«صافيا» ماركة تعشقها ميغان ماركل في المناسبات الكبيرة

التصميم الذي حضرت به حفلة نظمت  على شرفها وزوجها الأمير هاري في فيجي - في الزي الذي ظهرت به في الحفل الملكي  للمنوعات في لندن - من تصاميمها المتوفرة على موقع «دي موديست»
التصميم الذي حضرت به حفلة نظمت على شرفها وزوجها الأمير هاري في فيجي - في الزي الذي ظهرت به في الحفل الملكي للمنوعات في لندن - من تصاميمها المتوفرة على موقع «دي موديست»
TT

«صافيا» ماركة تعشقها ميغان ماركل في المناسبات الكبيرة

التصميم الذي حضرت به حفلة نظمت  على شرفها وزوجها الأمير هاري في فيجي - في الزي الذي ظهرت به في الحفل الملكي  للمنوعات في لندن - من تصاميمها المتوفرة على موقع «دي موديست»
التصميم الذي حضرت به حفلة نظمت على شرفها وزوجها الأمير هاري في فيجي - في الزي الذي ظهرت به في الحفل الملكي للمنوعات في لندن - من تصاميمها المتوفرة على موقع «دي موديست»

كان لها فضل كبير في الترويج لعدة ماركات لم تكن تحلم في يوم ما، بدعاية مجانية ترفع من أسهمها وتجعل اسمها يُتداول عالميا، ومؤخرا يبدو أن دوقة ساسيكس، ميغان ماركل، تلعب دور مروج غير مباشر لماركة «صافيا». فقد وجدت فيها بُغيتها، على الأقل في المناسبات الرسمية الكبيرة التي تحتاج فيها إلى التفرد.
عندما ظهرت بفستان طويل أزرق على شكل «كاب» في حفل العشاء الذي نظمته حكومة فيجي على شرفها خلال رحلتها الرسمية الأخيرة، أثارت الكثير من الانتباه والإعجاب على حد سواء. بلونه الأزرق، كان مناسبا جدا لبشرتها، وبتصميمه الهندسي والمنسدل، موه بشكل رائع على حملها، رغم أنها كانت في الشهور الأولى ولا تحتاج إلى أي تمويه بعد.
منذ أسبوع تقريباً، حضرت أيضاً حفل «رويال فرايتي بيرفومنس» بلندن. هذه المرة كانت تألقت في قطعة مكونة من «توب» بالأبيض والأسود تتخلله حبات من الترتر والخرز زادته بريقاً نسقته مع تنورة طويلة. كان حملها بادياً أكثر، لم يساعد التصميم على إخفائه لأنه محدد على الصدر والخصر. ومع ذلك أضفى عليها الكثير من التألق في مناسبة كانت تحتاج فيها للتميز بين نجوم الموسيقى والدراما.
لكن من الخطأ القول إن ماركة «صافيا» كانت مغمورة من قبل، وبأن ميغان ماركل لعبت دور التعريف بها كما هو الحال بالنسبة لأسماء شابة أخرى. فهي تتوفر حالياً في كثير من المحلات الكبيرة ومواقع التسوق المهمة مثل «نيت أبورتيه» و«دي موديست» وغيرهما كما تعرفها شرائح ملمة بخبايا الموضة من سيدات الأعمال تحديداً والنجمات الشابات اللواتي يلجأن إليها كلما رغبن في تصاميم تجمع المفصل بالأنثوي الراقي. لكن لا يختلف اثنان أن ظهور دوقة ساسيكس بتصاميمها في مناسبتين كبيرتين ومتقاربتين سيكون له تأثير السحر على المبيعات، كما أنه سيُعرف شرائح أكبر بالماركة. الدليل على هذا السحر أن الكل يريد أن يعرف من هي «صافيا» والدينامو وراءها؟
اسمها دانييلا كارنوتس، شابة ألمانية درست الاقتصاد في قسم الاستثمار، وعملت في مجال المال والأعمال و«صافيا» هو اسم ابنتها. اختيارها لهذا الاسم يعود إلى رغبتها في «أن تضمن الدار وتتضمن الاستمرارية، بمعنى أن تورث الأم قطعها الثمينة والفريدة لابنتها، لأنها لا تفقد عصريتها وجمالها مهما مر الزمن». وتتابع: «أريد بناتي أن يعشن تجربتي الخاصة. فلحد الآن ما زلت أعتز بقطع أخذتها من والدتي ولا تزال معي. الجميل فيها أني كلما ارتديتها، شعرت بأنها صممت بالأمس القريب وليس منذ ثلاثين سنة». فكرة الاستمرارية وعدم الاعتراف بالزمن ترادف أيضاً مفهوم العملية أو السهل الممتنع بالنسبة لدانيلا. بحكم أسفارها الكثيرة التي كان يفرضها عليها عملها كانت تحتاج إلى خزانة متنوعة، تجمع الكلاسيكية بأسلوب عصري وراقٍ يتيح لها الحركة بسهولة. «كنت أيضاً أريدها أن تكون عملية لأنني أيضاً زوجة وأم، وهذا ما وضعته نصب عيني عندما فكرت في أن أصمم المجموعة الأولى» حسب قولها. كان مهماً بالنسبة لها أن تأتي كل قطعة بسيطة لكن مفصلة بتقنيات عالية يستعملها خياطو «سافيل رو» في تصميم بدلاتهم الرجالية. في لقاء سابق معها في باريس، صرحت أنها منذ البداية أرادت أن تركز على أسلوب راقٍ يحاكي الـ«هوت كوتير» بأسعار معقولة. صرحت أيضاً أنها لا تهدف لإحداث ثورة في عالم الموضة بأن تسلك الطريق التقليدي لأي مصمم يتوق للنجاح والشهرة. فهي ليست مصممة بالمفهوم التقليدي، كونها لم تدرس فن التصميم ولا تتقن الرسم أو الحياكة. كل ما في الأمر أنها تتمتع بحس أنثوي وعقل مدبر. لهذا لم يخطر ببالها أن تتجه إلى تصميم الأزياء لولا أنها وجدت ثغرة في السوق، حسبما تشرح: «فأنا لم أدرس تصميم الأزياء ولم أمارسه من قبل، لكني كنت دائماً أتمتع بأسلوب خاص، أميل له وأبحث عنه في كل مكان».
عندما أسست ماركتها في عام 2010، كانت تعرف أنه ليس بإمكانها المشاركة في عروض الأزياء العالمية، ولا أن تصرف الملايين على الدعاية في المجلات البراقة، لهذا ركزت على ما تفهمه جيداً: وهو أن توفر لامرأة عاملة وأم مثلها ما تحتاجه من أناقة. وخلال فترة وجيزة حققت الكثير. تتذكر البداية بابتسامة، وهي تقول بأن إطلاق دارها «كان نتيجة معاناة وإحباط بسبب عدم تمكنها من الحصول على تصاميم مفصلة بشكل جيد وأنيق تناسبها كامرأة ناجحة، تريد أن تعكس هذا النجاح للعالم، من دون مبالغة وبهرجة ومن دون أن تتنازل عن أنوثتها. كانت البداية بـ12 تصميماً فقط، توسعت بعد ذلك إلى عملية إنتاج كبيرة وإلى طرح مجموعة من أزياء السهرة والمساء وخط من الأزياء الجاهزة يحاكي الـ(هوت كوتور) بدقته وجمالياته».
بعد أن لمست نجاحها وبأن هناك فئة من النساء تشاطرها الميول والأهواء، بدأت فكرة التفرغ للتصميم تُلح عليها. بعقلها التجاري، وبعد عمليات حسابية كثيرة، قررت أن تبدأ بخطوات حثيثة حتى تضمن النتائج. لم تنتظر طويلاً لأنها سرعان ما بدأت تتلقى طلبات من سيدات أعمال يرغبن في الحصول على تصميم معين لكن بعدة ألوان. أكبر إنجازاتها أن الكثير من المحلات ومواقع التسوق المهمة في كل أنحاء العالم رحبت بتصاميمها، بل وسعت إليها. فعدم دراستها للتصميم أو إلمامها بالرسم والحياكة لم يشكلا عائقاً أمامها، لأنها كانت دائماً واقعية. استعانت بخياطين مهرة، قبل أن تفتتح معملاً في إسطنبول نظراً لتوفر اليد ومصانع الأقمشة وغيرها من الأمور التي كانت مهمة للتحكم في الميزانية وعملية الإنتاج على حد سواء. الآن ورغم أنها تنتج مجموعات أكبر، من حيث العدد، لتلبي متطلبات الأسواق العالمية، فإنها لا تزال تعشق التفصيل على المقاس ومحاكاة الـ«هوت كوتور» في كل ما تطرحه، لا سيما عندما يتعلق الأمر بفساتين السهرة والمساء، وهذا ما أثار انتباه دوقة ساسيكس إليها.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.