إلهام المدفعي يغني لـ«إحياء» المدينة القديمة في العاصمة العراقية

أحيا الفنان العراقي إلهام المدفعي في مبنى المحكمة القديمة المجاورة لبناية القشلة القريبة من شارع المتنبي أمس، حفلاً صغيراً بمناسبة انطلاق حملة الترويج لمبادرة «إحياء من أجل مستقبل أفضل» لتطوير المدينة القديمة وسط العاصمة بغداد. ويقول القائمون على المبادرة إنّ إحياء مركز بغداد التاريخي، سيؤدي إلى فوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية للمدينة تتعدّى تأثيرها المحلي لتجعلها تتبوأ منزلتها التي تستحقها إقليما وعالمياً، وتحويلها إلى مركز وقلب نابض لجميع العراقيين. وتتزامن مبادرة «الإحياء» الجديدة مع إنجاز المراحل الأخيرة من مبادرة «ألق بغداد» التي أطلقها الموسيقار العراقي نصير شمه بالتعاون مع أمانة بغداد وبتمويل رابطة المصارف العراقية.
كانت أمانة بغداد قد أعلنت الأسبوع الماضي، عن اكتمال افتتاح 20 ساحة في جانبي الكرخ والرّصافة من العاصمة بعد تطويرها ضمن مبادرة «ألق بغداد». ويتحدث المشرفون عن المبادرة عن أعمال أخرى تقدم إلى العاصمة بغداد بجانب مبادرة أخرى تقدم إلى محافظة بابل.
وبالعودة إلى مبادرة «الإحياء» الجديدة التي بادر إليها عضو محافظة بغداد محمد الربيعي والمهندس المعماري العراقي المقيم في كندا تغلب الوائلي، وانطلقت أمس أولى الحملات الترويجية لها بحضور الفنان إلهام المدفعي قادما من العاصمة الأردنية عمان، يقول محمد الربيعي إنّ «المبادرة حظيت بمباركة مجلس محافظة بغداد وبالإجماع وسيكون من أبرز الدّاعمين لها معنوياً، وتهدف إلى إنشاء داون تاون في بغداد القديمة يجتمع بها جميع العراقيين لممارسة شتّى الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها».
وعن المنطقة المستهدفة في عمليات الإحياء يقول الربيعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنّها «تشمل المنطقة الممتدة طولا من الباب الشرقي حتى باب المعظم وعرضا من شارع الخلفاء وصولاً إلى ضفة نهر دجلة».
ويشير الربيعي إلى أنّ «المنطقة المستهدفة ستكون مغلقة أمام السّيارات إلّا باستثناءات خاصة جداً، وستعتمد على (الترام) للتنقل بين أجزائها، وسيجري التعاقد مع شركات رصينة متخصّصة بالتطوير والتخطيط العمراني وإعادة إحياء التراث».
ويعترف الربيعي بالتحديات الكبيرة التي يواجهها مشروع الإحياء وحاجته إلى الجهود الكبيرة لإقناع المواطنين والتجار المقيمين والعاملين في بغداد القديمة، وتوقع أن تستغرق عملية الإحياء من 3 إلى 10 سنوات.
ويؤكد المنهاج الذي طرحه القائمون على المبادرة أنّ الحصيلة النهائية التي ستتمخض عنها تتمثل في «إحياء ما يقرب من 3 ملايين متر مربع من المساحات المشيدة ضمن المنطقة، وتطوير شامل لمساحة تقرب من 80 هكتاراً من مركز المدينة القديم، إضافة إلى إنشاء 120 متراً مربعاً من المساحات الترفيهية الجديدة على ضفة النهر».
كما يشيرون إلى أنّها ستؤدي إلى «إعادة صياغة ما يقارب 3 كيلومترات من الواجهة النهرية وتحويلها إلى مساحات استثمارية، وإحياء 2.800 متر من الأزقة والمسارات، وصيانة وترميم 389 مبنى في شارع الرشيد وترميم 242 مبنى ذات قيمة تراثية وإعادة استخدامها، كذلك إعادة صياغة واستحداث وربط ما مجموعه 30 ساحة وميدانا ومركزا للقاء والاحتفال والنقل، بجانب صيانة وإحياء 17 سوقا تاريخيا وإعادة الطابع الحرفي والتاريخي للأسواق إليها».
ويعترف القائمون على المبادرة الجديدة في صعوبة المهمة، خاصة مع عدم رعايتها مالياً من الحكومة العراقية، لكنّ الربيعي يرى أنّ «المبادرة طريقة للضغط على السّلطات الرّسمية من أجل العمل على تطوير بغداد القديمة بعد أن تعرّضت للإهمال كثيراً، ولا يستبعد أن يجري تمويل المبادرة عبر عملية الاكتتاب ورهن عقارات الدّولة في تلك المنطقة بهدف الحصول على القروض المالية من بنك التجارة العراقي لعملية التمويل والبناء».
يشار إلى أنّ المنطقة المستهدفة في مبادرة الإحياء تقع ضمنها أغلب الأبنية التاريخية والمراكز التجارية في بغداد، ومنها سوق الشورجة والسّوق العربي وبناية البنك المركزي، إلى جانب مبنى المدرسة المستنصرية التاريخي والقصر العباسي وشارع النهر وشارع المتنبي وغيرها.