ترمب يرشح الجنرال أبي زيد سفيراً لواشنطن في الرياض

بعد شغور امتد لأكثر من عامين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ترشيح الجنرال المتقاعد جون أبي زيد ليصبح السفير الأميركي لدى المملكة العربية السعودية.
ويتعيّن على أبي زيد الذي يتمتع باحترام كبير في واشنطن، الحصول على موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه هذا، قبل أن يسافر إلى الرياض ليتسلّم مهامه الدبلوماسية الجديدة. وقد ألقى ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو باللائمة على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ في رفض الترشيحات المقدمة لهم بقائمة السفراء المقترحين لنحو 80 دولة.
وأمضى الجنرال جون أبي زيد، ذو الأصول اللبنانية، 34 عاماً في صفوف الجيش الأميركي وكان قائداً للقيادة الأميركية الوسطى في الفترة بين 2003 إلى 2007 أثناء رئاسة الرئيس جورج بوش الابن الثانية، وعُرف بالإشراف على حرب العراق. وأصبح أبي زيد (67 عاماً) أخيراً مستشاراً وزميلاً في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، ويعتقد البعض أن اختياره سفيراً إلى الرياض يأتي لتعزيز الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفي عهد إدارة باراك أوباما، كان أبو زيد في عام 2016 يقدم استشارات لوزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك. وقال البنتاغون آنذاك إن الجنرال المتقاعد يقدم استشارات لأوكرانيا في سعيها لإصلاح وتحديث قواتها المسلحة، ليقترب مستوى جيشها من جيوش حلف شمال الأطلسي.
ونجح أبي زيد في كسب ثقة الجنرال تومي فرانكس الذي خلفه في منصب القائد بالقيادة المركزية الأميركية في عام 2003. كما تمت ترقيته إلى رتبة لواء من فئة الأربعة نجوم في الأسبوع نفسه، وقد خلفه لاحقاً الأدميرال ويليام فالون في عام 2007 بعد تقاعده من الخدمة العسكرية الذي أمضى فيها 34 عاماً.
وولد أبي زيد في شمال كاليفورنيا في عام 1951. إذ قدم جدّه مهاجراً من لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الأولى، وقد نشأ معتنقاً المسيحية الكاثوليكية، وكان والده عسكرياً عمل في البحرية الأميركية أثناء الحرب العالمية الثانية، أما والدته فتوفيت بمرض السرطان.
والتحق أبي زيد بالأكاديمية العسكرية الأميركية USMA)) في ويست بوينت، ليتخرج منها ضمن دفعة 1973 ضابط مشاة حاصل على دورات أساسية ومتقدمة، ثم التحق بعد ذلك بكلية أركان القوات المسلحة والزمالة العليا في كلية الحرب بالجيش الأميركي في معهد هوفر بجامعة ستانفورد.
كما حصل جون أبي زيد على درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، وعمل باحثاً في الجامعة الأردنية بعمّان في الأردن. ونشر مركز هارفارد لدراسات الشرق الأوسط بحث أبي زيد للماجستير، المؤلف من مائة صفحة حول السياسة الدفاعية للمملكة العربية السعودية، والتي ما زالت تحتفظ به بعد 30 عاماً كـ«أفضل ورقة بحثية حصلت عليها الجامعة في هذا المجال».
وفي الآونة الأخيرة، دعا أبي زيد الولايات المتحدة للقيام بدور رائد في وضع معايير عالمية لكيفية استخدام الطائرات من دون طيار من قبل القوات العسكرية، داعياً من خلال مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» إلى مزيد من الشفافية من قبل البنتاغون.
وكتب في مقال الرأي عام 2014 مع روزاجا بروكسى، المسؤولة السابقة في البنتاغون إن «سياسات (تسيير) الطائرات الأميركية من دون طيار تدمر مصداقيتها وتقوض سيادة القانون وتخلق سابقة دولية مزعزعة للاستقرار، وهي أنظمة تستغلها الأنظمة القمعية في جميع أنحاء العالم بلا شك، وكلما تكاثرت الطائرات من دون طيار، فإن المستقبل الذي تم تخيله أعلاه أصبح مرجحاً للغاية».
كما دعا أبي زيد الولايات المتحدة إلى إيجاد مراكز معتدلة للسلطة في الشرق الأوسط والعمل معها، واضطلاعها بدور نشط بشكل عام هناك.