«داعش» يسيطر على آخر قواعد الأسد العسكرية في الرقة

هجمات متزامنة لطرد قوات النظام من مناطق سيطرته شمال سوريا وشرقها

صورة وزعها «مركز الرقة الإعلامي» يظهر عناصر من «داعش» بعد استيلائهم على قاعدة «اللواء 93» في الرقة أمس (أ.ب)
صورة وزعها «مركز الرقة الإعلامي» يظهر عناصر من «داعش» بعد استيلائهم على قاعدة «اللواء 93» في الرقة أمس (أ.ب)
TT

«داعش» يسيطر على آخر قواعد الأسد العسكرية في الرقة

صورة وزعها «مركز الرقة الإعلامي» يظهر عناصر من «داعش» بعد استيلائهم على قاعدة «اللواء 93» في الرقة أمس (أ.ب)
صورة وزعها «مركز الرقة الإعلامي» يظهر عناصر من «داعش» بعد استيلائهم على قاعدة «اللواء 93» في الرقة أمس (أ.ب)

تمكن مقاتلو تنظيم «داعش» أمس من إحكام سيطرة شبه كاملة على مقر اللواء 93، أحد آخر قواعد القوات النظامية في محافظة الرقة، شمال سوريا، وذلك في إطار معارك متزامنة يشنها التنظيم منذ أسبوعين على ثلاث جبهات بشمال سوريا وشرقها لطرد النظام من آخر مقراته في مناطق نفوذها.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 40 سوريا، غالبيتهم من الجنود النظاميين، إضافة إلى عشرات الجرحى، خلال اشتباكات مع مقاتلي «داعش» في مقر اللواء 93 ومحيطه بريف الرقة. وتعد محافظة الرقة معقل تنظيم داعش الأساسي، إذ انطلق عناصره منها بعد إحكام سيطرتهم على عاصمتها مطلع العام، وكبرى مدنها وأجزاء واسعة منها، لتوسيع مناطق نفوذهم بشمال سوريا وشرقها.
وقال المرصد في حصيلة أولية إن 37 جنديا و11 مسلحا قتلوا في الاشتباكات، التي قال إنها بدأت بعد تفجير ثلاثة مقاتلين من «داعش» «أنفسهم بعربات مفخخة في بوابة ومحيط اللواء 93، الواقع بمنطقة عين عيسى بشمال الرقة». وتلا العمليات الانتحارية هذه قصف لعناصر قصف من «داعش» على مقر الفرقة واندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن «تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية وسيطرتهم على أجزاء واسعة من اللواء 93»، إضافة إلى استيلائهم على عدد من الآليات والعربات المدرعة، وفق المرصد، في مقابل انسحاب مجموعات كبيرة من القوات النظامية باتجاه مطار الطبقة العسكري. واستمرت الاشتباكات طوال يوم أمس، تزامنا مع غارات جوية كثيفة شنها الطيران الحربي على نقاط تمركز مقاتلي «داعش». وأفاد المرصد السوري بحصوله على أشرطة مصورة تظهر عناصر من تنظيم داعش وهم «يفصلون رؤوس عناصر من القوات النظامية ممن قتلوا خلال الاشتباكات في اللواء 93».
وفي سياق متصل، أورد حساب على موقع «تويتر» يعنى بنشر أخبار «داعش» في «ولاية الرقة» تغريدة جاء فيها: «الله أكبر، نعلن لأمة الإسلام بشرى تحرير اللواء 93 بالكامل ولله الحمد والمنة».
ويعد مقر اللواء 93 القاعدة النظامية الثانية التي يتمكن مقاتلو «داعش» من السيطرة عليها في الرقة، بعد سيطرتهم قبل أسبوعين على مقر الفرقة 17 وقتلهم أكثر من 50 من عناصرها النظاميين، فيما فر بقية الجنود إلى القرى المجاورة ووصل غالبيتهم الأسبوع الماضي إلى اللواء 93، ولن يبقى لتنظيم داعش بعد إحكام سيطرته على اللواء المذكور، إلا مطار الطبقة العسكري، آخر معاقل القوات النظامية في محافظة الرقة.
ويسعى تنظيم داعش من خلال معاركه المتزامنة على ثلاث جبهات في الرقة وريفي حلب والحسكة إلى طرد القوات النظامية من مناطق نفوذه، في وقت كان فيه الرئيس السوري بشار الأسد تعهد في خطاب القسم لولاية رئاسية ثالثة، قبل ثلاثة أسابيع، بـ«تحرير» محافظة الرقة وحلب ودير الزور. وترجح تقديرات المرصد السوري سيطرة تنظيم داعش على نحو 35 في المائة من الأراضي السورية، علما بأن معظم هذه المساحة في الصحراء.
أما في دير الزور، فقد دارت اشتباكات بين مقاتلين ومسلحين عشائريين من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في أطراف بلدة أبو حمام التي يقطنها مواطنون من عشيرة الشعيطات، بالريف الشرقي لدير الزور، وسط قصف «داعش» على مناطق عدة في البلدة. وأشار المرصد إلى أنباء عن أسر المسلحين العشائريين خمسة عناصر من تنظيم داعش، بينهم مقاتلون أطفال.
وفي مدينة البوكمال، الخاضعة لسيطرة «داعش»، هاجم مسلحون مجهولون دورية للتنظيم، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وفرار المهاجمين.
وفي العاصمة دمشق، يستمر تساقط القذائف على أحياء عدة منذ أيام. وأفاد ناشطون أمس بسقوط قذيفتي هاون على مناطق خلف ملعب العباسيين، وسط دمشق، في حين نفذت القوات النظامية حملة مداهمات بحي ركن الدين، وفق المرصد.
وفي ريف دمشق، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني و«حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) من جهة أخرى، في بلدة المليحة ومحيطها، وسط قصف الطيران الحربي مناطق في البلدة، وقصف مدفعي طال البلدة والمزارع المحيطة بها.
وفي حماه، نفذ الطيران الحربي غارات عدة على مناطق في بلدة خطاب. وأفاد المرصد السوري بمقتل فتى في الـ17 من عمره، تحت التعذيب في سجون النظام، عقب اعتقاله منذ نحو خمسة أشهر.
وطال القصف النظامي مناطق في بلدة مورك بريف حماه الشمالي، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، بموازاة استمرار الاشتباكات بين مقاتلي «جند الأقصى» والكتائب الإسلامية من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محيط حاجز بيجو والمجدل.



الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

TT

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)
لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً، على الأقل، في هجمات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق ما أعلن مستشفى العودة في المخيم، اليوم الخميس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال مستشفى العودة بالنصيرات، في بيان صحافي: «جرى نقل جثث لـ16 فلسطينياً؛ بينهم أطفال ونساء، غالبيتهم وصلوا أشلاء، جراء هجمات من الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق مختلفة في المخيم».

وأضاف المستشفى أنه جرى نقل عشرات الجرحى إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج، بينهم حالات بتر في الأطراف، وإصابات في الجزء العلوي من الأجساد، مما استدعى طلب المستشفى من المواطنين التبرع بالدم.

وقال شهود عيان في المخيم إن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين كانوا في منطقة أرض المفتي بالمخيم، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، في حين قصف الجيش عدداً من المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها، واستهدف تكية خيرية لإعداد الطعام المجاني للنازحين في المخيم.

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة، حيث قتل أربعة فلسطينيين، على الأقل، في قصف استهدف منزلين سكنيين في بلدة بيت لاهيا، شمال غزة.

وفي محيط مستشفى كمال عدوان، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعاً للفلسطينيين، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل.

وفي مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، قالت مصادر طبية إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينياً، على الأقل، في قصف استهدف منزله، في حين لم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات.