفعل نيات وعزائم إيجابية عندما أتيحت الفرصة لذلك». وقال: «إن هناك تاريخًا طويلاً من العمل المشترك بين الإدارة الأميركية ومنظمة الأمم المتحدة والقبارصة.. ونحن فخورون بهذا التعاون».
وقام بتمويل هذا المشروع الذي تكلف ثلاثة مليارات دولار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يشرف على الأنشطة الرامية إلى تحقيق المصالحة بين المجموعتين القبرصية اليونانية والقبرصية التركية اللتين يفصل بينهما خط وقف إطلاق نار تشرف عليه الأمم المتحدة. من جانبه قال إلياس كاراسيلوس المهندس القبرصي التركي الذي شارك في العمل على ترميم المسجد: «فلنجعل من هالة سلطان رمزًا دائمًا لقدرة المجتمعين الاثنين على بناء مستقبل أكثر إشراقًا».
ويشار إلى أن جزيرة قبرص مقسمة فعليًّا منذ عام 1974 حين غزتها تركيا عقب انقلاب للقبارصة اليونانيين بإيعاز من اليونان. ولا يعترف بدولة القبارصة الأتراك المعلنة منذ عام 1983 سوى تركيا وباكستان.
وانضمت حكومة القبارصة اليونانيين للاتحاد الأوروبي في مايو (أيار) 2004 باسم الجزيرة كلها، بينما ظل القبارصة الأتراك معزولين بالعقوبات الدولية.



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.