معرض في القاهرة يبرز سحر إقليم «توهوكو» الياباني

123 صورة بعدسات 9 مصورين تمزج بين ثقافة الماضي والحاضر

من أعمال المصور هيروشي أوشيما
من أعمال المصور هيروشي أوشيما
TT

معرض في القاهرة يبرز سحر إقليم «توهوكو» الياباني

من أعمال المصور هيروشي أوشيما
من أعمال المصور هيروشي أوشيما

يشتهر إقليم «توهوكو»، الواقع في الشمال الشرقي لليابان، بجمال الطبيعة حيث الجبال والغابات والبيئة البحرية والنهرية، فضلاً عما يتسم به من ثراء الثقافة المحلية والتاريخ ممتد الجذور.
ولأجل تعريف المصريين بوجه خاص، والعرب بشكل عام، بثقافة «توهوكو»، التي ازدهرت قبل آلاف السنين، تحتضن دار الأوبرا المصرية في الوقت الحالي معرضا للصور الفوتوغرافية بعنوان «توهوكو بعيون مصورين يابانيين»، الذي تنظمه مؤسسة اليابان (مكتب القاهرة)، وافتتحه السفير الياباني ماساكي نوكي.
يضم المعرض 123 صورة، تعرض وجهات نظر لـ9 مصورين يابانيين مستقلين يمثلون الماضي والحاضر والمستقبل، بهدف تقديم كثير من جوانب «توهوكو» الساحرة، حيث يوّظف التصوير الفوتوغرافي لإظهار البيئة الطبيعية والثقافية في منطقة «توهوكو»، بالإضافة إلى شعبها وأسلوب معيشتهم، كما يضم المعرض مجموعة من أعمال مصوري مدينة «سنِداي» التي توثق مشاهد بدأت تختفي وتمحى من الذاكرة، إلى جانب صور أخرى جُمعت في الذكرى السنوية الأولى للزلزال الذي ضرب الإقليم عام 2011 بقوة 9 ريختر، راصدة مشاهد لما سببه من ضرر كبير، ثم محاولة التعافي من آثاره.
يقول يو فوكازاوا، مدير مؤسسة اليابان مكتب القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «ينتمي المصورون التسعة إلى أجيال واتجاهات أسلوبية مختلفة، إلا أنهم جميعا من منطقة (توهوكو)، بما يجعل جميع الصور توضح الأوجه المختلفة للمنطقة، فمن خلال الحس الفني للمصورين نتعرف على هذه المنطقة وثقافتها غير المعروفة نسبيا خارج اليابان مقارنة بطوكيو وأوساكا اللتين تعدان مراكز ثقافية معروفة، فهناك أوجه كثيرة للثقافة في توهوكو، وكل مجموعة من الصور تعبر عن وجه منها».
في جنبات المعرض تتناغم الصور الملتقطة قديما مع تلك التي التقطها المصورون في العصر الحديث في مزج بين ثقافة الماضي والحاضر. ومع التجول في المعرض، نشاهد كيف قدمت عدستا المصوّرين «تيسوكا تشيبا» و«إيتشيرو كوجيما» منطقة «توهوكو» في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث الطبيعة الريفية، ونمط الحياة الخاصة بالمزارعين التي تقارب إلى حد كبير الريف المصري قديما.
أما المصورون «هيديو هاجا» و«ماساتوشي نايتو» و«ماسارو تاتسوكي» فقد سجلوا المهرجانات والطقوس الدينية الشعبية في أنحاء المنطقة، فيما مزج «هيروشي أوشيما» و«نأويا هاتاكي ياما» سيرتيهما الذاتية بمناظر طبيعية للمناطق التي قطنا بها، ووجه «ميكي رين» عدسته للغابات، في حين بحث «ناو تسودا» عن مصدر يمثل روح اليابان في الآثار وما صنعه الإنسان في عصر «جومون» (8000 ق.م. حتى 300 ق.م.).
عن هذا العصر يوضح «فوكازاوا»: «تمثل ثقافة حقبة جومون الطبقة الأعمق في الثقافة اليابانية التقليدية التي يبدو أنها تتلاشى تدريجيا، إلا أن إرث جومون لا يزال حيا وموجودا بقوة في توهوكو، ويعطي هذا المعرض لمحات للمشاهد الطبيعية الأولية في اليابان، فرغم أنها تعود للعصر الحجري وهي بالطبع حقبة قديمة للغاية، لكن ثقافتها موجودة في المنطقة حتى اليوم».
ويلفت إلى أن أبرز صور المعرض تلك التي ترصد العلاقة المتبادلة بين البشر والطبيعة، والبشر والثقافة، فمن الممكن أن نشاهد صورا للرقصات القديمة والفنون وملامح من الحياة اليومية، ومختلف الأوجه الحياتية في «توهوكو». إلى جانب صور مجموعة المصورين بقيادة «تورو إيتو» أو ما يسمى «مجموعة سينداي»، وهي عبارة عن سلسلة من الصور توثق مشاهد قديمة وغير معروفة في مدينة «سينداي» بمحافظة «مِياجي».
ويتابع «فوكازاوا» أن مؤسسة اليابان مكتب القاهرة نظمت العام الماضي معرضا بعنوان «حرف توهوكو الجميلة»، ثم يأتي المعرض الحالي، وهي خطوات تهدف إلى تعريف المصريين بإقليم «توهوكو»، بما يزيد من اهتمامهم به وبثقافته، خاصة أنه الإقليم الذي ولدت به «أوشين»، البطلة الشابة الشهيرة التي تجسدت دراميا، كما نأمل في أن يقدم فرصة للجمهور المصري للنظر في طبيعة الشعب الياباني والتفكير في مستقبل «توهوكو».



