المنتجعات الفخمة وأحواض المياه الساخنة من الأمور التي لا تخطر على قلب كثيرين، لا سيما رعاة الأغنام المتواضعين في قرغيزستان - تلك الدولة النائية التي يعيش ثلث سكانها تحت خط الفقر وفقا لكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية في عام 2011.
ورغم ذلك، خطر على قلب قروي يدعى إيمست يمنوف فكرة لتخفيف آلام عظام الرعاة الرحل الذين يتنقلون في ريف قرغيزستان الواقعة في شرق أوروبا.. ألا وهي إقامة «ساونا» متنقلة. فقد أحال يمنوف البارع سيارة فان قديمة إلى حمام بخار بتركيب موقد وأسطوانة مياه في داخلها.
وقال يمنوف لتلفزيون «رويترز»: «تأثرت بالسفر عبر هذا الوادي. رأيت الظروف التي يعيش فيها الناس وكيف أنهم يحملون الدلاء للغابات كي يغتسلوا، ومن هنا جاءتني هذه الفكرة».
وبمجرد أن يسخن موقده بحرق الخشب، يضيف يمنوف الماء من النهر الواقع في منطقة تشامندي ساي الجبلية. وقال إن الرعاة يستخدمون الساونا لتنظيف أنفسهم أيضا وليس فقط من أجل الاسترخاء.
وأضاف: «بمجرد وصولي، وقف سكان المنطقة في طابور للدخول، لأن الجميع أرادوا الاستحمام في الساونا. لم يكن لدي وقت لتلبية رغبات الجميع. من الآن سأعمل فقط في واد واحد صغير. لكن، هناك في الإجمال ثلاثة أودية أكبر هنا».
واستقبـــــل سكان المنطقة اختراعه البسيط بترحاب حار، لا ســــــــيما أنهم اعتادوا حمل دلاء ثقيلة للغابات القريبــــــة من أجل الاغتسال. والآن، أصبــــــــح كل ما عليهم بدلا من ذلك هو انتظار وصول شاحنة يمنوف ذات اللونين الأزرق والأبيض.
وقال راعي غنم، يدعى أيبك، بعد اغتساله في ساونا يمنوف المتنقلة: «وصول الساونا كان بمثابة هدية لنا. إنها مريحة للغاية. إنه يمنوف أعاد تصنيع كل شيء داخل الفان. نشكر إيمست على أن أتاح لنا فرصة للاستحمام وعلى التفكير في الناس».
ويأمل يمنوف توسيع عمله وإقامة مزيد من الساونا المتنقلة، لكن عليه أولا تسديد مبلغ 800 دولار الذي استعاره من أحد جيرانه لشراء أول شاحنة له. ويعتزم طلب قرض من الحكومة.
ويدفع الشخص البالغ ما يعادل دولارا واحدا مقابل الاستحمام في شاحنة يمنوف، بينما يدفع الطفل خمسين سنتا.
قروي يسعد الرعاة في قرغيزستان بتوفير «ساونا» متنقلة
لتخفيف آلام عظام الرحل منهم
قروي يسعد الرعاة في قرغيزستان بتوفير «ساونا» متنقلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة