لافروف والصفدي يؤكدان عودة سكان الركبان إلى بلداتهم

وفاة 15 طفلاً سورياً جراء البرد ونقص الرعاية الصحية

TT

لافروف والصفدي يؤكدان عودة سكان الركبان إلى بلداتهم

بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، مشكلة عشرات الآلاف من السوريين العالقين في مخيم الركبان على الحدود الأردنية - السورية، حيث أكد الوزيران ضرورة عودتهم إلى بلداتهم. وقال بيان صادر من وزارة الخارجية الأردنية إن الصفدي بحث مع لافروف «قضية تجمع الركبان للنازحين السوريين». وأكدا «ضرورة العمل على تأمين عودة قاطني الركبان إلى مدنهم وبلداتهم بوصفه حلا جذريا وحيدا لقضيتهم و(ضرورة) التنسيق الأردني الروسي الأميركي في معالجة هذه المسألة». وأضاف أنهما أكدا «أهمية التنسيق المشترك في جهود حل الأزمة السورية وتثبيت الاستقرار في الجنوب السوري».
كما أكدا «أهمية دعم جهود المبعوث الأممي الجديد لسوريا (غير بيدرسون الذي يزور دمشق حاليا) وتطلعهما للتعاون معه للتوصل لحل سياسي للأزمة بأسرع وقت ممكن».
وأشار الصفدي إلى «أهمية تفعيل الدور العربي في جهود إنهاء الأزمة السورية للتوصل لحل سياسي يعيد لسوريا استقرارها ودورها الرئيسي في استقرار المنطقة (...) ويوجد الظروف الكفيلة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم». ويعاني مخيم الركبان، حيث يعيش نحو 50 ألف نازح، من ظروف إنسانية صعبة، خصوصاً منذ عام 2016 بعدما أغلق الأردن حدوده مع سوريا معلناً المنطقة «منطقة عسكرية».
وتحتاج المساعدات الإنسانية أحياناً إلى أشهر طويلة للدخول إلى المخيم. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، دخلت دفعة أولى من المساعدات الإنسانية للمرة الأولى إلى المخيم بعد انقطاع طال عشرة أشهر. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كشفت عن أن ما لا يقل عن 15 طفلا لقوا حتفهم في سوريا خلال شهر واحد جراء موجة الطقس شديد البرودة ونقص الرعاية الصحية. وذكرت أن 13 منهم رضع لم يكملوا عامهم الأول. ولقي ثمانية أطفال، على الأقل، حتفهم في مخيم الركبان، حيث يعيش نحو 45 ألف شخص في ظروف قاسية في منطقة نائية بالصحراء السورية. وفي دير الزور، شرق سوريا، لقي سبعة أطفال حتفهم بعدما اضطرت أسرهم إلى الفرار من منطقة «هجين» بسبب المعارك العنيفة التي أجبرت نحو عشرة آلاف شخص على النزوح منذ الشهر الماضي. وقال غيرت كابيلير المدير الإقليمي للمنظمة: «دون توافر رعاية صحية وحماية ومأوى يمكن الوثوق بها، سيموت المزيد من الأطفال يوما بعد يوم... التاريخ سيحكم علينا بسبب هذه الوفيات التي يمكن تجنبها تماما».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.