انبهرت بـ«مدائن صالح» في السعودية ووقعت في حبها من الزيارة الأولى

عشقها للسفر يوازي شغفها لعملها مقدمة نشرات الأخبار في قناة «إل بي سي آي» اللبنانية. فرنيم بو خزام، إحدى أصغر مذيعات الأخبار في لبنان وأكثرهن ديناميكية، تعتبر السفر من أحلى التجارب التي يمكن أن نخوضها في الحياة، وتقول إنها زارت بلداناً كثيرة بسبب طبيعة عملها من ناحية، ولشوقها الدائم للتعرف على مدن وشعوب وتقاليد جديدة من ناحية ثانية. فالسفر - برأيها - يترك أثره الإيجابي عليها مهنياً وشخصياً، فيخرجها عن الروتين اليومي.
وفي رحلتنا معها هذا الأسبوع، قالت:
- السفر من أجمل الأمور التي يمكننا القيام بها في الحياة، فهو يمنحنا فرصة التعرف إلى ثقافات وشعوب أخرى، كما يُعرفنا بالتاريخ من خلال مواقع ومعالم أثرية لا تزال شاهدة على أحداث حضارية وإنسانية، وأنا شخصياً يدفعني هذا الموضوع إلى البحث عن أهمية تلك المعالم وخصائصها، لتشكل في رأسي خزاناً من المعلومات يغني أفكاري.
- لا أخفي أني أتأثر بكل شيء، على الصعيدين الشخصي والإبداعي، بل يمكنني القول إن السفر يشحذ حواسي، ويبلور أفكاري وشخصيتي. فمهما كانت الرحلة بسيطة، لا تستغرق سوى وقت قصير، فإنها تترك في نفسي انطباعات تبقى معي طويلاً. ومن البلدان التي أحب زيارتها باستمرار أميركا، فهي عالم وحده، نظراً لاحتضانها ثقافات متعددة، تنعكس على تنوع العادات والأطباق والأسواق. وأحب أيضاً دولة الإمارات العربية، لا سيما دبي، التي تجمع بالنسبة لي سحر الشرق وحداثته في الوقت ذاته. لكن لا بد أن أشير إلى قصة حب حديثة ربطتني بمنطقة «مدائن صالح» في المملكة العربية السعودية، عندما زرتها وأنا أغطي حدثاً فنياً أقيم فيها، أحيته الفنانة ماجدة الرومي. ومن روعة المكان وتأثيره علي، وعدت نفسي بأن أصطحب أهلي إلى هناك. وحتى الآن، عندما أتذكر المواقع الأثرية التي تركها الأنباط فيها منذ أكثر من ألفي عام، المحفورة بالصخر، أتساءل كيف استطاعوا تنفيذها في تلك الحقبة، ونحن اليوم رغم كل المعدات الحديثة التي ترافق الهندسة المعمارية، لا يمكننا أن نقوم بمثلها؟ لحظات كثيرة أخرى لا زلت أتذكرها، فمن كل بلد أقطف ذكرى لا تبارحني تماماً كالورود في حديقة غناء. ولعلّ أفضل تلك الذكريات كانت في سريلانكا، عندما استقللت الـ«توك توك» (عربية تقليدية تسير فيها)، وتنقلت في شوارعها. فطبيعة هذا البلد رائعة، وفيه مشاهد خلابة، وكذلك أهلها يتمتعون بطيبة بالغة. وحالياً، أحلم بالقيام بجولة في عدد من الدول الأوروبية المشهورة بزراعة نبتة الخزامى العطرة، التي يشتق منها اسم عائلتي. فهي نبتة تبهرني، بشكلها وعطرها وأناقتها بشكل عام، فكيف إذن سيكون شعوري فيما لو تمشيت في سهول مغطاة بها كاملة؟ بالتأكيد هو حلم، وسأعمل على تحقيقه.
- عموماً، لا أميل إلى الرحلات المرفهة، لما تتطلبه من ميزانية ضخمة، وأفضل عليها تلك التي تتضمن بعض المغامرة والحرية، فهي ممتعة ومسلية أكثر، بحيث لا تثير في نفسي الملل، لأني أكون في حالة دهشة طوال الوقت وأنا أكتشف الجديد. ولا أخفي أن حبي للاكتشاف دفعني وصديقتي جوان فغالي إلى فتح صفحة إلكترونية خاصة بالسفر والبلدان، ومطابخها وعاداتها وتقاليدها. وكلما كانت بعيدة وجديدة، كانت هي عز الطلب. لهذا، إذا خيرت بين باريس والمكسيك مثلاً، فلن أتردد في اختيار الثانية، رغم أني لم أزرها بعد، إلا أني سمعت الكثير عن جمالها وتنوعها الطبيعي والثقافي. فكما أعشق المدن الكبيرة، أعشق الطبيعة، وكما أقضي أوقاتي في زيارة المتاحف، أقضيها في ممارسة هوايتي للتسوق، فهما يتلازمان بشكل أو بآخر، ومن المستحيل أن أعود من بلد ما وأنا لست محملة بأزياء وأكسسوارات أو قطع تذكارية. المهم أن أجمل شيء في السفر بالنسبة لي أني لا أتقيد ببرنامج محدد، رغم أني غالباً ما أنظم رحلتي من الألف إلى الياء. لكن إذا صادفني شيء جديد، فإني لا أفوته على نفسي، مثلما حصل معي عندما كنت في زيارة لهولندا. فقد سمعت حينها بالصدفة أن الفنان بانسكي يقيم معرضاً فيها، فتركت كل شيء وتوجهت للمعرض.
- ما لا أستغنى عنه هو هاتفي المحمول وكاميرتي المحترفة. وأحرص على ترتيب وحزم حقيبتي بنفسي، ليس حباً في الأمر لكن حتى أتأكد من حمل كل شيء يهمني، وفي المقدمة فرشاة الأسنان. فأكثر ما يمكن أن يعكر عليّ صفو أي رحلة فقد أحد أغراضي.
- في البرازيل، وتحديداً في مدينة ريو دي جانيرو، تذوقت أطيب وألذ طعام إيطالي؛ لا يمكنني أن أنساه، وأتمنى زيارته مرة أخرى، فأنا نباتية، وبالتالي أضطر لاختيار أطباق عالمية عوض الأطباق المحلية.