انتصار تشيلسي على سيتي يخلط أوراق المنافسة على الصدارة الإنجليزية

أعرب الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي عن ارتياحه لأداء فريقه رغم تعرضه لأول خسارة في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم على يد تشيلسي 2 - صفر، التي فقد على أثرها الصدارة لصالح ليفربول.
على ملعب «ستامفورد بريدج» في غرب لندن، كانت الأفضلية لحامل اللقب مانشستر سيتي في الشوط الأول، وبلغت نسبة استحواذه 62 في المائة، بيد أن تشيلسي تقدم في الدقيقة الأخيرة من تسديدته الوحيدة التي حملت إمضاء لاعب الوسط الدفاعي الفرنسي نغولو كانتي إثر تمريرة عرضية من النجم البلجيكي إدين هازارد. في الشوط الثاني، تحسن أداء تشيلسي وتراجعت خطورة سيتي، ليسجل البرازيلي ديفيد لويز هدف فريقه الثاني إثر ركلة ركنية في الدقيقة 78.
ورغم هيمنة سيتي المبكرة فإنه لم يجد حلولاً لاختراق دفاع تشيلسي المنظم، وافتقد حامل اللقب للمسات هدّافه الغائب الأرجنتيني سيرخيو أغويرو.
والهزيمة هي الأولى لفريق المدرب غوارديولا منذ أبريل (نيسان) الماضي، تاركاً الصدارة إلى ليفربول.
ورغم ذلك، بدا غوارديولا راضياً عن فريقه، مشيراً إلى أن تشيلسي استغل الفرص التي أتيحت له في أوقات مهمة.
وقال المدرب الإسباني: «لعبنا بشكل رائع في الشوط الأول، وأتيحت لهم الفرص الأقل، وفي الشوط الثاني كنا عند حسن الظن حتى النهاية».
وأضاف: «إذا أتيحت لهم فرصة واحدة سيسجلون منها، لأن المنافس جيد جداً وحاسم... هذا ما سيحدث مستقبلاً في المراحل المهمة لكننا لعبنا بشكل رائع وأنا سعيد. لعبنا بامتياز باستثناء 5 أو 8 دقائق».
وقال غوارديولا: «نحن هنا لنحرز اللقب وليس لنبقى دون خسارة. لا توجد رياضة في العالم يفوز فيها فريق ما دوماً. عندما يذكر الناس هذا الأمر فهم يبيعون وهماً».
وأضاف: «نسعى لأن نكون الأبطال ويريد الجميع التغلب علينا، والآن وقت التعافي من أجل دوري أبطال أوروبا».
ورغم استحواذ سيتي على الكرة بنسبة 62 في المائة، سدد مرة واحدة على المرمى في الشوط الأول وبعد هدف لويز بدا أنه استسلم.
في المقابل، نجح مدرب تشيلسي الإيطالي ماوريتسيو ساري في تفادي عدم التعرض لخسارتين متتاليتين للمرة الأولى في الدوري منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2016 عندما كان مع نابولي. ورأى ساري أن التحول من أسلوب الاستحواذ إلى الهجمات المرتدة كان محورياً أمام سيتي.
وقال المدرب الإيطالي الذي خسر فريقه أمام توتنهام وولفرهامبتون واندرارز بعد 12 مباراة دون هزيمة في الدوري: «نعتاد على الاستحواذ لكن أمام سيتي كنا نعرف أننا سنجد مساحات في الهجمات المرتدة، دافعنا جيداً ثم بدأنا في الضغط ونستحق الفوز وأنا سعيد. ليس من السهل التغلب على سيتي».
وغير انتصار تشيلسي من معالم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي فمنح الصدارة لفريق ليفربول الذي حقق انتصاراً كبيراً على بورنموث أول من أمس، برباعية نظيفة سجل منها المصري محمد صلاح ثلاثية.
ولدى ليفربول 42 نقطة من 16 مباراة، وأصبح الفريق الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن في الدوري بعد انتهاء سجل سيتي الخالي من الهزيمة في 21 مباراة متتالية منذ خسارته أمام مانشستر يونايتد في أبريل الماضي.
واستعاد توتنهام المركز الثالث بفوزه الخامس في آخر 6 مباريات في الدوري، إذ تغلب 2 - صفر على مستضيفه ليستر سيتي.
ويتقدم توتنهام بنقطتين على تشيلسي وآرسنال.
وبعد تقدم تشيلسي وآرسنال فوقه في الترتيب بعد مباراتين مبكرتين كان توتنهام يعلم أن أي نتيجة سوى الفوز ستجعله ينهي اليوم خارج المربع الذهبي. ومع خروجه لخوض مواجهة حاسمة أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا غداً، قرر المدرب ماوريسيو بوكيتينو وضع هاري كين وكريستيان إريكسن على مقاعد البدلاء، لكن سون هيونغ - مين نجح في ملء هذا الفراغ بتسديدة مذهلة بقدمه اليسرى في نهاية الشوط الأول، وضمن ديلي إلي الفوز بضربة رأس في الدقيقة 58 بعد تمريرة عرضية من سون. وقال ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام: «أنا سعيد جداً بالأداء، وهذا يسمح لنا بالتفكير في لقاء برشلونة. النقاط الثلاث رائعة والحفاظ على مركزنا مكسب هائل».
وحقق توتنهام بذلك أفضل انطلاقة له على الإطلاق في الدوري الممتاز وسيحتاج للفوز على أرض برشلونة غداً، ليضمن التأهل لدور الـ16 في دوري أبطال أوروبا.
لكن هزيمة سيتي الأولى بعد 7 انتصارات متتالية هي التي أحدثت الهزة في جدول الترتيب في وقت بدأ فيه الحديث عن سطوته المحلية تحت قيادة غوارديولا.
