وزير الخارجية الألماني في العراق لبحث ملفات أمنية واقتصادية

بعد عام على الانتصار العسكري للقوات المسلحة العراقية على تنظيم داعش، تعهد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للعراق بمزيد من المساعدة في إعادة الإعمار. وقال ماس عقب وصوله إلى العاصمة العراقية بغداد أمس إن ألمانيا ستواصل دعمها للمواطنين في العراق «بصفة أنها صديق وشريك موثوق به»، وأضاف: «تم كسر إرهاب (داعش). الآن يتعين الحيلولة دون تقوية شوكته في الخفاء مجددا تحت أي ظروف، لتجنب مخاطر الإرهاب في العراق والمنطقة وأوروبا أيضا».
ووصل الوزير ظهر أمس إلى بغداد على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش الألماني. ومن المقرر أن يجري ماس محادثات في العاصمة بغداد مع الحكومة العراقية الجديدة، التي تولت مهام منصبها في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا دعمت مكافحة تنظيم داعش عبر توريد أسلحة وتدريبات عسكرية وطلعات جوية بطائرات استطلاع. وتعتزم الحكومة الألمانية الآن المساعدة في إعادة إعمار العراق. يذكر أن تنظيم داعش سيطر عام 2014على مناطق واسعة من العراق، من بينها مدينة الموصل شمالي البلاد.
ودعمت ألمانيا على وجه الخصوص قوات البيشمركة الكردية في مكافحة التنظيم، كما تشارك حتى اليوم في التحالف الدولي ضد «داعش». ويشارك جنود ألمان في مهمة مكافحة تنظيم داعش عبر طائرات استطلاع من طراز «تورنادو» وطائرة تزود بالوقود انطلاقا من قاعدة الأزرق الجوية في الأردن. وفي معسكر التاجي القريب من بغداد، يقوم الجيش الألماني بتدريب جنود عراقيين.
وكان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي أعلن في 10 ديسمبر (كانون الأول) عام 2017 الانتصار عسكريا على «داعش»، إلا أن خلايا التنظيم لا تزال نشطة في شمالي وشرقي البلاد، حيث ينفذ التنظيم هجمات على نحو متكرر.
وقدمت ألمانيا مساعدات للعراق بقيمة 5.‏1 مليار يورو خلال السنوات الأربع الماضية، لتعتبر بذلك ثاني أكبر مساهم في دعم تطوير واستقرار وإعادة إعمار العراق عقب الولايات المتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ماس قوله: «التطورات أظهرت: عندما يتكاتف المجتمع الدولي، فإن أصعب الأزمات لا تصبح عصية على الحل».
ولم يتم الإعلان عن زيارة ماس بشكل مسبق لأسباب أمنية. وكان ماس توجه عقب زيارته للكويت إلى العراق على متن طائرة عسكرية ألمانية من طراز «ترانسال»، وهي مزودة بأنظمة دفاع صاروخية وتُستخدم من أجل زيارات المسؤولين الألمان لمناطق الأزمات. ويعتزم ماس زيارة عاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، أيضا.
وبجانب مساعي تحقيق الاستقرار في العراق، تدور زيارة ماس التي ستستغرق عدة أيام حول مصالح اقتصادية أيضا، حيث تتنافس شركة «سيمنس» الألمانية للصناعات الهندسية والإلكترونية أمام شركة «جنرال إلكتريك» الأميركية على صفقة تقدر بالمليارات لتوسيع إنتاجية الكهرباء في العراق. ورغم أن العراق من أغنى دول العالم في النفط، يعاني الشعب العراقي من سوء إمدادات الكهرباء والماء أيضا. وشهدت منطقة جنوب العراق مصادمات بين متظاهرين وقوات الأمن خلال احتجاجات على هذه الأوضاع.