المجلس المحلي لقضاء الحمدانية يؤكد سقوطها بيد «داعش» ونزوح آلاف العوائل

كردستان تتحدث عن اتفاقية عسكرية مع واشنطن وأوروبا وتركيا لضرب التنظيم

نقطة التفتيش بمنطقة الخازر التي تربط بين إقليم كردستان ومحافظة نينوى وقعت تحت سيطرة قوات «داعش» أمس (رويترز)
نقطة التفتيش بمنطقة الخازر التي تربط بين إقليم كردستان ومحافظة نينوى وقعت تحت سيطرة قوات «داعش» أمس (رويترز)
TT

المجلس المحلي لقضاء الحمدانية يؤكد سقوطها بيد «داعش» ونزوح آلاف العوائل

نقطة التفتيش بمنطقة الخازر التي تربط بين إقليم كردستان ومحافظة نينوى وقعت تحت سيطرة قوات «داعش» أمس (رويترز)
نقطة التفتيش بمنطقة الخازر التي تربط بين إقليم كردستان ومحافظة نينوى وقعت تحت سيطرة قوات «داعش» أمس (رويترز)

تواصلت، أمس، المعارك الضارية بين قوات البيشمركة الكردية ومسلحي تنظيم «داعش» على طول الجبهات بين الإقليم ومحافظة نينوى، في حين أعلنت وزارة البيشمركة أن الساعات المقبلة تحمل معها الإعلان عن تعاون عسكري أميركي - أوروبي - تركي مع الإقليم للقضاء على «داعش»، مؤكدة في الوقت ذاته وصول وفد من وزارة الدفاع العراقية إلى أربيل لتوسيع الاتفاق العسكري بين الطرفين، بعد أن اقتصرت في الأيام الماضية على توفير الغطاء الجوي للبيشمركة في حربها ضد «داعش».
وقال العميد هلكورد حكمت مسؤول الإعلام والتوجيه في وزارة البيشمركة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن متفائلون كثيرا، لأن الساعات المقبلة تحمل في حقيبتها اتفاقا عسكريا بين أربيل وواشنطن وأوروبا وتركيا لضرب (داعش) والقضاء عليه، لكن لا أستطيع الآن تقديم أي توضيح عن كيفية هذه الاتفاقية ونوعية المساندة العسكرية التي ستقدمها هذه الدول للإقليم في حربها ضد (داعش)، لكنها أعربت عن استعدادها لمساعدة الإقليم، وهناك وفد مشترك من هذه الدول في أربيل، لبحث التعاون العسكري مع الإقليم، وسيظهر هذا التعاون خلال الساعات المقبلة».
وتابع حكمت: «القوات الجوية العراقية وفرت، خلال الأيام الماضية، غطاء جويا لهجمات ومعارك قوات البيشمركة، وصل، أمس، وفد من وزارة الدفاع العراقية إلى أربيل، وهو الآن يناقش مع وزارة البيشمركة كيفية توسيع المساندة العراقية لقوات البيشمركة في حربها مع (داعش)، لا أتصور أن المساعدة العراقية تكمن في إرسال قوات إلى الإقليم، لأنها تعاني من ضغط كبير في هذا الاتجاه، وباعتقادي ستكون من خلال إرسال بغداد للأسلحة والآليات لقوات البيشمركة لمحاربة (داعش)».
وأضاف حكمت: «قواتنا وجهت خلال الساعات الماضية ضربات قاضية لمسلحي (داعش) على كل المحاور، التنظيم يحتضر؛ ففي معارك مخمور والكوير خلفت (داعش) أكثر من 90 قتيلا ومائة جريح، وقد لاذ المسلحون بالفرار، وكذلك تلقوا ضربة موجعة عند سد الموصل، حيث أحرقت البيشمركة عددا من آليات (داعش)، وقتلت أكثر من 12 مسلحا منهم، وأسرت عددا آخر من بينهم ثلاث نساء مهندسات شاركن في هجوم التنظيم على البيشمركة في منطقة السد».
