كان الحظ حليف طفل روسي خرج سالما من غابات التايغا، بعد أن أظهر إرادة فولاذية في التعامل مع صدمة قد يعجز الكبار عن تحملها. وفي تفاصيل القصة، اتجه الطفل في ساعات بعد الظهر مع والده على متن عربة الثلج لاستطلاع طبقة الجليد التي تغطي النهر وسط الغابة، تمهيداً لرحلة صيد سمك خططا لها لليوم التالي. إلّا أنّ الجليد انهار تحت العربة بينما كان الأب وحيداً على متنها، وسقط معها في مياه النهر. ويبدو أن الأب أدرك أنّه غارق لا محالة، لذلك طلب من ابنه الصغير العودة إلى المنزل وأن يستفيد في ذلك من الآثار التي خلفتها عربة الثلج. بعد غرق والده بقي الطفل وحيداً في غابات، يدل على حجم المخاطر فيها موقعها كآخر حزام بيوجغرافي ممتد تحت القطب الشمالي، وكانت درجات الحرارة يومها نحو 30 - 35 درجة مئوية تحت الصفر، وهي درجة خطيرة قد يتجمد فيها الإنسان. فضلا عن ذلك يُعرف عن تلك الغابات أنّها موطن حيوانات مفترسة مثل الدب البني الضخم والنمر اللاموري، والذئاب والثعالب وغيرها.
على الرّغم من الصدمة التي شعر بها وهو يراقب والده يغرق في مياه النهر تحت الجليد، بدأ الطفل مسيره في الغابات، وواصل السير تحت جنح ظلام يتسلّل مبكراً في الشتاء إلى التايغا، وتابع المسير عدة ساعات اجتاز خلالها مسافة 3 كلم، إلى أن وصل إلى طريق عام. وبقي الحظ حليف الطفل حتى آخر لحظة، حين لاحظه سائق سيارة وحيدة عبرت تلك الطريق حينها، فتوقف ونقله إلى القرية. وهناك كان بانتظاره أمه ورجال الطوارئ، الذين سارعوا إلى تنظيم عملية إنقاذ للبحث عن الأب، على أمل العثور عليه حياً.
وهذه ليست القصة الأولى التي تبدو فيها «التايغا» وكأنّها ترأف بالطفل. إذ سبق أن تاه طفل عمره 4 سنوات في تلك الغابات، وذلك في صيف عام 2017، وبقي يسير أربعة أيام، تناول خلالها لحاء الأشجار ليبقى على قيد الحياة، وشرب من مياه خلفتها الأمطار على الأرض. وكذلك كان الحظ حليفه، إذ لم يتعرض له أي من الحيوانات المفترسة التي تكون في ذروة نشاطها خلال الصيف، وشاء القدر أن تكون المناطق التي سار فيها خالية من مستنقعات يمكن أن «تمتص» أي جسم يسير عليها خلال دقائق. وكان في حالة صحية سيئة حين عثر عليه فريق الإنقاذ، لذلك خضع لفترة علاج، خرج بعدها بكامل عافيته.
طفل في الثالثة ينجو بأعجوبة من براثن {التايغا}
طفل في الثالثة ينجو بأعجوبة من براثن {التايغا}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة