أسبوع حاسم لتيريزا ماي واتفاق «بريكست»

تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم (السبت) المناقشات البرلمانية لمشروع اتفاق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "بريكست" الذي يضع الحكومة ورئيستها تيريزا ماي في موقف صعب.
ورأت صحيفة "الغارديان" أنه إذا تمكنت ماي من الاحتفاظ بقيادة حزب المحافظين، يتوقع أن يشهد البرلمان اختبارا كبيرا للقوة بين معسكر المؤيدين والرافضين للاتفاق مطلع ديسمبر (كانون الأول).
وأضافت الصحيفة أن مستقبل بريطانيا سيكون على المحك خلال النقاشات الوشيكة، وطالبت الساسة بتوخي الصواب في التعامل مع هذه المهمة . وتوقعت أن تستغل ماي كل الوسائل المتاحة من أجل حشد الغالبية لدعم مشروع الاتفاق داخل مجلس العموم، فيما سيعمل النواب المعارضون على مقاومة هذا السعي حتى إسقاطه وربما إسقاطها.
ولفتت الصحيفة إلى أن ماي لا تحظى في الوقت الراهن بالأكثرية اللازمة لتأييد الاتفاق، لا داخل البرلمان ولا في المملكة المتحدة. وهي لا تملك الوقت الكافي لتغيير آراء المعترضين من حزبها قبل القمة الأوروبية التي ستعقد في 25 نوفمبر (تشرين الثاني). واختتمت الصحيفة تعليقها بأن مهمة "حماية بريطانيا من تضليل المدافعين عن بريكست بدأت للتو".
وبعد موجة استقالات من الحكومة وتعيين ستيفن باركلي وزيراً لشؤون "بريكست" بدل دومينيك راب، نالت ماي دعماً من وزير التجارة ليام فوكس الذي ليّن مواقفه لعدما كان من معارضي الاتفاق المقترح، وقال إن "الاتفاق يبقى أفضل من عدم التوصل إلى اتفاق". وأضاف: "آمل أن نملك جميعا نظرة منطقية ومعقولة. نحن غير منتخبين للقيام بما نريد، بل منتخبون لفعل ما يصب في المصلحة الوطنية".
وبعد قرار وزير البيئة مايكل غوف البقاء في حكومة وموقف فوكس، رجّحت صحيفة "الإندبندنت" عدم توافر أصوات 48 نائباً من حزب المحافظين للمطالبة بتغيير زعيمة الحزب. وإذا جرت محاولة كهذه وفشلت، يمنع نظام الحزب من القيام بمحاولة جديدة لسحب الثقة من الزعيمة قبل سنة.
ونقلت "الإندبندنت" عن نائب ماي الوزير ديفيد ليدينغتون توجهه إلى النواب المحافظين المعترضين على الاتفاق بالقول إن عليهم بدل "التآمر أن يحتشدوا خلف رئيسة الوزراء من أجل المصلحة الوطنية"، مثنيا على صلابة ماي في تنفيذها مهمة إبرام صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، نشرت صحيفة "ديلي ميل" أن المعترضين على "بريكست" من داخل حزب المحافظين المستعدين لإطاحة ماي صاروا 37 نائباً، وهم بالتالي يحتاجون إلى 11 توقيعاً للنجاح في مسعاهم. والرقم نفسه أوردته صحيفة "الصن" أيضاَ. ومن الـ 37 أعلن 23 موقفهم علناً، فيما أعطى 14 تواقيعهم سراً.
ونقلت "الديلي ميل" عن النائب ستيف بايكر قوله إنه سمع من نحو 60 نائباً أنهم مستعدون لإطاحة ماي، لكنّه أقرّ بأن السير غراهام برايدي رئيس لجنة 1922 في حزب المحافظين وحده يعرف الرقم الحقيقي للذين ثبتوا مطالبتهم بذلك. وأضافت الصحيفة أن عدداً من مسؤولي حزب المحافظين لم يغادروا لندن في عطلة نهاية الأسبوع كي يواصلوا اتصالاتهم دعماً لرئيسة الوزراء التي ستواجه أسبوعاً حاسماً بالنسبة إلى مصير اتفاق الخروج والحكومة ككل، بالإضافة إلى مستقبلها السياسي الشخصي.