وفي الوقت ذاته، أكد مصدر في قوات البيشمركة (فضل عدم الكشف عن اسمه) لـ«الشرق الأوسط»، أن بغداد أرسلت، أمس، كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والأعتدة لقوات البيشمركة، وأضاف المصدر أن بغداد أرسلت مع الوفد العسكري العراقي الذي يزور الإقليم كميات من الأسلحة والأعتدة جوا إلى أربيل، لاستخدامه في الحرب ضد «داعش».
من جهتها، ذكرت محطة «روداو» الفضائية المقربة من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني أن «واشنطن أبلغت القيادات العليا في الإقليم أن أمن كردستان خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، وأن واشنطن ستحمي الإقليم بكل ما أوتيت من قوة»، مشيرة إلى أن المجتمع الدول يناقش حاليا كيفية حماية الإقليم من هجمات «داعش».
بدوره، قال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تصدت قوات البيشمركة، أمس، لهجوم نفذه مسلحو (داعش) على قرية منغوبة القريبة من منطقة خازر شرق الموصل، وأسفرت المعركة عن فرار (داعش) تاركا خلفه 20 قتيلا»، وأكد مموزيني أن البيشمركة لا تزال تحاصر سنجار وزمار، وهي في تقدم مستمر في معاركها، مضيفا أن «داعش» تعرض لانتكاسة كبيرة في معاركه أمام البيشمركة في جميع الجبهات»، مشيرا إلى أن «قوات البيشمركة متقدمة في تلكيف والسد وماوران ودووبردان ومنغوبة، حتى إن انسحبت من بعض المناطق، فإن انسحابها تكتيكي، وسيظهر هذا قريبا».
بدوره، أكد لويس مرقص أيوب عضو المجلس المحلي لقضاء الحمداني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «مركز قضاء الحمدانية سقط، فجر أمس، بيد (داعش) بعد انسحاب قوات البيشمركة منه، الأمر الذي أدى إلى نزوح آلاف العوائل المسيحية من الحمدانية باتجاه إقليم كردستان، وآلاف مشردون في الطرق ويسيرون مشيا على الأقدام نحو أربيل ودهوك، لأنهم لا يملكون أي سيارات تقلهم إلى المناطق الآمنة، وهناك حالة من الرعب والهلع في صفوف النازحين، مع الجوع والعطش، هناك كارثة إنسانية وشعوب كاملة تُباد، وهذه وصمة عار في جبين الحكومة العراقية والمجتمع الدولي الذي لم يساند البيشمركة في حربه ضد (داعش)، وحماية هذه المناطق غرب الموصل».
وأضاف أيوب: «الأمر نفسه حصل في برطلة وتلسقوف، وجميع القصبات المسيحية الأخرى، هناك نزوح لأكثر 150 ألف مسيحي في أقل من 24 ساعة إلى إقليم كردستان، وهناك نزوح من القرى الشبكية والكاكائية المحيطة بالحمدانية وسقوط قضاء تلكيف وناحية القوش وتلسقوف وبطمايا وقرى قرباغ ووردك بسبب هذا الانهيار الأمني، وهجوم (داعش) على هذه المناطق»، مؤكدا بالقول: «(داعش) تسيطر الآن على كل هذه المناطق».
وقال تنظيم «داعش»، أمس، إنه استولى على 15 بلدة، وأكبر سد في العراق وقاعدة عسكرية، منذ أن شن هجوما ضد المقاتلين الأكراد في شمال البلاد، مطلع الأسبوع.
وفي بيان على موقع «تويتر»، قال التنظيم أيضا إنه سيواصل الهجوم الذي أثار قلق حكومة بغداد والقوى الإقليمية. وقال مسؤولون أكراد إنهم ما زالوا يسيطرون على سد الموصل.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».