مصر: مناورة «درع العرب 1» تُنفذ تدريباً على اقتحام بؤرة إرهابية

أنشطة برية وبحرية وجوية بمشاركة 8 دول بينها السعودية والإمارات

جانب من تدريبات «درع العرب -1» أمس (صفحة المتحدث العسكري المصري)
جانب من تدريبات «درع العرب -1» أمس (صفحة المتحدث العسكري المصري)
TT

مصر: مناورة «درع العرب 1» تُنفذ تدريباً على اقتحام بؤرة إرهابية

جانب من تدريبات «درع العرب -1» أمس (صفحة المتحدث العسكري المصري)
جانب من تدريبات «درع العرب -1» أمس (صفحة المتحدث العسكري المصري)

تواصل القوات العربية المشاركة في تدريبات (درع العرب - 1) تنفيذ أكبر مناورة عسكرية عربية، تشمل كافة الأنشطة التدريبية البرية والبحرية والجوية المخططة، خلال فعاليات التدريب الذي يستمر حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري بقاعدة «محمد نجيب» العسكرية، شمالي مصر، بمشاركة 8 دول عربية، من بينها «السعودية والإمارات والبحرين».
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، أمس، إنه تم عقد عدد من المحاضرات النظرية والعملية لصقل خبرات القادة وتوحيد المفاهيم العملياتية بين مختلف القوات، كما نفذت عناصر القوات الخاصة عددا من الأنشطة التدريبية أبرزت المهارة في الميدان وأعمال الإخفاء والتمويه، واستغلال طبيعة الأرض لكافة العناصر، إضافة إلى تنفيذ أعمال الكمين والإغارة على الأهداف المعادية، وتنفيذ تمارين الرماية بالذخيرة الحية لجميع الأسلحة.
وأضاف في بيان له أمس نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، أن «قوات المظلات المشاركة من مختلف الدول نفذت تدريبات على الإعداد والتجهيز والتحميل للأفراد والتعامل مع المواقف الطارئة التي يمكن التعرض لها خلال القفز بالمظلات من الارتفاعات العالية نهاراً وليلاً وتحت مختلف الظروف، وكيفية تنفيذ أعمال الإزاحة والتشكيلات الجوية، وتنفيذ قفزات مشتركة أظهرت مدى ما يتمتع به العناصر المشاركة من كفاءة وقدرة تنفيذ المهام والوصول إلى الأهداف المخططة بدقة عالية».
وأوضح البيان أن «عناصر القوات البرية مدعومة بعناصر من القوات الخاصة تواصل الإعداد والتجهيز لتنفيذ أنشطة اقتحام بؤرة إرهابية والقتال في المدن، وتنفيذ رمايات تكتيكية بالذخيرة الحية... ونفذت عناصر القوات الخاصة البحرية تدريبات على اقتحام السفن المشتبه بها وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش».
وأكد الرفاعي استمرار عناصر القوات الجوية في التدريب على تخطيط وإدارة أعمال قتال جوية مشتركة، وتبادل الخبرات بين الأطقم الجوية، وقيام المقاتلات متعددة المهام بتنفيذ الكثير من الطلعات للتدريب على أعمال الدفاع والهجوم على أهداف معادية... فيما تواصل كافة أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة والمنطقة الشمالية العسكرية بالتعاون مع هيئة تدريب القوات المسلحة في التنظيم والتخطيط الجيد لمختلف الأنشطة التدريبية، وتوفير مساعدات التدريب وتنسيق الجهود المشتركة لكافة الدول لتنفيذ الأنشطة المخططة، وتسهيل مطالب القوات المشاركة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التدريب الذي يعد من أكبر التدريبات العربية التي تُنفذ بالمنطقة.
وتدريب «درع العرب 1» يأتي في إطار سلسلة مناورات عسكرية عربية مشتركة جرت أخيراً، آخرها التدريب المصري - السعودي المشترك «تبوك 4» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في نطاق المنطقة الجنوبية العسكرية.
ويهدف تدريب «درع العرب 1» إلى تطوير العمل المشترك بين القوات المشاركة بالتدريب، بالإضافة إلى التخطيط وإدارة أعمال قتال القوات بين مختلف الأسلحة البحرية والجوية والبرية وقوات الدفاع الجوي، وتبادل الخبرات المكتسبة في مجال أعمال القتال... وسبق أن أشاد الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بأداء القوات العربية المشاركة في تدريبات «درع العرب 1».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.