مسؤولون مصريون في الروضة شمال سيناء لإحياء ذكرى «مذبحة المصلين»

بث خطبة الجمعة من القرية... وترميم 54 منزلاً

مسؤولون مصريون خلال المؤتمر أمس («الشرق الأوسط»)
مسؤولون مصريون خلال المؤتمر أمس («الشرق الأوسط»)
TT

مسؤولون مصريون في الروضة شمال سيناء لإحياء ذكرى «مذبحة المصلين»

مسؤولون مصريون خلال المؤتمر أمس («الشرق الأوسط»)
مسؤولون مصريون خلال المؤتمر أمس («الشرق الأوسط»)

أحيا عدد من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال المصريين، أمس، ذكرى «مذبحة المصلين» التي ارتكبها إرهابيون بقرية الروضة بمحافظة شمال سيناء، في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، بمواساة أسر الضحايا، وتسليمهم 54 منزلاً بعد ترميمها. واصطف عدد كبير من أبناء القرية في استقبال الزائرين، يرتدون الملابس البدوية، ويقدمون القهوة للضيوف.
واستهل وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، زيارته إلى القرية، التي رافقه فيها وزير التنمية المحلية محمود شعراوي، بخطبة الجمعة من مسجد الروضة الذي شهد الحادثة، التي بثها التلفزيون الرسمي على الهواء، وقال إن «أرض سيناء ستظل أرض الأمن والأمان والعزة والكرامة والرباط إلى يوم القيامة»، مشيراً إلى أنه يبعث برسالة إلى العالم من على منبر مسجد الروضة «بأن الإسلام هو فن صناعة الحياة وليس الموت، وأننا هنا نبني ونعمر، ونواجه فساد المفسدين دفاعاً عن دين الله».
وعقب الخطبة تجول الوفد في القرية، ودخل أحد المنازل التي تم ترميمها. واحتضن وزير الأوقاف بعض الأطفال الذين فقدوا آباءهم في الحادث، وعبّر عن امتنانه لمن يواسي اليتيم، وقال: «سعيد لأن هذه الأسرة لم تفقد حنان كل من حولها من مؤسسات الدولة»، ولفت إلى أن «هذا المنزل من بين منازل قامت جهات حكومية بترميمها وتجديدها هدية للأهالي».
رافق الوزيرين في زيارة القرية، اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، وقيادات دينية من الأزهر والأوقاف، بالإضافة إلى رجلي الأعمال أحمد أبو هشيمة وحسن راتب، وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني.
وقال شوشة إنه عقب وقوع الحادث صدرت تعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم كل الاحتياجات لأهالي القرية، لافتاً إلى أنه تم صرف تعويضات بقيمة 60 مليون جنيه، وقدمت وزارة الإسكان مشروعات بـ82 مليون جنيه، والأوقاف 16 مليوناً، والأزهر 2 مليون جنيه.
وعلى عكازين يستند إليهما إثر إصابته بطلق ناري، كان الشاب محمد مصطفى الشرقاوي يقف بين عشرات من أهالي قرية الروضة يستقبل وفد الزائرين؛ الشاب كان من بين المصابين الناجين من المجزرة، ورغم أنه نجل موظف يعمل في قرية الروضة، إلا أن فداحة الحادث الإجرامي لم ترغمه على الرحيل، حيث تسكن أسرتهم في محافظة الشرقية، وصمد مع أبناء القرية.
وشهدت قرية الروضة في 24 نوفمبر العام الماضي اقتحام إرهابيين لمسجد الروضة أثناء أداء أهلها صلاة الجمعة وفتحوا النيران عليهم، فوقع 311 قتيلاً وأكثر من 120 جريحاً في حادث عرف باسم «مجزرة المصلين».
ويضيف محمد (15 عاماً) لـ«الشرق الأوسط»: «أدرس بالمدرسة الثانوية في القرية»، مشيراً إلى أنه نجا من القتل بأعجوبة، وبقيت إصابته في قدمه تمنعه من السير دون عكازين، لافتاً إلى أنه رغم آلامه، إلا أنه حضر ليشاهد ويستقبل جمع الزائرين ويشارك في عملية التنظيم لإحياء الذكرى.
مراسم إحياء ذكرى المجزرة اختتمت بمؤتمر عُقد في الساحة المقابلة لمسجد الروضة، تحدث فيه شيخ القرية حسين أبو جرير، وعبر عن تقدير أهالي الروضة لمن وقف بجوارهم ووساهم، وقال: «الأهالي لن ينسوا الجميل الذي قدمه الجميع».
ونوه أبو جرير «بالدور البارز للقوات المسلحة والشرطة»، مثمناً موقف الرئيس السيسي ومؤسسات الدولة في تقديم العون للقرية.
وخلال المؤتمر سلمت جمعيات أهلية مساعدات مالية وعينية لمواطني الروضة، وكان من بينهم سيدة فقدت جميع أبنائها وأشقائها في المجزرة، كما أعلنت جامعتا العريش الحكومية وسيناء الخاصة إعفاء الطلاب أبناء قرية الروضة من مصاريف الدراسة.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.