وقال لويز صاحب الهدف الثاني لتشيلسي بعد المباراة: «لقد حققنا الفوز على أفضل فريق في أوروبا في الوقت الحالي».
لكن بدا أن سيتي ليس كذلك، وكان على النقيض من أداء منافسه ليفربول الذي كال مدربه الألماني يورغن كلوب المديح للاعبيه ووصف فريقه بـ«الناضج»، وخص بالتحية مهاجمه صلاح الذي يتقاسم صدارة هدافي الدوري مع الغابوني بيير - إيمريك أوباميانغ مهاجم آرسنال ولدى كل منهما 10 أهداف، وقال: «صلاح مذهل».
وكان صلاح عازماً على منح جائزته أفضل لاعب في المباراة إلى زميله جيمس ميلنر، حيث شعر أنها الطريقة «المثالية» لتكريم نجم خط الوسط بعدما انضم إلى مجموعة استثنائية لعبت 500 مباراة على الأقل في الدوري الممتاز.
وقال صلاح: «يجب أن أوجه إليه التهنئة على هذه المسيرة المذهلة. إنه يستحق هذه الجائزة».
على جانب آخر، اتهم مهاجم نادي مانشستر سيتي رحيم سترلينغ الصحف الإنجليزية بتغذية العنصرية من خلال الطريقة التي تصور بها اللاعبين الشبان السود، وذلك في أعقاب تعرضه لإهانات عنصرية من بعض مشجعي تشيلسي خلال لقاء مساء أول من أمس. وأظهرت أشرطة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، المهاجم الدولي وهو يتعرض لإساءات لفظية من بعض مشجعي المضيف تشيلسي، عندما كان يلتقط الكرة للعب رمية تماس.
ويقوم نادي تشيلسي والشرطة بالتحقيق في هذه الإساءات.
ولجأ سترلينغ إلى حسابه على «إنستغرام» لتوجيه الانتقاد إلى الصحافة، مستعيداً تقارير عن قيام زميله في سيتي توسين إدارابيويو بشراء منزل فخم رغم عدم خوضه أي مباراة في الدوري الممتاز.
وأوضح: «اللاعب الأسود الشاب ينظر إليه بشكل سيئ. هذا ما يغذي العنصرية والتصرف العدواني» من قبل المشجعين.
وأضاف: «لكل الصحف التي لا تفهم لماذا يكون الناس عنصريين في هذا العصر، كل ما يمكنني أن أقوله: أعيدوا التفكير وامنحوا كل اللاعبين فرصاً متساوية».
وكانت التقارير بشأن إدارابيويو (21 عاماً)، تتحدث عن قيامه بدفع 2.9 مليون دولار أميركي لشراء منزل فخم، مثله مثل زميله في سيتي فيل فودن الذي دفع أيضاً مبلغاً كبيراً لشراء منزل. لكن تناول القضيتين في الصحف كان مختلفاً، إذ تم التركيز في قضية إدارابيويو حول شرائه منزلاً باهظ الثمن من دون أن يكون قد خاض مباراة في الدوري الممتاز، في حين رأت الصحف أن فودن يبدأ بتأسيس مستقبله.
وعلق سترلينغ: «لاعبان شابان في بداية مسيرتهما، يدافعان عن ألوان الفريق نفسه، أقدما على الخطوة المناسبة بشراء منزل، لم يرتكب أي منهما جرماً لكن من خلال طريقة التناول تم تصوير هذا الشاب الأسود على أنه سيئ، وهو ما يغذي العنصرية والسلوك العدواني، انظروا إلى الطريقة التي تبعث بها الصحف برسائلها، واحدة للاعب الأسود، وأخرى مختلفة حيال اللاعب الأبيض، أعتقد أن ذلك غير مقبول».
وأكد اللاعب أن تصرف المشجعين في ملعب ستامفورد بريدج لم يفاجئه، رافضاً الإفصاح عما قيل له، موضحاً: «بالعادة لست شخصاً يتحدث كثيراً، لكن عندما أعتقد أن علي إظهار رأيي، سأقول كلمتي، بشأن ما قيل في مباراة تشيلسي، وكما رأيتم ردة فعلي، كل ما قمت به هو الضحك لأنني لا أتوقع أفضل».
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، عوقب رجل بالسجن 16 أسبوعاً بسبب إهانة عنصرية ضد سترلينغ.
ولم تعتقل الشرطة أي مشجع حتى الآن، لكنها قالت إنها تراجع الواقعة التي حدثت في ملعب تشيلسي. وقالت جماعة «كيك ايت أوت» المعنية بمناهضة التمييز، إن المسؤولين عن كرة القدم في العالم لا يمكنهم السكوت على مثل هذه التصرفات العنصرية.
وقال هيرمان أوسلي رئيس المؤسسة: «يتعين أن يناقش ريتشارد سكودامور الرئيس التنفيذي للدوري الممتاز وكريج كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وبروس باك رئيس تشيلسي هذا الأمر، ويجب التعامل معه على أعلى المستويات».
ودان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الواقعة، ودعا شهود عيان إلى الإدلاء بشهاداتهم. وقال: «نتعامل مع مزاعم العنصرية بجدية شديدة وسنعمل مع الأندية والسلطات المعنية لضمان التعامل مع هذه القضية بالطريقة المناسبة».
ومدد سترلينغ الذي احتفل هذا الشهر بعيد ميلاده الرابع والعشرين، عقده مع سيتي الشهر الماضي حتى 2023، علماً أنه انضم إلى بطل إنجلترا في عام 2015 قادماً من ليفربول.