أغطية الرأس ليست حكراً على المسلمات أو النساء

معرض في فيينا يؤكد ارتباطها بمفاهيم الهوية المحلية

يحاول المعرض إثبات أن غطاء الرأس يعد رمزاً للهوية الشخصية
يحاول المعرض إثبات أن غطاء الرأس يعد رمزاً للهوية الشخصية
TT

أغطية الرأس ليست حكراً على المسلمات أو النساء

يحاول المعرض إثبات أن غطاء الرأس يعد رمزاً للهوية الشخصية
يحاول المعرض إثبات أن غطاء الرأس يعد رمزاً للهوية الشخصية

ترتديه الكثيرات من النساء المسلمات يومياً، وترتديه ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في المناسبات التي تقام في الهواء الطلق، ولا يزال غطاء الرأس أيضاً جزءاً من الملابس التقليدية في دول أوروبية مختلفة.
أغطية الرأس هي أكثر شيوعاً من النقاشات الساخنة حول حظر الحجاب في بلدان مثل النمسا وفرنسا وبلجيكا، وهو ما يوضحه معرض افتُتح في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في متحف الإثنولوجيا «فيلت ميوزيم» في فيينا.
وقال أكسل شتاينمان، أمين متحف الإثنولوجيا: «في كل مرة ينطق فيها شخص ما الكلمة (الحجاب)، ندخل على الفور في نوع من منطقة المعارك، لأنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإسلام».
وأضاف: «هنا في أوروبا، يوجد للحجاب تاريخ عمره 2000 عام، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسيحية».
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن صور السيدة العذراء وهي ترتدي غطاء الرأس والراهبات المسيحيات تسلط الضوء على هذا الارتباط في المعرض الذي يستمر حتى 26 فبراير (شباط) المقبل.
كما يشمل المعرض دمى تذكارية أوروبية بأزياء تقليدية، التي تُظهر أن الرؤوس المغطاة لا ترتبط فقط بالاحتشام الديني، بل أيضاً بمفاهيم الهوية المحلية.
وعلى الملصقات السياحية النمساوية التي تعود إلى خمسينات القرن الماضي، تظهر نساء بشرتهن برونزية اللون ترتدين فساتين محلية أو بذلات سباحة، إلى جانب أوشحة تلتفّ بشكل فضفاض حول الرأس أو معقودة أسفل الذقن.
ويُظهر ملصق آخر من هذا النوع، من أواخر السبعينات، فتاة في كوخ بمنطقة جبال الألب ترتدي نوعاً من مناديل الرأس «بندانة» التي لا تزال تحظى بشعبية بين المتنزهين من أعمار وطبقات اجتماعية مختلفة.
ومع ذلك، فإن المتحف لا يُخفي أن السبب وراء المعرض هو الجدل حول نساء ذوات جذور في الدول الإسلامية وحول ما ينبغي أو لا ينبغي أن يرتدينه.
وفي عام 2017، أطلقت سلسلة متاجر «بيبا» النمساوية لمستحضرات التجميل، حملة إعلانية تضمنت امرأة شابة ترتدي حجاباً إسلامياً.
وسرعان ما سجلت الحسابات الخاصة بسلسلة المتاجر على مواقع التواصل الاجتماعي كماً كبيراً من ردود الأفعال السلبية.
وعندما دافع مدير متحف «فيلت ميوزيم» كريستيان شيكلجروبر، عن الإعلان في مقابلة، واجه اتهامات بدعم قمع المرأة.
وقال شيكلجروبر هذا الأسبوع: «في جميع المجتمعات، هناك العديد من العوامل التي تدخل في قرار ارتداء هذه القطعة من الملابس أو عدم ارتدائها».
وأوضح بالقول: «الأمر يشمل المعتقدات الدينية والتقاليد الثقافية، والأهم من ذلك، التعبير عن التفرد».
وصاغت الحكومة اليمينية في النمسا مشروع قانون من شأنه حظر ارتداء الحجاب للفتيات في مراكز الرعاية النهارية والمدارس الابتدائية، بالإضافة إلى حظر غطاء الوجه الذي بدأ سريانه منذ عام.
وتقول الحكومة إن الإجراء الجديد سوف يحمي حرية الفتيات ويمنع انتشار الإسلام السياسي.
ومن دون تقديم إجابة، يطرح المعرض سؤالاً حول ما إذا كانت الأوشحة تظلم النساء، وما إذا كانت النساء ترتدين الحجاب للتعبير عن أنفسهن، أو ما إذا كان الحجاب يحميهن من أنظار الرجال.
وحاول القائمون على المتحف تهدئة الجدال من خلال عرض العديد من الأوشحة بأكثر الطرق الممكنة محايدة: تثبيتها على الجدران كقطعة مربعة أو مستطيلة من القماش، بدلاً من لفها حول رؤوس تماثيل للعرض.
كما اختاروا إظهار الحجاب على نساء يضحكن ويلعبن لا يظهرن بمظهر المضطهَدات، بل تظهر عليهن الثقة بالنفس.



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».