موسكو تنفي تحريض الأميركيين السود على مقاطعة انتخابات 2016

نفى الكرملين اليوم (الثلاثاء) اتهامات واشنطن بأن روسيا حاولت التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 عبر تحريض السود على الامتناع عن التصويت.
وكان تقريران وضعا بطلب من الكونغرس الأميركي، كشفا أن حملة الدعاية التي قامت بها روسيا على شبكات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية هدفت إلى تحريض السود على الامتناع عن التصويت.
وقال التقريران إن وكالة "انترنت ريسيرتش ايجنسي" الروسية التي تتخذ من مدينة سان بطرسبورغ مقرا لها، عملت خلال حملة الانتخابات الرئاسية على ثني فئات واسعة من الأميركيين الأقرب بشكل عام إلى الديمقراطيين مثل الشباب والأقليات العرقية، عن التصويت.
وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التقريرين "لم يسببا شيئا سوى عدم فهم". وأضاف: "انهما ينقلان اتهامات عامة وبعضها غير واضح إطلاقا بالنسبة إلينا... نحن متهمون بأن أحدا فكر في وضع ما في هذه الفئة الاجتماعية أو تلك في الولايات المتحدة، لكن لم يفسرا لنا ما شأن روسيا في ذلك".
وكرر بيسكوف نفي روسيا لأي تدخل في الانتخابات. وقال إن "الدولة الروسية، الحكومة الروسية، لا علاقة لها بأي تدخل وخصوصا نوع التدخل الذي وصف بهذه العبارات المبهمة".
وفي التقرير الأول، أجرت التحليلات جامعة أوكسفورد البريطانية وخبراء في وسائل الإعلام الجديدة في مؤسسة "غرافيكا". وتناولت آلاف الرسائل والمنشورات التي نشرتها الوكالة الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي بين 2015 و2017 واستهدفت فيها خصوصاً الناخبين السود.
وكشف التقرير الأول أن قسما من 3841 حسابا على "فيسبوك" و"إنستاغرام" و"تويتر" و"يوتيوب" رُصدت، كانت تسعى لدفع الناخبين البيض القريبين من الجمهوريين الى المشاركة في الانتخابات. وأضاف أن هذه الرسائل كانت تدعم مواقف الجمهوريين في عدد من القضايا، مثل الدفاع عن حق حيازة السلاح ومكافحة الهجرة، من دون أن تشير إلى مرشح مفضل. لكن عندما تبين أن ترشيح دونالد ترمب بات ثابتا، أصبحت رسائل الوكالة الروسية ترجح كفته بشكل واضح.
أما التقرير الثاني الذي طلبه الكونغرس، فقد أعدته شركة "نيو نوليدج" وجامعة كولومبيا. وأورد أن وكالة "انترنت ريسيرتش ايجنسي" أنشأت حسابات عدة تحت أسماء أميركية كاذبة، موجهة إلى السود. وكان أحد هذه الحسابات باسم "بلاكتيفيست" يطلق رسائل سلبية حول المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي اتهمها بأنها "انتهازية" و"لا يهمها سوى كسب الأصوات".
وكتب معدو التقرير الثاني أن "هذه الحملة كانت تهدف إلى إقناع الناخبين بأن أفضل طريقة للدفاع عن قضية مجموعة الأميركيين من أصل افريقي هي مقاطعة الانتخابات والتركيز على قضايا أخرى".