توافق مصري ـ أممي على تطوير التعاون التنموي والبيئي

خلال لقاء شكري مع المدير التنفيذي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في نيويورك

TT

توافق مصري ـ أممي على تطوير التعاون التنموي والبيئي

شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، والمدير التنفيذي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة (UNDP) أخيم شتاينر، على ضرورة تطوير التعاون الثنائي بين الجانبين في المجالات التنموية والبيئية كافة.
جاء ذلك خلال لقاء بين شكري وشتاينر، أمس في نيويورك، وذلك على هامش مراسم تسليم رئاسة (مجموعة الـ77 والصين) من مصر لفلسطين.
وفيما أشاد شكري بوتيرة التعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة على مدار العام الماضي، إبان الرئاسة المصرية لمجموعة الـ77 والصين، قال المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إنه تم خلال اللقاء تأكيد «أهمية تطوير آفاق التعاون الثنائي بين مصر والبرنامج، والدفع قدماً بآليات التنسيق خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ضوء تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي الشهر المقبل».
وأوضح المستشار أحمد حافظ أن «وزير الخارجية أشاد بدعم البرنامج للأنشطة والبرامج، التي تقوم بها مصر في مجال البيئة، ولعل آخرها الجهود الوطنية الرامية إلى تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء».
مضيفاً أن «شتاينر حرص خلال اللقاء على الاستماع لتقييم الوزير شكري لآخر التطورات السياسية، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط»، وفي هذا الصدد أشار الوزير شكري إلى الدور المأمول للبرنامج في دعم برامج التنمية في المنطقة، وذلك على النحو الذي يسهم في دعم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، ويحقق آمال شعوبها في الوصول إلى مزيد من التنمية والرخاء.
كما تناولت المباحثات «الجهود الرامية إلى إصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة»، حيث شدد الوزير المصري على «الملكية الوطنية لأولويات التنمية»، مشيراً إلى «ضرورة أن يكون الدعم المقدم من المنظومة الأممية وفقاً لاحتياجات وأولويات الدول».
في غضون ذلك، أعرب شكري عن «تطلعه لتعظيم الدور الذي يضطلع به البرنامج في حشد الموارد المالية من الدول، والجهات المانحة لدعم برامج التنمية المستدامة في الدول النامية».
وخلال اللقاء أكد الجانبان «استمرار التنسيق والتحضير للاجتماع الثاني، رفيع المستوى، للأمم المتحدة حول التعاون جنوب - جنوب، والمقرر أن تستضيفه العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس خلال شهر مارس (آذار) المقبل».
ووصف المدير التنفيذي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، مصر بأنها «شريك أساسي لأنشطة البرنامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، مشيداً بما تبذله الحكومة المصرية من «جهود في مجال التنمية المستدامة على المستوى الوطني، وما تضطلع به من دور مهم في دعم قضايا التنمية، والمشاركة في كل المفاوضات ذات الصلة على الصعيدين الإقليمي والدولي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».