سيارة بديلة للأمير فيليب... «الدينامو» وعاشق القيادة بعد حادث ساندرينغهام

عندما زار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل بريطانيا في عام 2016 كان دوق إدنبرة وزوجته الملكة إليزابيث بانتظارهما في المطار ثم استقلا عربة قادها الدوق بنفسه حتى قلعة ويندسور. وقتها قال الرئيس أوباما: «يجب القول بأنني لم أركب عربة يقودها دوق من قبل ولكن أقرر الآن أن القيادة كانت سلسة». ولكن بعد مرور ثلاث سنوات على ذلك اليوم ومع تعرض الدوق لحادث سيارة أول من أمس بالقرب من قصر «ساندرينغهام» الخاص بالملكة في مقاطعة نورفولك حيث يقيمان منذ فترة الأعياد، بدأ الحديث عن سن الدوق، 97 سنة، وهو قد اعتاد على قيادة سيارته بنفسه وعرف عنه حبه للسرعة وحسب ما ذكر الكاتب غايلز براندريث، وهو صديق للأمير فيليب وكاتب مذكراته، لصحيفة التلغراف أن الدوق لن «يكون سعيدا إذا ما اقترح أحد عليه التوقف عن القيادة» ولكن أضاف أنه «رجل عملي وواقعي وأنا واثق من أنه سيتقبل ذلك وإن كان بامتعاض» مضيفا: «في شبابه كان الأمير مثل «الدينامو» سريعا في كل شيء وينفد صبره بسهولة».
ويروي براندريث قصة طريفة عن طريقة قيادة الأمير فيليب نقلا عن ابنة اللورد مونتاباتن خال الأمير فيليب التي روت عن والدها قصة ركوبه سيارة مع الملكة إليزابيث والأمير فيليب ولاحظ السرعة التي يقود بها فيليب السيارة حتى أن الملكة كانت تطلق صيحات خافتة من الخوف وما كان من زوجها إلى أن التفت لها قائلا «إذا فعلت ذلك مرة ثانية سأخرجك من السيارة». وفي نهاية الرحلة سأل مونتباتن الملكة إليزابيث «لماذا لم تعترضي؟ أنت الملكة»، فأجابته «سمعت ما قاله، هو يعني كل كلمة».
ومع احتدام النقاش حول عمر الأمير فيليب (97) أثيرت نقطة حساسة عن السن المناسب للتوقف عن القيادة، وتساءلت مؤرخة العائلة الملكة بيني جونور في حديث لـ«سكاي نيوز» أمس عن ذلك حيث قالت: «كان أمرا مخيفا ولكن هناك سؤال عما إذا كان من الأفضل له أن يقود بنفسه، لا أعرف خطأ من تسبب بالحادث ولكن الأمير في السابعة والتسعين ومن المعقول أن تكون ردات فعله ليست بالسرعة ذاتها».
ورغم عدم وجود قانون يحدد السن التي يجب التوقف فيها عن قيادة السيارة في بريطانيا إلا أن القانون يحتم على السائقين تجديد الرخص الخاصة بهم قبل بلوغهم السبعين بثلاثة أشهر على الأقل ثم يتم تجديدها كل ثلاثة أعوام بعد ذلك إذا استوفيت الشروط الصحية.
وأثار الحادث دهشة الكثيرين أيضا حتى أن محرر الشؤون الملكة بصحيفة «إيفننغ ستاندرد» علق قائلا: «إنها معجزة أنه نجا من الحادث وهو في هذا العمر» وأضاف أنه من الأفضل أن يتوقف الدوق عن القيادة وأن يترك المهمة لحارسه الشخصي، بدلا من تعريض نفسه والآخرين للخطر وتوقع أن يقوم أحد أفراد العائلة بإقناعه بالتوقف عن القيادة «لا أحد يريد أن يرى موقفا كهذا مرة أخرى».
وبشكل عام لا يرى المختصون ضررا في تقدم عمر السائق فحسب ما يذكر بيت ويليامز من شركة «أر إي إيه» للسيارات «أعتقد أن غالبية السائقين من الكبار في السن متمكنون من التحكم في القيادة ولا يوجد دليل على أنهم يمثلون خطرا أكبر من الشباب».
سيارة بديلة للدوق
وذكرت الصحف أمس عن وصول سيارة لاند روفر مشابهة لتلك التي تضررت من جراء الحادث لقصر ساندرينغهام وهي من نفس الموديل واللون. وأشار المراقبون إلى أنها مخصصة للأمير فيليب الذي قادها من قبل العام الماضي بالقرب من قصر بالمورال باسكوتلندا.
ومن جانب آخر قالت الشرطة البريطانية بأنها تجري تحقيقا في الحادث الذي تسبب بإصابة شخصين من سيارة أخرى نُقلا إلى المستشفى عقب الحادث، وهما السائقة (28 عاما) وتعرضت لجروح في الركبة، وامرأة أخرى (45 عاما) تعرضت لكسر في الرسغ حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت وكالة «برس أسوشيشن» البريطانية إن الأمير فيليب (97 عاما) كان يسير من طريق خاص بقصر «ساندرينغهام»، إلى طريق مزدحم، عندما اصطدمت سيارته الـ«لاندروفر فريلاندر» بأخرى، وانقلبت على أحد جانبيها.
وقالت الشرطة إن نتائج اختبارات الكحول للسائقين جاءت سلبية ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن شهود عيان قولهم إنه بدا على الأمير فيليب أنه كان يعاني من صدمة وأنه سأل عما إذا كان جميع من تعرضوا للحادث بخير.
وذكر مسؤولون في نورفولك أنهم سيحققون في ملابسات الحادث، وقالوا إنه «من غير المناسب التكهن بأسباب الحادث حتى ينتهي التحقيق».