العراق يحتفل بالذكرى الأولى للانتصار على «داعش»

يحتفل العراق بالذكرى الأولى لانتصاره باهظ الثمن على تنظيم داعش، الذي فقد كل الأراضي التي كان يسيطر عليها في السابق؛ لكنه لا يزال ينفذ هجمات متفرقة.
وأعلنت الحكومة العراقية انتصارها على «داعش» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد ثلاث سنوات على الحرب الشرسة، التي قتل فيها عشرات الآلاف وشرد مئات الآلاف، وتحولت مدن وأحياء بأكملها إلى أنقاض.
كما أعلنت الحكومة اليوم (الاثنين): «عيداً وطنياً»، ومن المقرر تحديد لحظة صمت في وقت لاحق اليوم.
وزينت نقاط التفتيش في العاصمة بأعلام عراقية وبالونات، بينما عزفت قوات أمن تقوم بدوريات «موسيقى وطنية» في الشوارع.
وفي إطار الاحتفالات، تخطط السلطات لإعادة فتح أجزاء من المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد - التي توجد بها المكاتب الحكومية الرئيسية والسفارات - للجمهور.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، في لقاء متلفز، إن المخاوف من عودة «داعش» تتجدد في حال بقاء المحاصصة السياسية كوسيلة لديمومة السلطة بين الفرقاء السياسيين.
وأوضح العبادي مساء أمس، أن هناك خشية من عودة تنظيم داعش والتضحية بالنصر، عبر إصرار المنظومة السياسية العراقية على الأداء المحاصصي والطائفي، وتنفيذ الأجندة الأجنبية في الداخل العراقي، الذي يؤدي إلى إيجاد مناخ يتمكن «داعش» أن يغذي نفسه به، من هشاشة الوضع السياسي الموجود.
وقال العبادي إن إدارة معركة القضاء على «داعش» لم تكن بالأمر السهل، لا سيما أنها كانت متداخلة، وكان لا بد من وجود تنسيق عال لتوحيد تنفيذ الخطط العسكرية والمخابراتية والأمنية، كونها كانت بالوقت نفسه تعتبر معركة صراع دولية، مع وجود جميع المتناقضات.
وأضاف العبادي، أن العراقيين هم من أنقذوا العراق والمنطقة بدمائهم وبإرادتهم، ولا يمكن أن ننسب النصر إلى جهات أخرى، حسب قوله.
وحول الوضع بعد عام من الانتصار على «داعش»، بيّن العبادي أن العراق خلق مجتمعاً عسكرياً قوياً، مستدركاً أن هناك جيوباً للتنظيم وخلايا نائمة هنا وهناك، مبيناً أن العمل جارٍ على معالجتها لمنع نموها، مضيفاً أن هذه المهمة هي أممية وليست عراقية فحسب، باعتبار أن الإرهاب أممي، ولا مناص من اعتماد مصدات دولية على مختلف الصعد لاستئصاله.
وفي تعليق على مرور عام من النصر على «داعش»، قال المحلل السياسي والخبير في شؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي، إن بعد عام على إعلان النصر العسكري على «داعش»، ‏ينبغي أن يتوج بأعمال معمارية يخلد بها النصر، من خلال الإسراع بإعادة إعمار المحافظات المحررة.
وأضاف أن على الحكومة الإسراع أيضاً في حسم مسألة المفقودين والمختطفين من العراقيين لدى «داعش»، بالإضافة إلى متابعة الجرحى وأمور معالجتهم، ومتابعة ذوي الضحايا من القوات الأمنية الذين قدموا أرواحهم في سبيل التخلص من «داعش»، ليكون النصر ذا تأثير.
إلى ذلك وجهت سفارة الولايات المتحدة في بغداد تحذيراً أمنياً، بمناسبة احتفالات تحرير العراق، في ذكرى الانتصار على «داعش» الأولى.
وقالت السفارة في بيان، نظراً لأنه قد تتخلل احتفاليات أهالي بغداد الألعاب النارية والرمي، التي قد تصل إلى المنطقة الدولية «المنطقة الخضراء»، فتهيب السفارة بمواطنيها من الولايات المتحدة، عدم السفر إلى العراق، والبقاء في الأماكن الآمنة والمحمية من سقوط المقذوفات النارية.