​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)
رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)
TT

​«الفراشات الملكية» مُهدَّدة... واستنفار في أميركا

رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)
رمزُ أيام الصيف المُشمسة (أ.ب)

أعلن مسؤولون معنيّون بالحياة البرّية في الولايات المتحدة تمديد دائرة الحماية الفيدرالية لتشمل «الفراشات الملكية»، بعد سنوات من تحذيرات أطلقها خبراء البيئة من تقلُّص أعدادها، وأنّ هذه الفراشات المحبوبة قد لا تنجو من التغيّرات المناخية.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «هيئة الأسماك والحياة البرّية» الأميركية تخطِّط لإضافة هذا النوع من الفراشات إلى قائمة الأنواع المُهدَّدة بالانقراض بحلول نهاية العام المقبل.

في هذا الصدد، قالت مديرة الهيئة مارثا ويليامز: «تحظى الفراشة الملكية الشهيرة بتقدير بالغ في جميع أنحاء أميركا الشمالية، فتأسر الأطفال والبالغين طوال دورة حياتها الرائعة. ورغم هشاشتها، فإنها تتميّز بمرونة ملحوظة، مثل أشياء عدّة في الطبيعة عندما نعطيها فرصة».

تشتهر بأجنحتها البرتقالية والسوداء المميّزة (أ.ب)

ويوفّر قانون الأنواع المُهدَّدة بالانقراض حماية واسعة النطاق للأنواع التي تصنّفها خدمة الحياة البرّية بوصفها مُهدَّدة بالانقراض أو يتهدّدها الخطر. وبموجبه، من غير القانوني استيراد هذه الأنواع أو تصديرها أو حيازتها أو نقلها أو قتلها.

في حالة «الفراشة الملكية»، فإن القائمة المُقتّرحة ستحظر، عموماً، على أي شخص قتلها أو نقلها. ويمكن للناس والمزارعين الاستمرار في إزالة عشبة اللبن، وهي مصدر غذائي رئيس ليرقاتها، من حدائقهم وفناءاتهم الخلفية وحقولهم، ولكن سيُمنعون من إجراء تغييرات على الأرض تجعلها غير صالحة للاستخدام بشكل دائم لهذه الفراشات.

كما سيجري التغاضي عن القتل العرضي الناتج عن المركبات، ويمكن للناس الاستمرار في نقل أقل من 250 «فراشة ملكية»، وفي استخدامها لأغراض تعليمية.

في هذا السياق، قالت المديرة الإقليمية المُساعدة للخدمات البيئية لمنطقة الغرب الأوسط، التابعة لخدمة الحياة البرّية، لوري نوردستروم: «نريد من الناس الاستمرار في تربية اليرقات والفراشات الملكية في منازلهم واستخدامها لأغراض التعليم».

تنتشر «الفراشات الملكية» في جميع أنحاء أميركا الشمالية (أ.ب)

كما سيخصص الاقتراح 4395 فداناً (1779 هكتاراً) في 7 مقاطعات ساحلية في كاليفورنيا، حيث تهاجر «الفراشات الملكية» غرب جبال روكي في الشتاء، بوصفها موائل بالغة الأهمية لها. وسيمنع التعيين الوكالات الفيدرالية من تدمير هذه الموائل أو تعديلها. ولا يحظر القرار الجديد جميع عمليات التطوير، لكنّ مُلّاك الأراضي الذين يحتاجون إلى ترخيص أو تصريح فيدرالي لمشروع ما، سيتعيَّن عليهم العمل مع خدمة الحياة البرّية للتخفيف من الأضرار.

يُذكر أنّ الطريق كانت طويلة نحو الحصول على اقتراح رسمي من خدمة الحياة البرّية. وكان مركز التنوّع البيولوجي ومجموعات الحفاظ على البيئة الأخرى قد تقدَّمت بطلب إلى الوكالة عام 2014 لإدراج «الفراشة الملكية» بوصفها مُهدَّدة بالانقراض. وأطلقت الوكالة مراجعة لحالتها نهاية عام 2014، وخلُصت بعد 6 سنوات إلى أنّ الإدراج مُبرّر، لكن تبقى هناك أنواع أخرى لها الأولوية. ورفع المركز دعوى قضائية فيدرالية، وفاز بتسوية عام 2022 دعت الحكومة إلى اتخاذ قرار بشأن إدراج «الفراشات الملكية» بحلول سبتمبر (أيلول) 2024، وحصلت على تمديد حتى ديسمبر (كانون الأول).

وعن ذلك، قالت العالِمة البارزة في المركز تييرا كاري: «حقيقة أنَّ فراشة منتشرة ومحبوبة مثل الفراشة الملكية تواجه الآن أزمة انقراض هي إشارة خطيرة تُحذّرنا وتُنبّهنا إلى ضرورة الاعتناء بشكل أفضل بالبيئة التي نتقاسمها جميعاً».

تنتشر «الفراشات الملكية» في جميع أنحاء أميركا الشمالية، وتشتهر بأجنحتها البرتقالية والسوداء المميّزة، وهي رمز لأيام الصيف المُشمسة.